صنعاء.. العاصمة الرهينة
صنعاء.. العاصمة الرهينةصنعاء.. العاصمة الرهينة

صنعاء.. العاصمة الرهينة

بين ليلة وضحاها تمكن مسلحو الحوثي من إحكام السيطرة على صنعاء، تماما كما سيطروا على محافظتي عمران وصعدة،.

ففي ذات صباح وجد سكان العاصمة اليمنية أنفسهم أمام مسلحين ينتشرون في الشوارع يؤدون مهام رجال المرور والأمن والجيش بنسخة دينية.

ووقف العالم ذاهلا مما حدث، كما لم يستوعب اليمنيون كيف تمكن الحوثيون من اقتحام المعسكرات والقنوات الرسمية والاذاعات ونهب كل ما فيها دون مقاومة تذكر.

وخرج الرجل الأول في اليمن، الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقال في خطاب متلفز إن اليمن تعرض لمؤامرة دبرتها قوى محلية وإقليمية، وإن صنعاء لم تسقط.

وكان هادي يتحدث بنبرة منكسرة ممزوجة بالبكاء، وبالتزامن مع حديثه كان الحوثيون ينقلون معدات عسكرية ضخمة بينها ما يزيد عن مائة دبابة وآلاف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بذخائرها.

الحكاية بدأت عندما سيطر الحوثيون الشيعة على محافظة صعدة، بعد ذلك تقدم الحوثيون نحو محافظة عمران التي تفصل صعدة عن صنعاء وقالوا إن هدفهم فقط تفجير منازل أولاد الأحمر، (قبائل الأحمر ينتمون للمذهب السني وهم خصوم لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح)، وفجروها ولم يعودوا إلى ثكناتهم، بل تقدموا نحو عمران واشترطوا إقالة محافظ عمران، وتمت إقالة المحافظ، واشترطوا بعد ذلك إقالة قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي الذي قاتل الحوثيين 70 يوما دون تعزيزات عسكرية، وقبل تمكن الحوثيين من اقتحام معسكره قال القشيبي: "سأقاتل حتى آخر لحظة ولا نامت أعين الجبناء"، ملمحا إلى خيانة تعرض لها من قبل وزير الدفاع بتواطؤ مع الرئيس هادي.

وتمكن الحوثيون من الوصول إلى القشيبي وقتلوه بـ60 رصاصة، وحينها سقطت محافظة عمران، ووعد الحوثيون بتسليم عمران للدولة، لكنهم لم يقوموا بذلك، وبدأوا بمحاصرة العاصمة صنعاء واشترطوا مشاركتهم بالقرار السياسي وتخفيض أسعار المشتقات النفطية، ووافقت الدولة، لكنهم تقدموا بآلياتهم العسكرية التي غنموها من عمران صوب المنطقة العسكرية السادسة شمال صنعاء ومعسكر التلفزيون، بتعاون ملفت من قيادات قبلية وإعلامية وعسكرية محسوبة على نظام الرئيس السابق.

وطلب هادي من مستشاره اللواء علي محسن المنشق عن نظام الرئيس صالح بالذهاب إلى مقر المنطقة السادسة، فذهب محسن وعند وصوله بلغته أنباء بأن هناك مخططا لتصفيته شخصيا، وتصفية كوادر وقواعد حزب الإصلاح السياسي السني من خلال حرب أهلية تندلع بينهم وبين الحوثيين الشيعة، واتخذ الحزب قرارا بعدم مواجهة الحوثيين أبدا والدخول معهم بسلم، وغادر محسن مقره العسكري تحت قصف النيران، والتقى هادي في منزله وحدثت مشادات كلامية بينه والرئيس، ليغادر صنعاء.

واقتحم الحوثيون المعسكرات والتلفزيون ومقر القيادة العامة ونهبوا أسلحة ضخمة وكثيرة ومتنوعة بينها نحو 120 دبابة، واقتحموا منازل عدد كبير من الرموز السياسية والحكومية والحزبية، ونشروا مسلحيهم في العاصمة صنعاء وباتوا يسيطرون على كافة الأحياء بما فيها حي دار الرئاسة والقصر الرئاسي، واقتحموا منزل رئيس الأمن القومي ومقر الأمن القومي وأخرجوا سجناء بينهم إيرانيون متهمون بتوريد أسلحة متطورة إلى اليمن وتم اعتقالهم في السواحل اليمنية وهم على متن سفينة ايرانية محملة بالأسلحة.

وتناول الصحفيون اليمنيون خبرا يفيد بأن الرئيس هادي اتفق مع الإيرانيين على دعم الحوثيين، وأن توافق صنعاء على استقبال سفير إيراني، وهو ما كان اليمن يرفضه، على خلفية اتهامات لإيران بدعم الحوثيين، وزراعة خلايا تجسس في اليمن.

وقالت تقارير إن الرياض تشعر بالغضب الشديد إزاء هذه الصفقة، إلا أنه لم يعد بوسعها عمل شيء غير مباركة اتفاق السلام الذي وقعه الحوثيون والأطراف اليمنية الأخرى في القصر الجمهوري الأحد الماضي.

ونسف الحوثيون مخرجات الحوار الوطني والاتفاقات الأخرى، ودخلوا صنعاء وسيطروا على كل شيء، وبات هادي كما لو أنه تحت الإقامة الجبرية، وتعطلت الدولة وعجز هادي عن حماية منازل الوزراء التي تم اقتحامها، كما عجز عن تعيين رئيس للحكومة بسبب اشتراطات الحوثي واعتراض الأحزاب السياسية على الشخصيات التي رشحها الحوثي.

واليمن، التي يصل عدد سكانها إلى نحو 30مليون نسمه، بات الإيرانيون يجزمون في تصريحاتهم بأنه أصبح مواليا لطهران، وبات اليمنيون يعتقدون ذلك أيضا رغم أن سكانه الشيعة لا يمثلون سوى 15%.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com