الجزائر.. إلى أين سيقود صراع النّفوذ بين رجال الأعمال ورجال الدولة؟
الجزائر.. إلى أين سيقود صراع النّفوذ بين رجال الأعمال ورجال الدولة؟الجزائر.. إلى أين سيقود صراع النّفوذ بين رجال الأعمال ورجال الدولة؟

الجزائر.. إلى أين سيقود صراع النّفوذ بين رجال الأعمال ورجال الدولة؟

تشهد صفوف منظمة "منتدى المؤسسات" وهي أكبر تكتل لمليارديرات الجزائر، تململاً من شأنه أن يعجّل بأفول نجم رجل الأعمال البارز علي حداد، أيّامًا قليلة فقط بعد انهيار جدار التحالف الذي ظلّ قائمًا بينه وبين رئاسة الحكومة منذ بداية الفترة الرئاسية الرابعة لعبد العزيز بوتفليقة.

وربطت مصادر جزائرية ظهور انشقاقات وسط "كارتل رجال الأعمال" وتحركهم لتنحية رئيسهم علي حداد، برغبة رئاسية لرفع الغطاء السياسي عنه عقب ارتكاب تجاوزات دبلوماسية وأخطاء بروتوكولية في افتتاح مؤتمر أفريقيا للاستثمار والأعمال، بشكل أظهر "تغوّل" رجال المال على الحكومة وسيطرتهم على مفاصل الدولة وهيمنتهم على صناعة القرار أمام ضيوف أجانب.

وذكرت مصادر مطلعة لــ"إرم نيوز" أن مسؤولاً في الرئاسة الجزائرية التقى، الخميس، بأعضاء منظمة أرباب المال المعروفة اختصارًا بتسمية "الأفسيو" وأبلغهم بأن عبد العزيز بوتفليقة لا يرغب في استمرار الوضع داخل التكتل المالي على ما هو عليه، في إجراء يكشف سخط رئيس البلاد على فشل مسيّري أكبر تظاهرة اقتصادية كان يُعوّل عليها للخروج من أزمة التبعية لاقتصاد الريع النفطي.

الخليفة المنتظر

ويقود حركة الرافضين لاستمرار علي حداد في قيادة "منتدى رؤساء المؤسسات الاقتصادية" رئيس غرفة الصناعة والتجارة العيد بن عمر الذي يملك أكبر مطاحن شرق البلاد ويبدو أنه يحظى بدعم الرئاسة انطلاقا من تجربته في إدارة الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة وتمثيل بلاده في الخارج.

 ويتّجه أعضاء المنظمة المالية لعقد اجتماع طارئ لهم في 17 ديسمبر الجاري وفيه سيتقرر مصير الملياردير علي حداد الذي فقد ثقة رئيس الدولة وشقيقه المستشار السعيد بوتفليقة الذي يُشاع أنه هو من دفع بالمعني إلى واجهة الأحداث عشية ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة فاز بها في انتخابات مثيرة جرت وقائعها خلال شهر نيسان/أبريل 2014.

بوتفليقة يتدخّل

وأبرزت المصادر ذاتها، أن رئيس الوزراء عبد المالك سلال قدّم مجموعة تقارير برفقة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ضدّ كبير رجال الأعمال الذي دفع أعضاء الحكومة إلى مقاطعة ورشات المؤتمر الأفريقي منذ اللحظات الأولى للافتتاح وسط ذهول المستثمرين الأجانب المدعويين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.

وتضيف المصادر أن سلال سارع إلى تقديم شكايته لرئيس البلاد خشية تعرضه إلى عقاب عبد العزيز بوتفليقة الذي "لا يتسامح" مع مرؤوسيه حال َارتكابهم تجاوزات "دبلوماسية" أو ممارسات تعرّض سمعة البلد إلى الضرر، لذلك قرر عزل السفير الجزائري بباريس عمار بن جامع لاتهامه بمنح تأشيرات سفر لأشخاص "غير مرغوب فيهم" ومصنفين على لائحة المعادين لتوجهات السياسة الخارجية للجزائر.

ولأجل ذلك جاءت تنحية السفير الجزائري بفرنسا في أعقاب تبادل التهم بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ورئيس منظمة رجال الأعمال على خلفية "وقوع أخطاء بروتوكولية" أهمهّا خرق البروتوكول الرسمي باحتلاله ترتيب الوزراء واعتلائه المنبر بمجرد انتهاء خطاب رئيس الوزراء.

ووُصفت الحادثة التي وثّقتها كاميرات التلفزيون ووسائل الإعلام التي واكبت تظاهرة "أفريقيا للاستثمار والأعمال" بنادي الصنوبر بين 03 و05 ديسمبر الجاري، على أنها ضربة موجعة لصورة الجزائر التي فشلت خلال أيام في استثمار نجاح دبلوماسيتها الطاقوية بتحقيق توافق بين أعضاء الأوبك حول تسقيف إنتاج النفط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com