لجوء اليمنيين لجيبوتي.. من رمضاء الحرب إلى نار الصيف
لجوء اليمنيين لجيبوتي.. من رمضاء الحرب إلى نار الصيفلجوء اليمنيين لجيبوتي.. من رمضاء الحرب إلى نار الصيف

لجوء اليمنيين لجيبوتي.. من رمضاء الحرب إلى نار الصيف

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الثلاثاء، تقريرًا يكشف تفاصيل هروب يمنيين من الحرب في بلدهم، للعيش كلاجئين في جيبوتي، عبر مضيق باب المندب.

وأشارت الصحيفة إلى أن "ما يقرب من 35 ألف شخص، توجهوا إلى جيبوتي، عبر مضيق باب المندب أو بوابة الدموع كما يطلق عليه، إلى جيبوتي، منذ آذار/ مارس 2015، حين سيطرت ميليشيات الحوثي على مؤسسات الدولة بقوة السلاح".

وقالت إن "الوافدين الجدد من اليمن، يصلون إلى مدينة أوبوك، جنوب جيبوتي، حيث درجة الحرارة العالية التي تصل إلى 50 درجة مئوية، إضافة إلى العواصف الترابية، لذلك لا يرغب اليمنيون المكوث طويلًا في تلك المدينة الصغيرة".

ووفقًا لأمانة الهجرة المختلطة، التي ترصد عمليات الهجرة بين اليمن والقرن الأفريقي، فإن جيبوتي تعد "ملجأ لعدد من الجنسيات الأخرى، حيث يعيش لاجئون من أرتيريا والصومال في معسكرين جنوب البلاد.

وأضافت الأمانة أن "اليمنيين يفضلون الذهاب إلى جيبوتي العاصمة، لكن ليس كل اللاجئين لديهم الموارد المالية اللازمة للسفر إلى العاصمة، حيث يعيش حوالي ثلاثة آلاف يمني في مخيم المركزي، على بعد بضعة أميال خارج مدينة أوبوك، إذ عانوا من موسم صيف شديد الحرارة، والرياح الحارة المليئة بالغبار، والتي تعرف محليًا باسم الريح الحارة، وهي ريح قوية لديها القدرة على اقتلاع الخيام".

وفي هذا السياق، يقول فواز، الذي كان يعمل في إحدى شركات البترول في مدينة عدن، قبل السفر إلى جيبوتي: "نخشى من مواجهة موسم صيف حار آخر، لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟".

وأضاف بلهجة غاضبة: "ليس لدينا القدرة على الانتقال من هذا المخيم، لذلك علينا أن نتحمل معاناة جديدة".

وحاليًا، يقدم فواز دروسًا في اللغة الإنجليزية للطلاب في أحد المدارس القريبة من المخيم، نظرًا لأنه يمتلك تعليمًا جيدًا.

من جانبه، يقول عبدالله -وهو أب يبلغ من العمر 50 عامًا- "أنه وعائلته كانوا يعتقدون أن مكوثهم في جيبوتي سيكون لبضعة أيام فقط، عندما قرر مغادرة اليمن في أيلول/ سبتمبر 2015".

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، فضل أكثر من 500 لاجئ يمني، الحرب على البقاء في المخيم الصحراوي، لذلك ركبوا قواربهم وعادوا إلى وطنهم، رغم تحذيرات الأمم المتحدة بأن الوضع الأمني هناك لازال مضطربًا.

ولفتت الصحيفة إلى أن "بعض المهاجرين الإثيوبيين يستغلون عودة اليمنيين إلى بلدهم، حيث يرافقونهم إلى اليمن، على أمل النجاح في الدخول إلى السعودية ودول الخليج الأخرى بحثًا عن فرص عمل".

ويقول بران فروس، من أمانة الهجرة المختلطة الإقليمية، إن "الإثيوبيين يعتقدون أنه من السهل العبور عن طريق اليمن إلى السعودية، بحثًا عن حياة أفضل، لاسيما في ظل الحرب التي خلفت حوالي ستة آلاف و 400 قتيل، وتشريد 2.8 مليون مواطن حتى الآن".

وأضاف "معظم المهاجرين من القرن الأفريقي يفضلون السفر من الصومال، بدلًا من السير على الأقدام لمدة أربعة أيام، من خلال صحراء قاحلة حتى يصلوا إلى مدينة أوبوك في جيبوتي، كما أن الطريق عبر أوبوك في البحر الأحمر اكتسب سمعة سيئة، بسبب هجوم المهربين الروتيني على المهاجرين وسرقتهم".

لكن رغم كل تلك المخاطر، هاجر حوالي 1300 شخص عن طريق ميناء أوبوك، خلال آذار/ مارس الماضي.

ووفقًا لعلي آل جفري، وهو ضابط ميداني مع المنظمة الدولية للهجرة في جيبوتي، فإن المهاجرين الذين يتجنبون اختطافهم من قبل المهربين، ينتهي بهم المطاف في السجن، في كثير من الأحيان".

وأضاف آل جفري "الحوثيون يحاصرون جميع المهاجرين الذين يودون الذهاب إلى السعودية، ويقيمون نقاط تفتيش تمنع المهاجرين من المرور أو الحصول على أي مكان بالقرب من الحدود".

وأشار إلى أن "المنظمة الدولية للهجرة اعتادت تأسيس مركز لمساعدة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في منطقة حرض، إلا أن المركز تعرض في أيار/ مايو الماضي، لغارة جوية، ما تسبب في مقتل خمسة إثيوبيين داخله، ما دفع المنظمة لتوقيف عملياتها في المدينة اليمنية".

وأكد أن "المنظمة نجحت في إجلاء ثلاثة آلاف و 500 مهاجر من اليمن، منذ حزيران/ يونيو 2015، كان غالبيتهم داخل سجون الحديدة، وبينهم الشاب الإثيوبي علي أحمد إبراهيم، 25 عامًا، الذي قامت عائلته ببيع الأبقار الخاصة بهم لتأمين مصاريف رحلته إلى السعودية".

وبسؤال الشاب الإثيوبي عن توقعاته لمستقبله، قال: "حقيقة لا أعرف، ربما سأكرر رحلتي مرة أخرى حينما تتحسن الأوضاع في اليمن، لكنني لا أرى مستقبلًا في إثيوبيا".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com