الخليج يحذر من "التأجيج الطائفي" في العراق
الخليج يحذر من "التأجيج الطائفي" في العراقالخليج يحذر من "التأجيج الطائفي" في العراق

الخليج يحذر من "التأجيج الطائفي" في العراق

الرياض تدعو لحكومة عاجلة والدوحة ترجع الأزمة لسياسة "الإقصاء والتهميش"

اتهمت دول الخليج، بلهجات متفاوتة القوة، حكومة نوري المالكي بالتسبب في حالة الانهيار الأمني الذي يعيشه العراق والذي ينذر بحرب أهلية مفتوحة.

وفي أول رد فعل رسمي بخصوص ما يجري في العراق، حثت الرياض على تجنب السياسات القائمة على التأجيج الطائفي، بينما اعتبرت الدوحة أن ما يجري هو نتيجة لسياسة التهميش والاقصاء، في حين دعت الكويت للحفاظ على وحدة أراضي العراق.

رفض التدخل الخارجي

واتهمت السعودية المالكي الاثنين بدفع بلده نحو الهاوية بسبب اعتماده سياسة "اقصاء" العرب السنة، مطالبة بـ "الاسراع" في تشكيل حكومة وفاق وطني.

واكدت السعودية ضرورة "تجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق".

كما اكدت "رفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية" في إشارة إلى تدخل ايراني أو أمريكي محتمل لوقف هجمات الجماعات المسلحة.

ودعا مجلس الوزراء السعودي إلى اتخاذ الإجراءات التي "تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب العراقي، والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة"، كحل للخروج من الأزمة.

ومن المعروف أن العلاقات سيئة بين السعودية والمالكي الذي وصل إلى السلطة العام 2006 ، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين، وزاد الصراع في سوريا من حدة الخلافات وخصوصا مع اتهام المالكي السعودية وقطر في آذار/ مارس الماضي بانهما تدعمان "الارهاب"، في إشارة إلى دعمهما للمعارضة السورية المسلحة.

التهميش والإقصاء

من جانبه، اعتبر وزير خارجية قطر خالد العطية أن الأزمة العراقية هي نتيجة "اعتماد التهميش والاقصاء".

وقال الوزير القطري إن "ما يحصل هو في أحد أوجهه نتيجة عوامل سلبية تراكمت على مدى سنوات، وأدت إلى ما أدت إليه، وكان أبرزها انتهاج السياسات الفئوية الضيقة".

وبدت نبرة الكويت معتدلة إزاء ما يجري في العراق، إذ اكتفت باعلان "دعمها لأمن واستقرار العراق والحفاظ على وحدة أراضيه".

وأعربت الحكومة الكويتية في بيان، الاثنين، عن ثقتها بان الشعب العراقي "سيتجاوز هذه المحنة".
الانفتاح الهش
وتقدم الأحداث الحالية في العراق، والتي تمثلت بسيطرة تنظيم داعش ومجموعات سنية مسلحة على مناطق شاسعة شمال بغداد، للسعودية فرصة جديدة؛ بديلة عن الانتكاسة التي لحقت بها في سوريا عندما تراجعت قوى المعارضة المعتدلة تاركة الساحة لقوى "تكفيرية متطرفة".

ويرى مراقبون أن النكسة التي يتعرض لها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تمثل منذ سنوات طويلة حلما العاهل السعودي الملك عبدالله الذي اعتبر المالكي مجرد عميل إيراني، وترجم ذلك برفض إرسال سفيرٍ إلى بغداد، وتشجيع نظرائه في "مجلس التعاون الخليجي" على الاقتداء بمقاربته المتحفظة.

وكشفت الأحداث العراقية، كذلك، عن أن أجواء الانفتاح الخليجي الإيراني كان هشا، أو أنه كانت هناك مبالغات وعدم فهم للمساعي الهادفة الى تجسيد الانفتاح المزعوم الذي قاده أمير الكويت بزيارته الأخيرة إلى طهران، وعبر عنه كذلك وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بدعوته لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة، فضلا عن زيارات متبادلة ذات طابع اقتصادي تجاري.

وثمة أدلة على هشاشة هذا الانفتاح، إذ لم يكن اعتذار ظريف عن تلبية الدعوة، بحجة ارتباطه بمواعيد لاجتماعات تخص الملف النووي لبلاده، سوى ذريعة تخبئ خلفها ما هو أعمق وأبعد من مجرد اعتذار ديبلوماسي بريء، والسعودية في المقابل لم تنخرط في أجواء الانفتاح بالشكل الذي يتمناه الخصم الإيراني، إذ مضت مؤخرا في الاستعراض العلني الأول للصواريخ الصينية القادرة على استهداف طهران، ناهيك عن فرض الامارات التجنيد الإلزامي للشباب.

والمعضلة الحالية التي تواجهها السعودية في العراق هي الحيرة بين أخذ جانب تنظيم "داعش" والمجموعات السنية، وبين عدم رغبتها بتهديد أمن المملكة، فثمة سوابق تاريخية تجبر السعودية على الحذر في تقديم الدعم اللامحدود، فقد انقلبت عليها جماعة الأخوان في عشرينات القرن الماضي، كما انقلبت عليها القاعدة، فضلا عن خيبة الأمل التي اصابتها جراء التطورات السلبية للأزمة السورية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com