حلب وسط حرب شعواء مجدّدًا
حلب وسط حرب شعواء مجدّدًاحلب وسط حرب شعواء مجدّدًا

حلب وسط حرب شعواء مجدّدًا

تحوّلت مدينة حلب إلى ساحة حرب بعد يوم دام، شهد قصفًا جويًا، بالتزامن مع اشتباكات لم تشهد المدينة مثلها منذ أشهر مضت، ولم تسلم المنشآت الصحية من القصف.

ودمّرت الهجمات مستشفى يقع في الجانب الذي يسيطر عليه المعارضون حسبما أفاد شهود عيان، وآخرون من العاملين في المجال الصحي.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن عشرات من الضحايا المدنيين توزعوا بين المناطق التي ما زال نظام الأسد يسيطر عليها، وبين تلك الواقعة تحت يد المعارضة، فيما فرّ العشرات بعد أن نجوا بأعجوبة من هجمات النظام وحلفائه. 

ويقوّض تصاعد حدّة القتال في حلب مساعي محادثات السلام التي تعقدها الأمم المتحدة في جنيف، في حين أكد مسؤولون في منظمات الإغاثة أن القتال الدائر قد يمنع من وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة المتزايدة في البلاد، الأمر الذي يهدد حياة الملايين من المدنيين.

ووصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا السيد جان إيغلاند الخميس، الدمار الذي ألمّ بالمدينة بعد القصف بالقول "لا يمكنني أن أصف لكم بأي شكل حجم الخطر الهائل الذي يهدد المنطقة في الساعات والأيام القليلة القادمة".

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان من السكان المحليين وعمّال المستشفى أن أصوات المقاتلات النفاثة ودوي القصف، كان يملأ المدينة رعباً منذ ليلة الأربعاء حتى يوم الخميس، بعد هدوء نسبي عاشته المدينة مع وقف إطلاق النار ليعود الذعر والمعاناة بشكل أكثر حدة. 

وبحسب "نيويورك تايمز" فإن جميع الأدلة تشير إلى عدم تمكن قوات النظام بقيادة الأسد وحليفه الروسي من السيطرة على المدينة.

ونقلت وسائل إعلام محلية وعدد من الناشطين إحصاءات تفيد بأن ما لا يقل عن 200 شخص معظمهم من المدنيين، قد لقوا حتفهم نتيجة القتال الدائر بين الطرفين.

مستشفى القدس تحت القصف

وأودى الهجوم الذي تعرّض له مستشفى القدس الأربعاء بحياة 27 شخصاً على الأقل، بينهم 3 أطفال، و 6 من طاقم المستشفى، بينما قُتل 20 شخصاً آخرين في هجمات تجدّدت الخميس، وأفادت جهات إغاثية أن الضحايا توالوا على المشافي،كما لقي ما لا يقل عن 14 شخصاً معظمهم من المدنيين مصرعهم، نتيجة هجمات قذائف الهاون التي استهدفت مواقع تحت سيطرة النظام. 

ومع القصف الأخير تحول مستشفى القدس الذي تموّله منظمة أطباء بلا حدود، إلى رماد.

وقال مسؤول في المنظمة إن الهجوم أدى إلى تدمير المستشفى الأهم في حلب، والمركز الرئيسي لطب الأطفال في المنطقة، متسائلاً "متى سيثير هذا الخراب ردود فعل غاضبة لدى أصحاب السلطة من المسؤولين عن إيقاف هذه المجازر؟".

وكان المستشفى ممتلئاً بالأصل بضحايا قصف سابق للحكومة، حيث قال صحفي في الموقع إن 3 من العاملين في المستشفى قتلوا. 

وكان المستشفى يعتبر مركز الإحالة الرئيسي لأطباء الأطفال، وهو مكون من 8 أطباء، و 28 ممرضًا وممرضة، وغرفة طوارئ، ووحدة رعاية مركزة، وغرفة عمليات، ونتيجة للقصف تم تدمير الأقسام بالكامل.

من نفّذ الهجوم؟

ونفت القوات الروسية مسؤوليتها عن القصف الجوي، الذي لا يشكل الهجوم الأول من نوعه منذ التدخل الروسي، حيث تعرّض اثنان من المستشفيات في بلدة معرّة النعمان جنوبي إدلب إلى عدة هجمات في العام الماضي، وكانت إحدى تلك المستشفيات تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود. 

و بدأت مجموعات حقوقية من بينها منظمة أطباء بلا حدود البحث معمقاً في ما وصفته "تعمّد القوات التابعة للنظام استهداف منشآت تقدم الخدمات الطبية". 

واستبعد الصحفي عدنان حداد الذي وثّق استهداف المشفى، أن يكون قصفه وقع بالخطأ، مستدلاً بتتابع الغارات على نفس المنطقة، دون أن يفصل بين الواحدة والأخرى إلا أقل من دقيقتين.

وأشار حداد إلى عدم وجود أي بوادر لتوقف الهجمات، حيث استهدفت غارة جوية جديدة أحد المخابز في الأحياء التي يتحصّن بها المعارضون، وسمعت أصوات القذائف وإطلاق النار من مسافة بعيدة من الجانب التابع للحكومة السورية.

كارثة إنسانية

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كافة الأطراف لوقف الهجمات العشوائية، التي لا تُميّز بين المدنيين والعسكريين، وذلك لتجنيب السكان أي ضرر ممكن، محذّرة من أن تقبل حلب على "كارثة إنسانية".

ووصف مدير مكتب الصليب الأحمر في مدينة حلب فالتر غروس الوضع في المدينة بالقول "لا يهم في أي مكان تتواجد، فأنت تسمع انفجارات الصواريخ والقذائف، وهدير الطائرات بشكل متواصل، الجميع هنا يخشون على حياتهم و لا يدرون ما يخبئ لهم المستقبل".

وعلى الضفة الأخرى من الأحداث وفي المناطق التابعة للنظام، توافد ضحايا من قصف المعارضة إلى مستشفى الرازي، حيث سمعت أصوت سيارات الإسعاف مختلطة مع دوي الانفجارات في شوارع المدينة.

وقال المدير التنفيذي لمستشفى الرازي حسن أنيس في اتصال مع "نيويورك تايمز" إن العنف كان يتزايد بشكل مستمر خلال الأسبوع، في حين أن المعارضين بدأوا باستخدام ذخائر أقوى منذ تداعي وقف إطلاق النار في المدينة منذ أكثر من أسبوع. 

وأضاف الرازي أن المعارضة المسلحة تحوّلت إلى استخدام الصواريخ، بعد أن كانت تستخدم قذائف الهاون والقنابل الغازية، وفي أثناء حديثه للصحيفة كان يسمع دوي إطلاق النار خلال نافذة مكتبه، دلالة على أن أقرب جبهة أمامية لا تبعد أكثر من نصف ميل عن المستشفى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com