نقلة إيرانية متوحشة شعارها "الآن حلب وغدًا مكة"
نقلة إيرانية متوحشة شعارها "الآن حلب وغدًا مكة"نقلة إيرانية متوحشة شعارها "الآن حلب وغدًا مكة"

نقلة إيرانية متوحشة شعارها "الآن حلب وغدًا مكة"

ترصد أوساط المتابعة، هنا في لندن، ما يوصف بأنه حالة استنفار سياسية في مراكز القرار الدولية والإقليمية ذات الصلة بمتواليات الحرب السورية، جرى معها إلغاء إجازات عطل نهاية الأسبوع في عدد من المواقع الحساسة.

العنوان الرئيس لحالة الاستنفار السياسي هو معركة حلب في شمال سوريا، من زاوية إحساس واشنطن بأن موضوع الممرات الآمنة التي صنعها الطيران الروسي هي "خدعة" محتملة، حسب وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وفي اتصالين هاتفيين بين كيري ونظيره الروسي لافروف، فإنه يفترض أن يتضح ما إذا كانت واشنطن ستردّ على الكمين الروسي في شمال سوريا، عبر فتح جبهة في الجنوب.

حالة الاستنفار السياسي الراهنة، تبررها قناعة عبّر عنها  أحد المحللين السياسيين في سفارة أوروبية بلندن، قائلًا إن الغيوم المستجدة في الشرق الأوسط تنذر بتحول نوعي في الطقس، يتمثل بانتقال إيران الى مربع جديد في مواجهتها مع دول الجوار العربية التي تراها وتتعامل معها طهران بأنها تبدأ من دول الجزيرة العربية بما فيها اليمن وصولاً الى الشواطئ السورية واللبنانية على البحر المتوسط.

النقلة الجديدة "المتوحشة" في الطرح الإيراني الطائفي، والتي انطلقت من طهران ورددّها في لبنان الجمعة الماضية، أمين عام حزب الله حسن نصرالله، هي التي تقول إن "اليوم حلب وغداً مكة ".

وقد جاء انسحاب الحوثيين من محادثات وحوارات الكويت بين الأطراف اليمنية، الأسبوع الماضي، ليعزز قناعة من يرون بأن قواعد اللعبة الدامية في الشرق الأوسط تقوم إيران بتغييرها، كما تقوم برفع وتائر التصعيد وأداوته الإعلامية مستخدمة الورقة الفلسطينية ومفردات التطبيع والتفريط، وهي التي كانت طهران وحزب الله نسوها في انشغالاتهم بمذابح سوريا.

يوم الجمعة الماضية، تركت طهران لحسن نصرالله أن يترجم النقلة الإيرانية في حربها مع "دول السنّة العربية"، انطلاقًا من الاحتفال المبكر بنتائج معركة حلب. ولم يترك نصرالله شكّاً بأن معركة مرجعيات (قم) هي معركة إقليمية تشمل اليمن والبحرين وسوريا، في مواجهة شاملة وصفها نصرالله بأنها طبخة مفتوحة  لمن يريد أن يشارك "حتى يطلعله حصة".

في تأطيره للنقلة الجديدة في المعركة التي تجعل فيها طهران من المملكة العربية السعودية عدوها الأول، استرشد نصر الله بما كان تحدث به محمد جعفر أسدي مساعد دائرة التفتيش بالحرس الثوري الايراني، عندما دعا لإلغاء ولاية السعودية على مكة والمدينة المنورة، مضيفاً - نصر الله - أن معركة حلب هي مقدمة لمكة في معركة مفتوحة على امتداد المنطقة.

ولأن الحروب النفسية والإعلامية التي تمرّست بها إيران وحزب الله، طالما وجدت في الورقة الفلسطينية مصدرًا للتضليل والتمويه -حسب تقرير أخير لأحد مراكز الدراسات الفلسطينية- ، فقد أفاض نصر الله في الحديث عن التطبيع مع إسرائيل، مستنهضًا الأدوات والمنابر الإعلامية الكثيرة المحاربة له ولإيران، ليشاركوا في الحملة على المملكة العربية السعودية.

وقد لفتت عدد من المراجع الإعلامية والسياسية، هنا في لندن، إلى أن نصر الله لم يتمالك نفسه هذه المرة في الحديث السياسي، حيث استخدم بحق وزير الخارجية السعودي ألفاظًا وأوصافًا تجرح مركزه الديني في الطائفة، بمثل ما تطال توصيفة السياسي في حزب الله.

العلاقة الإيرانية الإسرائيلية

وفي تقييمها للنهج الاعلامي الإيراني بالاستخدام المموه لشعارات التطبيع، ونداءات الموت لأمريكا وإسرائيل فيما هي –إيران– متمرسة طويلاً في  فتح قنوات الاتصال بإسرائيل واللوبي الصهيوني، فقد استذكر الدبلوماسي الأوروبي الملحق في لندن، أن لايران تاريخا موثّقا من الاتصال والتعاون مع إسرائيل، ابتداءً من عملية الكونترا، وانتهاءً بلوبي ما يسمّى بـ"المشروع الإيراني"، وهو الذي تقدم قبل ثلاثة أسابيع بورقة عمل للادارة الأمريكية يحثها فيها على فتح قنوات تجارية ودبلوماسية مع طهران لتعزيز الاتفاق النووي، خشية أن تقوم الإدارة الأمريكية الجديدة العام القادم بتعطيل ذلك الاتفاق.

ومن أصل 47 شخصية أمريكية تقف وراء المذكرة التي تتبنى المصالح الإيرانية، هناك 12 شخصية معروفة بانتماءاتها الصهيونية وتنسيقها الكامل مع إسرائيل، وهو الأمر الذي يجعل من التطبيع الايراني، القوى الصهيونية أكثر خطورة على الأمن القومي العربي من أي مماحكات لفظية حول السرية والعلنية في موضوع "المبادرة العربية" الخاصة بالقضية الفلسطينية.

الجمعة الماضية، قبل أربع ساعات من إلقاء نصرالله خطابه المخصص للتحشيد الإعلامي ورفع سوية الحرب الإيرانية ضد السعودية، كان رئيس المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان ضيفًا على منتدى اسبين الأمني السنوي في واشنطن.

برينان سُئل في المنتدى عن مآل الحرب السورية التي تدخل في حلب منعطفًا نوعيًا، فقال: سوريا هي أعقد مشكلة واجهتها في حياتي. بوتين يلعب فيها لعبة شطرنج خماسية. لكنني لست متأكدًا إن كانت هذه البلد ستخرج موحدة من الحرب الراهنة. جواب برينان، وهو الأول من نوعه لمسؤولين بهذا المستوى، دفع  صاحبة السؤال دينا تمبل، لأن تعلّق بدون انتظار جواب، قائلة: أعتقد أن هذه الرؤية هي التي تجعل إيران تقامر الآن بكل أوراقها، وهي تخوض ضد العرب السنّة معارك إقليمية مفتوحة في عدة جبهات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com