يبرود تخلط أوراق الأزمة السورية

يبرود تخلط أوراق الأزمة السورية

النظام يستعيد السيطرة على بلدة إستراتيجية من المعارضة

يبرود ليست مجرد بلدة صغيرة، منسية في منطقة القلمون التابعة لريف دمشق، وإنما هي تتمتع بموقع استراتيجي هام بالمعنى العسكري، فهي بالنسبة للمعارضة تعتبر المنفذ الرئيس من وإلى لبنان، أما بالنسبة للنظام فهي صلة الوصل بين العاصمة والساحل السوري معقل النظام وتعد معبرا نحو وسط البلاد.

وبسقوط هذه المدينة في قبضة النظام السوري فإن المعارضة تكون قد خسرت آخر معاقلها قرب الحدود اللبنانية، ومنيت بضربة موجعة، ففضلا عن البعد العسكري المتمثل في فقدان المعارضة أحد أهم المعابر التي كانت تؤمن تهريب السلاح، وتنقل العناصر المسلحة، فإن هذا الفقدان يحمل كذلك دلالة رمزية خصوصا وأن جبهة يبرود قد شغلت الإعلام العالمي خلال الأسابيع الماضية، فكان الطرفان المتصارعان يترقبان نتيجة هذه المعركة الشاقة والطويلة.

ولن يقلل من أهمية هذه الضربة ما نقلته وسائل الإعلام عن نشطاء في المعارضة من أن النظام السوري استعان، خلال معركته في يبرود بعناصر من حزب الله اللبناني الذين يعرفون جيدا جغرافية تلك المنطقة ويتقنون فنون المناورة في مسرح شبيه إلى حد كبير بالمسرح اللبناني، يضاف إلى ذلك أن هذا الإعلان يتزامن مع الذكرى الرابعة للثورة السورية الأمر الذي يرفع رصيد الرئيس السوري بشار الأسد وهو يتأهب لانتخابات ستقوده، دون شك، إلى ولاية رئاسية ثالثة مدتها سبع سنوات.

النصر المزعوم

لكن في المقابل يمكن التساؤل حول هذا النصر المزعوم الذي يحققه هذا النظام فيما نصف الشعب السوري مشرد أو نازح أو اضطر إلى الإقامة في مخيمات اللجوء في دول الجوار، فضلا عن الظروف المعيشية الصعبة، وخروج مساحات شاسعة من البلاد عن سيطرة النظام، وتدمير البنية التحتية والخدمية وتردي الأوضاع الأمنية والصحية والتعليمية.

إن النظام السوري أوغل في دم شعبه، ولم يوفر وسيلة للقتل والتدمير إلا واستعمله، وبمعادلة بسيطة يمكن الاستنتاج أن أي نصر يعلن عنه هو مجرد هروب إلى الأمام، ورفع وهمي لمعنويات الجيش، ذلك أن النصر الحقيقي يتمثل في خروج سوريا من محنتها التي طالت، وعودة المهجرين، وتشكيل هيئة انتقالية يحقق أحلام وآمال السوريين وفق ما نصت عليه وثيقة جنيف 1.

وفي التفاصيل ذكرت الوكالة السورية الرسمية أن الجيش السوري أنجز سيطرته الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق وقضى على أعداد كبيرة ممن وصفتهم بالإرهابيين.

وقال الجيش السوري في بيان أنه "بعد سلسلة من العمليات النوعية أعادت وحدات من الجيش السوري الأمن والاستقرار إلى مدينة يبرود ومحيطها في الريف الشمالي لمدينة دمشق، مضيفا أن هذا الانجاز الجديد يأتي استكمالا للنجاحات التي حققها الجيش السوري في منطقة القلمون ويشكل حلقة هامة في تأمين المناطق الحدودية مع لبنان وقطع طرق إمداد المعارضة.

وفر الآلاف من يبرود، التي يسكنها ما بين 40 و50 ألف شخص، وتبعد نحو 60 كيلومترا إلى الشمال من دمشق، ومن المناطق المحيطة بها، بعد أن تعرضت البلدة للقصف الشهر الماضي قبل هجوم القوات الحكومية.

ضربة رمزية للمعارضة

ويرى محللون أن فقدان مدينة يبرود سيشكل ضربة رمزية وعملية للمعارضة لأنها كانت معقلا مهما للمعارضة المسلحة منذ بدء الصراع المسلح في سوريا، ويعتقد أن مقاتلي حزب الله الذين يحظون بتدريب جيد قاموا بدور بارز في مساعدة القوات الحكومية على استعادة يبرود من قبضة مسلحي المعارضة.

وأدى تدخل حزب الله في النزاع السوري إلى تعرض معاقله في لبنان إلى هجمات متكررة.

وقتل في الصراع الذي تشهده سوريا أكثر من 140 ألف شخص إذ بدأ على شكل احتجاجات سلمية ثم تحول إلى معارضة مسلحة تسعى للإطاحة بالنظام السوري بعدما قمعت قوات الأمن المتظاهرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com