بعد وصفه الغلاء بـ "الدواء"..هل يمهد السيسي لإجراءات اقتصادية ودينية جديدة؟
بعد وصفه الغلاء بـ "الدواء"..هل يمهد السيسي لإجراءات اقتصادية ودينية جديدة؟بعد وصفه الغلاء بـ "الدواء"..هل يمهد السيسي لإجراءات اقتصادية ودينية جديدة؟

بعد وصفه الغلاء بـ "الدواء"..هل يمهد السيسي لإجراءات اقتصادية ودينية جديدة؟

جاءت تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، بشأن الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها مصر، بمثابة تمهيد فيما يبدو لإجراءات صعبة مرتقبة، قد تتعدى إلى تغيير جزء من الخطاب الديني الذي يثير انزعاجا عبّر عنه السيسي في كلمته الأخيرة.

وتنضم هذه الإجراءات  لسلسلة خطوات سابقة، أسفرت عن غلاء في الأسعار، وصفه السيسي بـ "الدواء الضروري لعلاج الداء الذي ألمّ بمصر، خلال السنوات الماضية".

ودعا السيسي المصريين، لتحمل الظروف الاقتصادية العصيبة قائلاً "تناول هذا الدواء أفضل من إضعافنا، وكان لابد من هذا الطريق الصعب"، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة لإجراءات مرتقبة مماثلة.

وألمح السيسي، خلال كلمته بإشارات، ربما تمهد لتغييرات مرتقبة، عندما اعتبر سعر الدولار في مصر الآن، والذي يتراوح ما بين 17 إلى 18 جنيهًا "غير عادل" و"لن يستمر" على وضعه الحالي.

أزمات متوارثة وإجراءات مرتقبة

ورجحت الدكتورة يمنى الحماقي، أستاذة الاقتصاد في جامعة عين شمس، أن يكون خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة تمهيدية للمواطنين، بأن ثمة إجراءات أخرى مرتقبة لتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

وأشارت الحماقي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهي وراثة عشرات السنين، تحتاج إلى وقت ليس بالقصير للشعور بتحسن ملحوظ، غير أنها شددت على أن بعض الإجراءات الحكومية المتعلقة بالوضع الاقتصادي بحاجة إلى إعادة النظر، معتبرة أن الإرادة الصادقة، لابد أن تقترن بتخطيط جيد، من أجل الشعور بتحسن ملحوظ.

تجزئة الخطة وسياسة النفس الطويل

وذهب أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة الدكتور فخري الفقي للرأي نفسه، عندما شدد على أن مصر لا تزال مصرة على استكمال خطة انتشال الاقتصاد المتداعي، بإجراءات وصفها بـ"الصعبة"، والتي تحتاج إلى "قليل من الصبر الجماهيري"، لكون الإجراءات الأخيرة والمرتقبة ربما تطال قطاعًا كبيرًا من الشعب لكن أثرها على المدى البعيد جيد، على حد تعبيره.

واعتبر الفقي في حديث مع "إرم نيوز"، أن الحكومة تتعامل مع الوضع القائم بسياسة التجزئة والنفس الطويل في الإجراءات التي كان بمقدورها اتخاذها جملة واحدة، لكنّ الوضع السياسي والسيولة الناتجة عن السنوات الماضية، تحول دون تنفيذ هذا الإجراء، لذا لجأت إلى "تقسيط" الإجراءات على مراحل.

وقال أستاذ الاقتصاد، إن السيسي استغل خطاب اليوم، للتمهيد لإجراءات مرتقبة، ربما أيضًا تؤثر على المدى القريب على المواطنين، لكنها ستحمل نتائج إيجابية على المدى البعيد بحسب وصفه.

الخطاب الديني

وأحاط انزعاج آخر بكلمة السيسي، تمثل في الخطاب الديني، حين غضب الرئيس المصري من طريقة تنفيذ توجيهاته السابقة القاضية بتصويب ذلك الخطاب الديني، معتبرًا أن تجديد ذلك الخطاب "لا يمكن أن ينحصر في الخطبة الموحدة فقط".

 ودعا السيسي إلى ضرورة تشكيل لجنة تضم علماء الدين وخبراء في علم النفس والاجتماع والأخلاق، لمواجهة أفكار التطرف الديني، وهو ما يرشح أن يتخذ السيسي والمؤسسات الدينية المصرية خطوات مرتقبة في هذا الإطار.

وقال وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، إن المؤسسة الدينية اتخذت خلال الفترة السابقة، العديد من الخطوات الهامة لتجديد الخطاب الديني، بالإضافة إلى سلسلة لقاءات ومؤتمرات ودورات تدريبية لتدريب الخطباء والوعاظ.

وأشار شومان لـ"إرم نيوز"، إلى أن المؤسسة الأزهرية عكفت خلال الفترة الماضية، على تنقية الأزهر والأوقاف من الأفكار المتشددة ونجحت في ذلك، من خلال منع اعتلاء المنابر إلا للمتخصصين وخريجي الأزهر أصحاب الأفكار الوسطية.

وأضاف، أن "المؤسسة مستمرة في تطبيق خطتها الساعية لتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتنقية المؤسسات الدينية من المتشددين، معتبرًا أن رسالة الرئيس السيسي في محلها لأن "الإجراءات تحتاج إلى وقت للشعور بتغيير ملحوظ".

واتخذت مصر خلال الفترة السابقة، سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي أسفرت عن غلاء في الأسعار ورفع الدعم عن بعض المنتجات الضرورية، أثارت غضب العامة الذين دعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تصب في صالح المواطن الفقير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com