بوتفليقة يحث الجوار على تفعيل الاتحاد المغاربي المعطّل
الجزائر – حث الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، على تسريع تحديث هياكل الاتحاد المغاربي المعطل وتطوير مؤسساته ومراجعة منهجية عمله وفق نظرة شاملة ومدروسة، مؤكدًا أن هذا الفضاء الإقليمي هو "لبنة أساسية وإطار أمثل للتكامل والتشاور المثمر" بين شعوب المنطقة التي تواجه تحديات اقتصادية وأمنية خطيرة.
واستغل بوتفليقة الذكرى الــ 27 لقيام اتحاد المغرب العربي، ليطالب العاهل المغربي محمد السادس والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بتوحيد الجهود لمجابهة التهديدات والتحديات التي تعترض المنطقة والتي تتطلب عملاً "جماعياً يعتمد على استراتيجية مشتركة ومنسقة".
وقال الرئيس الجزائري، مخاطبًا محمد السادس والباجي السبسي إن وحدة المغرب العربي "باتت أكثر من ضرورة في وقت يشهد فيه العالم تنامي عدد التجمعات الإقليمية والدولية وتتعرض فيه منطقتنا لتحديات ورهانات كبيرة على جميع المستويات والأصعدة، وهو ما يدعونا بإلحاح إلى العمل على مغالبتها ... في إطار تكتل متماسك العرى، موحد الصف، وتجسيد طموحات شعوبنا إلى المزيد من الإندماج والوحدة والتضامن".
وتابع بوتفليقة في خطابين توجه بهما إلى رئيس تونس وملك المغرب:"أغتنم ذكرى ذلكم الحدث التاريخي، التي نستحضر فيها تطلعات الشعوب المغاربية التواقة إلى التكامل والوحدة، لأعرب لكم مجددا عن عزم الجزائر الثابت على مواصلة العمل مع كافة الدول المغاربية والسعي بكل حزم في سبيل تثمين وتعزيز هذا المشروع التاريخي المبارك".
وجزم بوتفليقة مخاطباً ملك المغرب، ان المشروع الوحدوي المنشود "يمثل الإطار الأنسب لتمتين علاقات التعاون بين أقطارنا وبلوغ أعلى المستويات من الأمن والاستقرار في فضائنا الجهوي".
وأضاف أنه مقتنع أن "استكمال بناء الصرح المغاربي وتفعيل أبعاده الاندماجية أضحت حتمية لا مفر منها في ظل الظرفية الدقيقة التي تموج فيها منطقتنا المغاربية بتهديدات وتحديات لا قبل لها بها, لا يمكن مواجهتها ودرء آثارها بعمل منفرد ومتقوقع, بل لا بد من مجابهتها جماعيا واعتمادا على استراتيجية مشتركة ومنسقة".
وتحمل رسالتا بوتفليقة إلى قائدي البلدين الملتصقين بالجزائر شرقًا وغربًا، رغبة ملحة في إنهاء حالة الجمود التي تضرب اتحاد المغرب العربي المعطل منذ 27 عامًا، وهي محاولة واضحة تستهدف إشهاد الشعوب المغاربية على توافر "الإرادة السياسية" لدى الجزائر في زمن الكوارث والأزمات التي تضرب المنطقة المتأثرة باضطرابات خطيرة تشهدها الجارة ليبيا.
