كيف تنظر مصر للأمن القومي الخليجي أمام تهديدات إيران؟
كيف تنظر مصر للأمن القومي الخليجي أمام تهديدات إيران؟كيف تنظر مصر للأمن القومي الخليجي أمام تهديدات إيران؟

كيف تنظر مصر للأمن القومي الخليجي أمام تهديدات إيران؟

طرح موقف مصر في سياستها الخارجية تجاه بعض الملفات، وعلى رأسها الأزمة السورية، التي أصبحت معلنة في الفترة الأخيرة، تساؤلات في الساعات الأخيرة حول مدى جدية عبارة"مسافة السكة"، التي قدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ حملته الانتخابية، في النصف الأول من عام 2014.

ويعزّز إثارة هذه التساؤلات التهديد الإيراني للأمن القومي الخليجي مؤخرا، بعد إشاعة طهران السيطرة على مضيق "هرمز"، مما يبيح البحث وراء عن نية مصر في مواجهة أي تهديدات من إيران في ظل فتور العلاقات مع السعودية.

أمن مصر وتهديد الخليج

ويؤكد مدير تحرير مجلة السياسة الدولية، د.مالك عوني، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إن دوائر الأمن القومي المصري تمتدّ إلى السودان تلقائيا وليبيا والجزائر والشام والخليج العربي، الذي يقع على الممرات، وتنفتح منه القاهرة على العالم، من خلال البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، وأن أي تهديدات أمنية تهدد الخليج تنتقل إلى مصر مباشرة، وسيطرة أي قوة على أي من المقدرات بمنطقة الخليج، سيكون ضربة موجعة للقاهرة.

وأشار عوني إلى أن أية خلافات أو اختلافات في وجهات النظر فهي مؤقتة، ولا يمكن لمصر أن تقبل بأية مضايقات للخليج وأقاليمه، ومن الناحية العسكرية لا تقبل مصر أيضا بوجود جماعات "إرهابية" تنفذ مخططات إقليمية ضد دول الخليج أو تهديدات عسكرية، موضحا أن أحد أهم المعادلات المصرية الرئيسية في إدارة التوازنات الإقليمية تتمثل في الحفاظ على أوضاع المنطقة الراهنة وقواها، دون أي إخلال بها، بمعنى الحفاظ على القوى القائمة دون مساس أو حدوث اضطرابات.

ولفت إلى أن مصر في هذه اللحظة تعتمد على توازن القوى لضمان استقرار الأوضاع الإقليمية، وأي اضطراب يحصل في القوى قد يجعلها تتدخل بشكل اضطراري، ومن المهم للقاهرة أن تظل الأوضاع الإقليمية على ما هو قائم، حتى لا يحدث خلل وتنجر للتدخل.

وقلل مدير تحرير مجلة السياسة الدولية من ادعاء طهران السيطرة على مضيق "هرمز"، لافتا إلى أنها سيطرة وهمية، والرسالة موجهة لأمريكا وهي مستهلكة وكررتها كثيرا، في حين أن هناك فهما مختلطا من الجانب العربي لمزاعم إيران، لأن المعني بالسيطرة أنها تمتلك كل شيء، وهذا غير قائم على أرض الواقع في المضيق ولكنها تمتلك قدرة تهديدات لا تنفذ، وأي تطبيق إيراني بتهديدات لمضيق هرمز ستضر  طهران وتعرضها لاختناق قاتل يضرب اقتصادها في مقتل، ويكون إعلان الحرب على القوى الكبرى، وهذه الرسالة موجهة للإدارة الأمريكية الجديدة، لمساومتها بعدم الضغط عليها في الملف النووي.

الأمن القومي العربي يتبدّد

فيما كان هناك رأي آخر، لرئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. مختار غباشي، الذي قال إن مصر تتحدث دائما بأن الأمن المصري والخليجي متبادل، ولكن من الواضح أن آليات التعاطي مع الأمن القومي الخليجي يحمل اختلافا في الرؤى، في ظل تبديد الأمن القومي العراقي واليمني والسوري، فكيف تحمي الأمن القومي الخليجي في ظل هذا المشهد؟!.

الإمارات تهدّئ

وأوضح غباشي في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هناك احتياجا للوصول لتوافق عربي عن الأمن القومي، مع وجود خلاف كبير في آليات التعاطي، لافتا إلى وجود إصرار إيراني بوجود مصر في المفاوضات السورية، وهذا الإصرار مع التوجه للعراق في صفقات البترول، والموقف المصري الداعم لبشار الأسد.

ولكن الخبير المصري قال أيضا "إن فصل الأمن القومي المصري عن الخليجي أمام التهديدات الإيرانية أمر غير جائز، وربما نجد محاولات للوقوف على آليات جديدة في هذه العلاقة، من خلال دور إماراتي واضح يمهد لوجود تهدئة للوضع بين مصر والسعودية".

من نواكشوط إلى أربيل

ورأى الباحث في العلاقات الشرق أوسطية، فادي عيد لـ"إرم نيوز"، أن أمن مصر يمتدّ من نواكشوط حتى أربيل و"مسافة السكة"، ليست بالعبارة المستهلكة، وستظل حاضرة في التعامل مع الخليج، سواء مع السيسي أو من يأتي بعده.

وأشار فادي إلى أن ما جاء من أحاديث إيرانية حول مضيق "هرمز" ليس أكثر من كونه ردًا إيرانيا على الكونغرس الأمريكي، في ظل التوجه لقانون يفرض عقوبات مدتها 10 سنوات على إيران، التي تعيش في تخبط سيجعلها تستأنف نشاطها النووي، وتقيم مناورات ضخمة اسمها "الولاية" في الخليج، خلال أسابيع قليلة، في وقت يدور فيه احتدام داخلي بين معسكرين بين الصقور والحمائم "خامئني" و"روحاني"، على خلفية انتخابات الرئاسة في مايو المقبل.

ويقول الباحث اللبناني المتخصص في الشؤون الخليجية، فادي عاكوم، إن وضوح نظرة مصر للأمن الخليجي تجاه إيران بكونه "خطا أحمر"، لا يتغير بأي شيء يطرأ على الساحة الإقليمية، وفي نفس الوقت، فإن إيران تعلم جيدا موقف مصر تجاه الخليج، لذلك لن يكون الصدام بين القاهرة وطهران بهذا الخصوص، ومصر أيضا تدرك أن أي مواجهة مباشرة من جانب إيران أمام أي دولة خليجية، وسكوتها على هذه المواجهة، سيحول الأمر إلى تدخل مباشر  في شؤون مصر الداخلية، من خلال أوراق معروفة.

التفريق بين خطريْن

وأوضح عاكوم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مد الحرس الثوري الإيراني يتصدر هذه الأوراق الإيرانية، لافتا إلى ضرورة الفصل بين المد الشيعي ومد الحرس الثوري الإيراني، لأن الأخير هو الذي يثير المخاوف بشكل أكبر ليس للدول الخليجية فقط، ولكن لمصر أيضا.

وعما أثارته إيران حول مضيق "هرمز" قال اللباحث اللبناني إن الأمر ليس بالرسالة للخليج، لاسيما أنها سيطرة وهمية موجهة للبنتاغون، في ظل توجه واشنطن لاستئناف العقوبات على إيران، مبرهنا على ذلك بوجود أكتر من فرقاطة مصرية في مضيق هرمز، للتدريب المشترك مع الإمارات، موضحا أن العلاقة الحالية التي تجمع السيسي مع الإمارات، يجب أن تفصل عن المواجهة مع إيران، وعن علاقة القاهرة مع باقي دول الخليج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com