مصريون يهربون من الرصاص في ليبيا إلى ألم الجوع
مصريون يهربون من الرصاص في ليبيا إلى ألم الجوعمصريون يهربون من الرصاص في ليبيا إلى ألم الجوع

مصريون يهربون من الرصاص في ليبيا إلى ألم الجوع

كانت ليبيا الدولة الشقيقة لمصر بمثابة السوق الواعدة لأصحاب المهن والحرف إبان سقوط نظام معمر القذافي بعد حرب متوسطة الأجل قضت على البنية التحتية للبلد البترولي، وهو ما جعل منها ملاذًا آمنا لجني الرزق في المهن كافة.

حلم المصريين في زرق غدق من ليبيا لم يدم طويلاً، فما كانت إلا أن عادت آلة الحرب مرة أخرى بين التشكيلات المسلحة بعد القذافي، فتحولت ليبيا إلى ساحة حرب مفتوحة الأطراف كبدت مصر خسائر باهظة ومتنوعة، بين قتل مصريين علنًا داخل البلاد أو اختطاف دبلوماسيين أو حجز شاحنات بسائقيها.

التطورات السابقة دفعت السلطات المصرية إلى تحذير مواطنيها من السفر إلى ليبيا واستجلاب العمالة المتواجدة هناك، عبر رحلات جوية وبرية أجلت خلالها عشرات الآلاف من بين ما يقرب من مليوني مواطن مصري يعمل داخل الأراضي الليبية.

ووصل عدد العائدين من ليبيا عبر منفذ السلوم إلى أكثر من 82 ألفًا منذ بداية نزوح العمالة المصرية العائدة عقب تزايد أعمال العنف والاقتتال الدائر بالعاصمة الليبية طرابلس، وسوء الأوضاع الأمنية بمختلف المناطق، بينما وصل أضعاف ذلك الرقم عبر الحدود مع تونس أجلاها الطيران المصري، وفقًا لإحصائيات رسمية.

ارتفاع البطالة

ووصلت نسبة البطالة في مصر إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى ما يقرب من 13%، وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لكن الرقم السابق ارتفع بنسبة كبيرة بعدما عاد المصريون من ليبيا إلى وطنهم، ما أرهق كاهل الحكومة المصرية. فما بين التفكير في حل مشكلات الموجودين بالداخل وبين تحمل أعباء العائدين، فضلاً عن أعباء اقتصادية واجتماعية قدرها المراقبون بالملايين نتيجة الاستهلاك المحلي من الخدمات العامة خاصة الصحية.

إزاء ما سبق، أشار عدد من العائدين من جحيم الحرب في ليبيا، إلى أنهم هربوا دون أموالهم أو جهدهم خلال السنوات الماضية، بعدما تعرضوا للابتزاز أو الملاحقة من قبل البلطجية وهو ما ضاعف آلامهم المعيشية، لافتين إلى أنهم ينتظرون من الحكومة تعويضهم عن أعمالهم التي فقدوها جرّاء الحرب الليبية.

رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، أكد في تصريحات صحفية أن الحكومة ستسعى لتعويض العائدين من ليبيا، عبر أعمال حرفية في المشروعات القومية التي تنفذها الحكومة، منوهًا بأن حكومته تسعى لتعويض العائدين عبر وظائف مؤقتة لحل الأزمة العاجلة.

مطالب بالعمل في قناة السويس

إلى ذلك، طالب عدد من العائدين عبر استطلاع رأي أجرته شبكة "إرم"، الحكومة المصرية بتخصيص جزء من العمالة في مشروع قناة السويس الجديدة لصالح العائدين من ليبيا لتعويضهم عما لحق بهم من خسائر مالية كبيرة.

وأجمع هؤلاء على أنهم يواجهون الموت جوعا، بعدما فروا من الموت برصاص الحرب، مناشدين الحكومة بضرورة التدخل لتوفير فرص عمل لهم، لسد احتياجاتهم الأسرية المؤقتة لكونهم لا يمتلكون أي فرص في الداخل، لاسيما مع ركود اقتصادي يضرب البلاد حاليا.

يروون مآسيهم

محمد حسن الأشقر"32 سنة" من محافظة الشرقية، يقول: "رجعنا من ليبيا بدون شيء، بعدما خدوا منا كل حاجة فلوسنا وشقى عمرنا. انا بقالي أكتر من سبع سنين أروح ليبيا، وعارف كويس كل مناطقها. لكن المرة دي احنا شفنا الموت بعينا وكان كل همنا الفرار من الرصاص، لكن بعد ما جئنا إلى مصر ومش لاقين ناكل أو نأكل أولادنا مش فارق معانا نموت هناك أو هنا".

وأضاف عمر هريدي "28 سنة" محافظة المنيا: "احنا عارفين إن حال البلد وحش واقتصادنا واقع بس احنا عايزين بس نعيش بأقل شيء. عايزين الحكومة توفر لنا أقل فرصة ناكل منها عيش. زي بقية الناس".

حماد مختار الأطرش "40 سنة" من سوهاج يقول: "يا ريت الحكومة توفر لنا فرص في مشروع قناة السويس الجديدة, احنا مستعدين نشتغل أي حاجة بدل ما بيتنا يتقفل. الحكومة مشكورة إنها انتشلتنا من الموت لما هربنا على الحدود ورجعتنا لبيوتنا لكن احنا كدا هنموت من الجوع".

وتابع: "أنا بفكر أرجع تاني إلى ليبيا. مش فارق معايا أموت في الحرب أو أموت من الجوع.. أنا واحد عندي بيت وأسرة مكونة من 3 أطفال وزوجة. مش عارف أأكلهم منين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com