ولد الشيخ يعلّق المشاورات اليمنية مؤقتًا للمشاركة في قمة نواكشوط
ولد الشيخ يعلّق المشاورات اليمنية مؤقتًا للمشاركة في قمة نواكشوطولد الشيخ يعلّق المشاورات اليمنية مؤقتًا للمشاركة في قمة نواكشوط

ولد الشيخ يعلّق المشاورات اليمنية مؤقتًا للمشاركة في قمة نواكشوط

ذكرت مصادر مقربة من أروقة مشاورات السلام اليمنية المقامة في الكويت أن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قرر تعليق الجولة الثانية من المشاورات بحيث تدخل مرحلة "تجميد مؤقت وغير معلن"، ابتداء من غد الأحد وحتى الأربعاء القادم، وذلك حتى انتهاء "القمة العربية"، التي تحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط يومي الإثنين والثلاثاء 25 و26 يوليو/ تموز الجاري، وذلك بسبب انشغاله ورئيس الوفد الحكومي عبد الملك المخلافي.

وقال مصدر تفاوضي حكومي لــ "إرم نيوز"، إن "ولد الشيخ عقد اليوم لقاءً مع الوفد الحكومي بالكويت، وغادر بعدها باتجاه العاصمة الموريتانية نواكشوط للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها بلاده".

وسينوب ولد الشيخ أحمد عن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في "القمة العربية"، كما سيلقي كلمته الخاصة، التي ستتطرق إلى الجهود الأممية لحل الصراعات العربية، وخصوصًا في سوريا واليمن، وفقًا للمصدر.

وفضلت الأمم المتحدة، بحسب المصدر، تجميد المشاورات "بشكل غير رسمي" بسبب الشلل الذي سيصيبها، جراء غياب عدد من أعمدتها، ومنهم وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، الذي يشارك في القمة العربية، حيث كان "الصباح" يلتقي وفدي المشاورات اليمنية، بشكل شبه يومي ويحاول جسر الهوة بينهما.

ولم تحقق الجولة الثانية من المشاورات، منذ انطلاقها السبت الماضي، أي تقدم جوهري في جدار الأزمة اليمنية، بعد رفض وفد جماعة الحوثي، وحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الخوض في جدول أعمال المباحثات، الذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بسبب عدم تضمنه الملف السياسي.

ولن يدخل بقية المتفاوضين الذين سيمكثون في الكويت، في إجازة تامة، فبحسب مصدر حكومي، فإن الوفدين سيعقدان جلسات داخلية فيما بينهم، خلال الأيام القادمة، لمناقشة المزيد من الأفكار لحل النزاع، برعاية فريق للأمم المتحدة.

وتشكل "القمة العربية" هي الأخرى ساحة لمناقشة المشاورات اليمنية، كما سيتيح لقاء وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم التمهيدية للقمة، فرصة لتبادل الرؤى حول الحل الأمثل للصراع اليمني الممتد منذ 26 مارس/ آذار 2015.

ويتوجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، غدًا الأحد إلى موريتانيا، ومن المتوقع أن تأخذ مشاورات السلام الممتدة في الكويت من 21 إبريل/ نيسان الماضي، الحيّز الأكبر من كلمته التي سيلقيها في قمة نواكشوط، حسب مصادر مقربة منه.

المخلافي: الانقلابيون أعاقوا جهود التسوية

وفي هذه الأثناء، قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، اليوم السبت، إن تعنت الانقلابيين خلال مشاورات السلام المقامة في الكويت، أسهم في إعاقة التوصل إلى تسوية توقف نزيف الدم اليمني.

وأضاف الوزير اليمني، في كلمته اليوم بنواكشوط، أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى، للدورة العادية الـ27 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القادة فى موريتانيا، الذي سيعقد بعد غد الإثنين، أن "الحكومة تسعى إلى استئناف العملية السياسية من حيث توقفت في أقرب وقت ممكن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ القرار الدولي 2216 لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية الدستورية ومؤسسات الدولة وعودة الأمن والاستقرار".

وأوضح المخلافي، "لقد استمرت المشاورات 75 يوماً، إلا أنه، وللأسف الشديد، لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي يذكر فيها بسبب مماطلة وتعنت الميليشيات الانقلابية، التي أرادت من مشاركتها في هذه المشاورات وسيلة لشرعنة الانقلاب"، حسب تعبيره.

ولفت المخلافي، إلى أن "تنفيذ الانسحاب وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين، تعتبر حجر الزاوية التي من شأنها التمهيد لأي خطوات لاحقة تتصل باستئناف العملية السياسية".

خطوات حاسمة في الانتظار

وتوقع مصدر حكومي يمني، أن تعقد اجتماعات مغلقة لوزراء خارجية السعودية والإمارات واليمن، لمناقشة الخطوات التالية لبيان "القمة الرباعية"، في بروكسل والتي جمعت وزراء خارجية أميركا، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات.

ويبدو أن المشاورات اليمنية ستعيش لحظات حاسمة ومصيرية بعد انتهاء "القمة العربية"، حيث سيعود إلى الكويت سفراء أمريكا وبريطانيا في اليمن، ومن المقرر أن يحمل الدبلوماسيان الغربيان "خارطة طريق جديدة" للحل، حسب ما ألمح له البيان الرباعي المشترك في بروكسل، الأربعاء الماضي، والذي قال "إنه آن الأوان للتوصل لاتفاق في دولة الكويت، ينهي الأزمة اليمنية".

وخلافا للبيانات السابقة، التي يحثون فيها الأطراف اليمنية على الحل السلمي، أكد بيان وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات، هذه المرة، أنهم بحثوا "تسلسل اتفاق محتمل"، في مؤشر على رؤية دولية نافذة لن تطرح للنقاش خلال الأيام القادمة.

وحسب البيان المشترك، يبدو أن الحل المرتقب سيواءم بين مطالب الحكومة و"الحوثيين" و"حزب صالح"، حيث أكد، أن "الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، واتفاق سياسي يتيح استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وتشمل الجميع".

وأكد بيان الرباعية، أن إعادة تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو "السبيل الوحيد" لمكافحة جماعات إرهابية كـ"القاعدة" و"داعش" بفعالية، ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية.

ومن المقرر أن تنتهي المهلة التي حددتها دولة الكويت للأطراف اليمنية، من أجل حسم الخلافات أواخر يوليو/ تموز الجاري، وهو ما سيزيد الضغط عليهم من أجل عدم إهدار الوقت بعرقلة الأيام المتبقية.

وتستضيف الكويت المشاورات اليمنية منذ 21 إبريل الماضي، واستمرت الجولة الأولى من المشاورات 70 يومًا، لكنها لم تحقق أي تقدم جوهري في جدار الأزمة اليمنية، لتضطر الأمم المتحدة لرفعها أواخر يونيو/ حزيران الماضي بسبب إجازة عيد الفطر، والبدء بجولة ثانية منذ السبت الماضي، تم تزمينها لمدة أسبوعين فقط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com