القاهرة تسترضي القارة السمراء
القاهرة تسترضي القارة السمراءالقاهرة تسترضي القارة السمراء

القاهرة تسترضي القارة السمراء

تحاول سلطات الحكم الانتقالي في مصر -بشكل متسارع- استعادة الدور الرائد المفقود للقاهرة في إفريقيا.

وبعد مضي أقل من أسبوعين على زيارته إلى تشاد وتنزانيا، يزور رئيس الوزراء المصري، المهندس إبراهيم محلب، حاليا، جمهورية غينيا الاستوائية، حيث قوبل بحفاوة رسمية وشعبية غير مسبوقة جعلته يبكي حين رأى بعض المواطنين الغينيين يهتفون بالعربية: "ارفع رأسك فوق.. أنت مصري".

وتعهد محلب ببناء سفارة غينيا الاستوائية في نيجيريا من خلال شركة "المقاولون العرب" المصرية، وكذلك مقر وزارة الطاقة في العاصمة الغينية، فضلا عن نقل الخبرة المصرية في مجال الإسكان الاجتماعي للغينيين.

وكانت الشركات المصرية –لا سيما النصر للسيارات- وخبراء الصحة والتعليم والإنشاءات المصريين، يتغلغلون في مناحي الدول الإفريقية في ستينات القرن الماضي، فضلا عن دعم حركات التحرر الوطني الإفريقي على نحو جعل بلاد الفراعنة تحظى بنفوذ غير مسبوق في تلك الدول.

ويضم الوفد المرافق لمحلب، وزراء الصحة والزراعة والبترول، حيث وُقعت العديد من الاتفاقيات التي تقضي بدعم مصر للحكومة الغينية في هذه المجالات.

وأكدت مصادر دبلوماسية على أن الحكومة المصرية تعد خطة عاجلة للتحرك في إفريقيا عبر تقديم مساعدات عاجلة ملموسة في عدة مجالات، أبرزها الاستصلاح الزراعي والتنقيب عن البترول وبناء المستشفيات والمدارس وفتح خطوط جوية لشركة "مصر للطيران" تربط القاهرة بعواصم طالما أهملتها السياسة الخارجية في عهد مبارك.

وفازت مصر أخيرا بأول عقد لتصنيع وتصدير منصة بترول بحرية للكونغو الديمقراطية، كما تستضيف القاهرة في أيلول/ سبتمبر المقبل، مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة في دورته الـ15 الذي انطلقت دورته الأولى منتصف ثمانينات القرن الماضي.

وتستند التوجهات المصرية الجديدة إلى أن إهمال مصر دورها في إفريقيا –لا سيما في العشرة أعوام الأخيرة من عهد مبارك– أدى إلى تراجع نفوذ القاهرة في القارة السمراء، ما أسفر عن تعليق عضويتها في منظمة الاتحاد الإفريقي، فضلا عن مضي إثيوبيا قدما في بناء مشروع شد النهضة دون أن تلقي بالا إلى تحذيرات مصر من أن السد وفق هذه المواصفات يهدد حصتها من مياه النيل، ما يشكل بالتالي خطرا على الأمن القومي للبلاد.

وتنتهج السلطات المصرية حاليا رؤية جديدة في التعامل مع أزمة السد، تقوم على الحوار الهادئ والبعد عن لغة التهديدات وطمأنة الإثيوبيين بأن ما يتردد في بعض وسائل الإعلام المصرية من تحريض للجيش على توجيه ضربة لمنشآت السد، لا يعبر عن توجهات الدولة، وهو ما أكد عليه كل من المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الذي قال: "إن كانت هناك سحابة صيف بين القاهرة وأديس أبابا، ستنقشع سريعا".

وتشير المصادر الدبلوماسية، إلى أن السياسة الخارجية الجديدة لمصر تقوم على اختيار أفضل العناصر لجعلهم ضمن البعثات الدبلوماسية المصرية في إفريقيا، لا سيما دول حوض النيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com