لماذا يراهن الإخوان على "عنف الجامعات" في مصر؟
لماذا يراهن الإخوان على "عنف الجامعات" في مصر؟لماذا يراهن الإخوان على "عنف الجامعات" في مصر؟

لماذا يراهن الإخوان على "عنف الجامعات" في مصر؟

لم ينتظر طلبة الإخوان كثيرا حتى ينفذوا تهديداتهم بإشعال الجامعات المصرية بنار العنف والشغب. وشهد ثاني أيام العام الدراسي الجامعي الأحد بداية ساخنة اضطرت معها وزارة الداخلية لاقتحام بعض الجامعات وإلقاء القبض على العديد من الكوادر الاخوانية، فضلا عن إخلاء جامعات أخرى للسيطرة على الموقف.



وسادت أوساط الرأي العام المصري حالة من الإحباط مما بدا "إعلانا قويا على قدرة الإخوان على تنفيذهم وعيدهم" الذي حملته كثير من صفحات الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي مقابل فشل الأمن الإداري في التصدي لهم .

ويعد انحسار مسيرات التنظيم في الشارع إلى أدنى مستوياتها السبب الرئيسي وراء التأهب الإخواني لمعركة الجامعات، فلم تعد الجماعة التي كان يمكنها حشد الآلاف من أنصارها قبل عامين تستطيع سوى حشد بضعة عشرات يطاردها الأهالي نتيجة الغضب الشعبي من ممارساتها العنيفة وتورطها مع العناصر التكفيرية المسلحة. وبالتالي توفر الجامعات الفرصة الأخيرة لإثبات استمرار قدرتها على إرباك المشهد .

ومن بين ما يزيد على 2 مليون طالب وطالبة هم إجمالي عدد طلبة الجامعات بمصر لا يتطلب الأمر – حسب خبراء أمنيين - سوى عدد من الطلبة الإخوان لا يتجاوز العشرة داخل الكلية الواحدة مدربين على معارك الكر والفر مع عناصر الأمن وإطلاق زجاجات المولوتوف والشماريخ مع التقاط صور حية ونقلها مباشرة إلى المواقع والقنوات الداعمة والحصول على المانشيت الصحفي الأثير لدي الإخوان: "اشتباكات عنيفة بالجامعات المصرية".

ومن الأسباب الأخرى التي تجعل الجماعة تتعجل عنف الجماعات إحساسها بالتحول السريع نحو قبول النظام الجديد في القاهرة من جانب المجتمع الدولي واتجاه الولايات المتحدة والعواصم المؤثرة في الغرب إلى إسقاط المصالحة مع الإخوان كشرط للتعاون مع مصر، والرسالة الاخوانية في هذا السياق: لا يمكن إسقاط الجماعة من أي تصور مستقبلي لشكل الحياة السياسية في البلاد .

وتدرك الجماعة – بعيدا عن التصريحات الإعلامية لرموزها – أن المواجهة مع النظام الحالي سوف تنتهي عاجلا أم آجلا بالجلوس على مائدة المفاوضات "المباشرة أو غير المباشرة"، ويأتي اللجوء إلى العنف محاولة لا غنى عنها – من وجهة نظر قيادات الجماعة – من أجل تحسين شروط أي مصالحة محتملة أو تسوية مستقبلية، بحيث لا يبدو أنها جاءت إلى المفاوضات من موقف ضعف .

وتؤكد مصادر منشقة عن الإخوان أن الجماعة تسعى إلى إفساد الانتخابات البرلمانية المرتقبة من خلال تكثيف مشاهد العنف بالجامعات وما سيصاحبها من فصل العشرات من عناصر التنظيم والقبض على المئات منهم، بهدف الإيحاء بأن الانتخابات جرت في أجواء من "القمع السياسي" لأبرز فصائل المعارضة على نحو يشكك في مصداقيتها ويقوض نزاهتها كما تأمل الجماعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com