موسى يؤكد ضرورة استعادة دور مصر الإقليمي
موسى يؤكد ضرورة استعادة دور مصر الإقليميموسى يؤكد ضرورة استعادة دور مصر الإقليمي

موسى يؤكد ضرورة استعادة دور مصر الإقليمي

قال رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري عمرو موسى، إن تراجع دور مصر الريادي في المنطقة كان سببا وراء التدهور الحادث في عدة قضايا، منها الوضع السوري، مؤكدا خلال ندوة أقيمت بالنادي الدبلوماسي، ضرورة استعادة دور مصر الإقليمي.

وأضاف موسى بأن مصر لا تستطيع أن تساهم بشكل مؤثر في الوقت الحالي فيما يحدث بالمنطقة من تغيرات سياسية وفكرية واجتماعية وعمليات إعادة ترتيب للمشهد السياسي بكل مكوناته، وإعادة النظر في مفهوم الأمن الإقليمي والتكتلات والتحالفات، ومن سيلعب الدور الريادي إقليميا في الفترة المقبلة.

موسى دعا إلى الإيمان بوجود نظام إقليمي جديد، مشيرا إلى أن هناك دولا ستفرض الأحداث، وهناك دولا أخرى ستفرض عليها الأحداث، و علينا أن نحرص على ألا نكون ممن تفرض عليهم المواقف.

كما شدد على ضرورة اتساع الخيارات المصرية بعد تبني الإدارة في أميركا موقفا لم يقبله الشعب المصري في إشارة إلى اتجاه القاهرة شرقا نحو روسيا.

واستعرض رئيس لجنة الخمسين خلال اللقاء التفاهمات التي وصلت إليها اللجنة، فضلا عن التطورات السياسية والدبلوماسية التي شهدها المجتمع المصري منذ اندلاع ثورة التغيير بداية من ثورة يناير2011، وصولا إلى ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان، قائلا: "إننا نمر بأوقات عصيبة، وهذا بسبب الخلل الذي أوجده النظام الحاكم قبل ثورة 25 يناير، حيث كان نظاما متراخيا في حكم مصر، وأدى إلى تدهور الحياة السياسية وتدني الحالة الاقتصادية، ومازلنا حتى الآن نعاني من تحديات كثيرة".

وشدد موسى على ضرورة التغلب على المعوقات التي تواجه المجتمع المصري بالطرق السليمة، مستشهدا بدول كثيرة مثل سنغافورة وماليزيا، حيث انتقلت من حالات الفقر إلى النهوض الاقتصادي للمنافسة على الساحة العالمية، ومن التدهور السياسي إلى حالة من الاستقرار، مؤكدا أن مصر قادرة على عبور ما تمر به من أزمات وتحديات بالتراكمات الوطنية والموروثات الثقافية وتقاليد المجتمع، وقدرتها على تحمل ما تمر به من تحديات على مر العصور، موضحا أن الخروج من هذا المأزق يتطلب صياغة دستور رصين، يحافظ على الحقوق والحريات ويضمن حقوق المواطنين كافة، كما يضمن حقوق الأقليات الدينية و العرقية، بالإضافة إلى محافظته على حقوق المرأة وعدم المساس بها.

وقال موسى إن الخمسين تعمل جاهدة على الانتهاء من صياغة الدستور في موعده المحدد، مطمئنا الجميع بأنه سيحتوي على كل ما يطمح إليه المصريون من حرية وديمقراطية، وتأكيد للدور الريادي لمصر في المنطقة، مشيرا إلى أن العمل داخل اللجنة مستمر حتى انقضاء مدة عملها، والتي ستنتهي فعليا بعد 14 يوم عمل، لافتا إلى أنه تم الاتفاق والتصويت على كثير من المواد.

وأقر موسى بوجود تباينات في الآراء واختلافات داخل اللجنة حتى يتم التوصل إلى التوافق النهائي بين كل الأطياف التي تتضمنها اللجنة، والتي تمثل كل فئات المجتمع، موضحا أن اللجنة تعمل يوميا لمدة 12 ساعة، بحيث تنعقد 3 جلسات يوميا، مشيرا إلى مواجهة اللجنة للعديد من التحديات والصعوبات منها عدم التوافق بين الهيئات القضائية بعضها البعض.

ونوه موسى إلى أن المشكلات التي تعالجها الخمسين تتعلق جميعها بمواد الهوية والسياسة، مضيفا بأن الدستور أقر المادة الثانية التي تنص على أن المصدر الرئيسي للتشريع هو مبادئ الشريعة الإسلامية، مع أحقية الأديان السماوية الأخرى في ممارسة شعائرهم الدينية، وإقامة دور العبادة الخاصة بهم بالشكل الذي ينص عليه القانون، واختيار القيادات الدينية الخاصة بهم بما ينص عليه القانون، فضلا عن تضمينه الإقرار بحقوق المواطنة، وعدم استثناء أحد من التمتع بحقوقه وحرياته.

كما أعلن موسى أن المواد المتعلقة بالمرأة ما زالت قيد المناقشة، وأنها لن تحرم من ممارسة جميع حقوقها السياسية والاجتماعية بكل حرية، موضحا أن لجنة الخمسين اجتمعت على مدار عملها مع ممثلين لجميع القوى والتيارات السياسية وفئات المجتمع المختلفة للاستماع إلى مطالبهم وما يأملون في رؤيته في دستور البلاد الجديد.

موسى صرح بأنه بعد الانتهاء من مشروع التعديلات الدستورية في الموعد الذي أقره الإعلان الدستوري سيتم استفتاء شعبي عليه.

وأكد رئيس لجنة الخمسين حرص أعضاء اللجنة على حفظ حقوق المسيحيين المدنية والسياسية والدينية في الدستور، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من نسيج الشعب المصري، مشددا في الوقت ذاته على وجوب ذكر جميع الحقوق والحريات الخاصة بجميع الأقليات ضمن مواد الدستور، سواء كانت دينية أو عرقية أو سياسية، موضحا أن جماعة الإخوان عرض عليها التمثيل باللجنة ولكنهم لم يمثلوا إلا من خلال نقيب الأطباء، وهو عضو بالجماعة ولكنه يمثل مهنته باللجنة وليس خلفيته السياسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com