ذوو الاحتياجات الخاصة  في غزة.. واقع مرير ومعاناة مضاعفة
ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة.. واقع مرير ومعاناة مضاعفةذوو الاحتياجات الخاصة في غزة.. واقع مرير ومعاناة مضاعفة

ذوو الاحتياجات الخاصة في غزة.. واقع مرير ومعاناة مضاعفة

كشفت بعض التقارير الصادرة اليوم بالتزامن مع تخليد اليوم العالمي لذوي الاحتيجات الخاصة  أن الشبان الفلسطينيين المعوقين يعانون صعوبات مضاعفة عن تلك التي يعيشها نظراؤهم في بقية دول العالم.

ونقلت التقارير إفادات وشهادات مؤلمة ليوميات بعض الشبان الفلسطينيين من ذوي الاحتياجات الخاصة المقيمين في غزة.

ويقول الشاب الفلسطيني إبراهيم إرحيم (28 عامًا)، إنه يكره زيارة أي مؤسسة حكومية أو خاصة، ويجد صعوبة كبيرة في ذلك، بعد أن انزلقت عجلات مركبته الكهربائية الصغيرة عند مدخل إحداها خلال زيارته لأحد المرافق الحكومية.

فعدم مواءمة الأبنية، والبنية التحتية في قطاع غزة، للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، تُضاعفان معاناة "إرحيم" في ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي والذي يعاني من شلل في قدميه منذ طفولته.

ويفكر الشاب مليًا قبل الخروج من منزله أو زيارة مكان ما، خوفًا من عدم قدرته على الوصول إلى حيث يريد، بسبب وعورة الطرق، و عدم وجود نقاط عبور كافية مخصصة لمن هم في مثل حالته.

ويضيف "إرحيم" الذي يدير ورشة لصناعة قطع الزينة الخشبية قائلا :" نعاني نحن أصحاب الإعاقة، من صعوبة كبيرة جدًا في ممارسة حياتنا اليومية، بسبب عدم توافر السبل التي تسهم بذلك".

وتابع "إن توافرت مداخل خاصة لذوي الإعاقة في الأبنية، فإن المبنى من الداخل توجد به مشكلة كبيرة، فأحيانا تجد عدة سلالم قبل وصول المصعد، كيف نصعد حينها" وتساءل:" كيف سأصل للطابق السابع مثلا في بعض العمارات التي يتوقف فيها المصعد عند الطابق الخامس؟".

وسبق أن عطّل عدم مواءمة بناء إحدى جامعات قطاع غزة، لذوي الاحتياجات الخاصة دراسة "إرحيم" في قسم إدارة الأعمال باللغة الانجليزية، لمدة عام ونصف.

ويتذكر الشاب كيف كان يجد إرهاقًا كبيرًا في الوصول إلى قاعات المحاضرات، أو دخول المرحاض هناك. حيث يعاني من عدم تافر سيارات الأجرة الخاصة بنقل ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويستطرد في هذا الصدد: "يشعرنا هذا النقص بعدم الإنسانية، وفي يومنا نطالب أن نأخذ حقنا بحياة كريمة". ويصادف الثالث من ديسمبر/كانون أول من كل عام، اليوم العالمي للمعوّق، حيث أقرته الأمم المتحدة في العام 1992.

وبحسب إحصائية أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، العام الماضي، فإن عدد ذوي الإعاقة في الأراضي الفلسطينية وصل حوالي 113 ألف فرد، منهم 75 ألف في الضفة الغربية، و38 ألف في قطاع غزة.

ووفق الإحصائية فإن الإعاقة الحركية هي الأكثر انتشارًا، حيث أن حوالي 49% من الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة هم معوَّقون حركيًا.

يصف محمود أبو ناموس، (29 عامًا)، الذي يعاني من إعاقة سمعية، حياة ذوي الاحتياجات الخاصة في غزة بـ "القاسية والصعبة للغاية".

ويقول "أبو ناموس" الطالب في قسم الحاسوب بالجامعة الإسلامية، عبر مترجمة الإشارة " الحياة اليومية في الشارع والمؤسسة والمستشفى والسوق ومعظم الأماكن غير ملائمة لنا".

ويضيف: " المجتمع لا يعطينا حقنا، وما زالت نظرة أفراده لنا دونية، مما يجعلنا نعيش في ضغط نفسي، ونجد صعوبة في التواصل".

وتعرض "محمود"  لعدة مواقف تسببت له في تأخر إجراء بعض أموره، ويقول:" مثلا لا يوجد في المؤسسات مترجمو إشارة، ولا أستطيع دومًا أن أصطحب معي مترجما". ويتمنى الشاب الفلسطيني أن يتعلم الناس لغة الإشارة، لتسهيل حياة ذوي الإعاقة السمعية.

الصعوبة الحياتية ذاتها تعرض لها الشاب، بدر مصلح (32 عامًا)، الذي يعاني من إعاقة بصرية، الحاصل على بكالوريوس تاريخ وآثار، ودبلوم عام في التربية، حيث يقول: " أقل ما يجب أن يكون لنا دليل صوتي في المصعد، أو أن تتوافر أزرار داخله بلغة (برايل) الخاصة بالمكفوفين".

ويضيف: " حتى فرصتنا في العمل التي حددها قانون المعوّق الفلسطيني لا نحصل عليها". وينص قانون المعوّق الفلسطيني، على ألا تقل نسبة العاملين من ذوي الإعاقة في المؤسسات الحكومية عن 5%.

رياض البيطار، مدير عام الرعاية الاجتماعية والتأهيل في وزارة الشؤون الاجتماعية، أوضح أن "أبنية قطاع غزة، معظمها قديمة من ستينيات القرن الماضي، وبالتالي من الصعب إيجاد أماكن خاصة فيها لذوي الإعاقة".

وأشار البيطار إلى أن الحصار الإسرائيلي، المفروض على قطاع غزة، منذ أكثر من 10 أعوام يحول دون تطوير البنى التحتية وتجديدها ومراعاة ظروف ذوي الإعاقة بغزة.

ولفت إلى أن الطرق التي تم تعبيدها حديثة والأبنية الجديدة كذلك، تم الأخذ بعين الاعتبار عند إنشائها، الوضع الخاص لذوي الإعاقة الحركية.

وكشف عن وجود تنسيق بين وزارته وباقي الوزارات والمؤسسات، لإقامة برنامج تدريبي لـ 50 موظفا لتعلم لغة الإشارة خلال الأيام القادمة.

وأرجع البيطار، صعوبة توفير سبل تسهل حياة ذوي الإعاقة، لأوضاع الحصار والثقافة المجتمعية التي ما زلت تنظر لتلك الفئة بعين من التهميش.

وتضاعفت أعداد المعوّقين بشكل ملحوظ في قطاع غزة، وفق البيطار، بسبب الحروب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سكان القطاع، مما تسبب بإصابة الآلاف بإعاقات دائمة.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن نحو ألفي شخص من أصل 11 ألف مصاب، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صيف 2014، باتوا يعانون من إعاقة دائمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com