تنظيم القاعدة يخسر تعاطف اليمنيين
تنظيم القاعدة يخسر تعاطف اليمنيينتنظيم القاعدة يخسر تعاطف اليمنيين

تنظيم القاعدة يخسر تعاطف اليمنيين

أحدثت الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في اليمن خلال العام الماضي، وأودت بحياة الكثير من العسكريين والمدنيين، تغييرا جذريا في نظرة اليمنيين إلى التنظيم، خصوصا بعد تبنيه عملية اقتحام وتفجير مستشفى العرضي المتواجد داخل مجمع وزارة الدفاع بصنعاء في 5 كانون الأول / ديسمبر 2013.

واستنكر اليمنيون بشاعة حادثة مستشفى العرضي بعد مشاهدتهم لمقطع فيديو بثه التلفزيون اليمني الحكومي، أظهر طريقة تعامل المسلحين الذين كانوا يمارسون القتل بوحشية لكل من قابلوه في طريقهم.

وأظهر الفيديو مشاهد تنفيذ المسلحين عمليات القتل المباشر لعدد من الممرضات، وطبيبة حاولت الاختباء في أحد أروقة المستشفى، فضلا عن مشاهد أخرى ما أثار غضب اليمنيين على القاعدة.

وزاد من استنكار الناس للحادثة، إعلان القائد العسكري في تنظيم القاعدة قاسم الريمي، تبني القاعدة لعملية الهجوم على مستشفى العرضي، وتنصله من عمليات القتل الفظيعة التي جرت داخل المستشفى، إذ قال إنهم يعترفون بالخطأ، وقدم اعتذاره وتعازيه لذوي الضحايا.

ويقول الباحث المتخصص في شؤون القاعدة سعيد الجمحي إن اعتذار القاعدة البارد، أضاف الألم والوجع لأهالي الضحايا والأبرياء.

وأشار إلى أن اعتبار ذلك القتل الجنوني، مجرد خطأ، يمثل استعلاء ومغالطة مفضوحة للقاعدة.

وكان تنظيم القاعدة يحصل على تعاطف شعبي من بعض القبائل في بعض مناطق شمال اليمن، بسبب استخدام واشنطن للطائرات الأمريكية بدون طيار في قتلهم خارج إطار القانون.

ويقول صالح البيضاني، وهو من أهالي مدينة البيضاء، أحد أماكن تمركز القاعدة: "كنا نتعاطف مع القاعدة، بسبب الهجمات التي تنفذها أمريكا، لكن نظرتنا تغيرت بعد تبني حادثة العرضي".

وأضاف لـ إرم: "لم نكن نتوقع أن تنفذ القاعدة عملية وحشية كتلك العملية، ومهما حاولت تبرير الجريمة، فلن يغير التبرير من هول الفاجعة شيء".

ويرى الصحفي رياض الأحمدي أن سمعة القاعدة تأثرت كثيرا، لكن أمريكا تحاول تحسين سمعتها من خلال محاولات مستميتة لحشر بعض الأطراف السلفية في زاوية الإرهاب.

وقال لـ إرم: "أمريكا تحاول أن تصنع تعاطفا شعبيا مع القاعدة، من خلال استخدام الطائرات بدون طيار".

وأوضح أن سمعة القاعدة سيئة جدا، ولكن هذا لا يقلل من انتشارها المرتبط بوجود اختراق أمني خارجي للدولة، فكلما زادت التدخلات الخارجية، زادت عمليات القاعدة.

أما مسعد السالمي فيرى أنه لم يعد هناك وجود لتنظيم القاعدة، لأنه وبكل بساطة أصبح لكل جهاز مخابرات إقليمي ودولي تنظيم قاعدة خاص به لاستخدامه متى ما أراد.

ونفى مسعد في حديثه لــ إرم، أي وجود للقاعدة في الوقت الحاضر، كون تاريخ القاعدة الأصلي رائع ومشرف، ولذلك لا يمكن الحكم على شيء لم يعد موجودا، على حد قوله.

ويقول محللون إن ما حدث في مستشفى العرضي بمجمع الدفاع أثر على الحاضنة الشعبية لتنظيم القاعدة، الأمر الذي يساعد الحكومة في استخدام غضب الشارع لمحاربة القاعدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com