مصر.. الإرهاب يتجاوز المواجهة السياسية إلى العقائدية
مصر.. الإرهاب يتجاوز المواجهة السياسية إلى العقائديةمصر.. الإرهاب يتجاوز المواجهة السياسية إلى العقائدية

مصر.. الإرهاب يتجاوز المواجهة السياسية إلى العقائدية

فتح الإرهاب في مصر جبهة جديدة من المواجهات انتقلت هذه المرة من المواجهة السياسية إلى الفكرية والعقائدية، حين استهدف بتفجيراته المباغتة مقام السيد البدوي بشرق العاصمة القاهرة أول أمس الجمعة، وهو الحادث الذي لقي ردود فعل كبيرة في الوسط السياسي والإعلامي بمصر، لما يحمله من تطور خطير في طريقة تفكير المسلحين، حين لم تقتصر المواجهات على أفراد الجيش والشرطة بل طالت هذه المرة المدنيين الآمنين خاصة المعتقدات الدينية.

المقام الذي استهدفه الإرهاب باعتقادهم أنه مُشجع على الشرك ويراه زواره مقربًا للخالق، يضع الباحثين والمتابعين لشأن التنظيمات الجهادية في مصر أمام صورة جديدة يقرأون خلالها مستقبل تلك الجماعات في الوسط المصري، وهل ثمة اتجاه لأن يتحول الصراع إلى مواجهات على معتقدات دينية بعدما أحبطت الدولة نسبة كبيرة من مخططات تلك العناصر؟ أم تنجح مصر في عبور تلك الفتنة التي يُراد من ورائها تمزيق وحدة الشعب المصري.

الصوفيون: لن ننجر للمواجهة



من جانبه، أكد نقيب الأشراف محمود الشريف أن المصريين لن يسمحوا للإرهابيين الوصول إلى مرادهم عبر جرِّ البلد إلى مواجهات دينية عقائدية، حتى تتحول عن طريق الاستقرار والنهوض الاقتصادي الذي بدت ملامحه عبر المشروعات القومية العملاقة الجاري تنفيذها.

وأشار الشريف لشبكة "إرم" الإخبارية إلى أن حادث السيد البدوي سيزيد المصريين لاسيما الصوفيين والأشراف إيمانًا بقضيتهم التي رفع شعارها كل المصريين وهو «مصر بلا إرهاب»، ما يعني أن الجميع سيتصدى لذلك التنظيم عبر التوعية الفكرية والثقافية وإظهار خطورته على المجتمع المصري.

وأضاف الشريف أن الإرهاب باعتداءاته الآثمة على الآمنين يؤكد مرارًا وتكرارًا أن الإرهاب لا دين له، لافتًا إلى أن أفعال الإرهابيين توحد المصريين على اختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم في مواجهة ما وصفه بـ«الطاعون» المتفشي في البلاد العربية.

الأزهر: الإرهاب سبب تطاول البعض على مقدسات المسلمين



وأكد الشيخ عماد طه من علماء الأزهر الشريف أن الإرهاب كشف عبر استهدافه مقام السيد البدوي عن نيته الحقيقة الرامية إلى إشعال الفتن بين الشعب المصري وإلهائه عن طريق التنمية والاستقرار، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف يواجه تلك الأفكار الظلامية بالتوعية الدينية وإظهار صحيح الإسلام الوسطي للعالم.

وأضاف طه في تصريحات لشبكة "إرم" الإخبارية أن الإرهاب ينقل عن صورة سلبية عن الإسلام للغرب والدول الأجنبية، منوهًا بأن الأزهر يتبنى حملة وخطة لإظهار ظلامية تلك التنظيمات وأنها لا تمت للإسلام والمسلمين بصلة وأنهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم فقط.

وأوضح أن الصورة الخاطئة التي انتشرت خلال السنوات العشر الأخيرة عن الإسلام عبر تلك التنظيمات المسلحة المنتشرة حول دول العالم، شجَّع البعض على التطاول على الرسول الكريم بالرسومات المسيئة أو تصويره على أنه إرهابي، مشددًا على أن خطورة الإرهاب على الإسلام أكبر من خطورة الأعداء كون العدو واضح والإرهاب يتحدث باسم الدين كما قال عنهم الرسول «من بني جلدتنا ويتحدثون بلساننا».

الوجه التكفيري

إلى ذلك، يقول الباحث في شئون الحركات الإسلامية أحمد بان إن التطور الخطير في طريقة التنظيمات المسلحة يكشف عن الوجه الجهادي التكفيري لتلك التنظيمات، حيث ظلت واجهة تحركات تلك التنظيمات خلال الأشهر الماضية تحت مظلة مواجهة الدولة فيما فُهم على أنه صراع سياسي، ما لبث أن تكشفت حقيقته بأن التنظيمات المسلحة ما يحركها هو الخلفية الجهادية التكفيرية التي تكفر المجتمع وليس التعارض السياسي الذي أرجعه البعض لظهور تلك التنظيمات.

وأشار "بان" إلى أن التنظيمات الجهادية التي وجدت في شبه جزيرة سيناء والمناطق الجبلية مأوىً لها، ما كانت تنتظر صراعًا سياسيًا لتبدأ معه تنفيذ هجماتها وإن رأت في الثورة سببًا تخدع به المجتمع المصري، لافتًا إلى أن قضيتهم الرئيسية هو تكفير المجتمع وإعلان ما يعتبرونه خلافة إسلامية بمنظورهم المتطرف.

وقال: «الحركات والجماعات الإسلامية التي تعتبر نفسها وسطية، كيف سيكون تعاملها مع تلك التنظيمات بعدما أعطت في السابق غطاءً شرعيًا على تصرفات التنظيمات الجهادية على أنها تواجه ما يعتبرونها دولة ديكتاتورية؟ هل سيتبرأون منهم بعدما كشف وجههم التكفيري للمجتمع أم يتمادون في التغاضي وإن لم يكن التشارك معهم».

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com