سلفيو مصر يغيرون جلدهم  السياسي
سلفيو مصر يغيرون جلدهم السياسيسلفيو مصر يغيرون جلدهم السياسي

سلفيو مصر يغيرون جلدهم السياسي

يبدو أن التيار السلفي في مصر عبر أجنحته المنخرطة في المشهد السياسي يسعى حاليا لتغيير جلده وعمل "نيو لوك" على مستوى شعاراته وخطابه الإعلامي أملا في تغيير الصورة الذهنية التي ارتبطت طويلا به وتقرنه دوما بالتشدد. وتكتسب هذه المحاولات بعدا خاصا قبل الانتخابات البرلمانية التي يأمل حزب النور – الجناح السياسي للدعوة السلفية – في أن يحصد فيها أغلبية تمكنه من تشكيل أول حكومة منتخبة بعد ثورة 30 يونيو.

وتأتي المرأة والأقباط على رأس خطة التيار السياسي السلفي لتغيير خطابه الإعلامي وإعادة ترتيب قناعاته الأيديولوجية، إذ تؤكد مصادر بحزب النور أن الحزب لن يكرر ما حدث في انتخابات برلمان 2012 حين رضخ لفتاوى فقهية متشددة ووضع أمام كوادره النسائية ورود بدلا من صورهن في لافتات الدعاية الانتخابية!

المصادر اعترفت أن لجوء الحزب إلى النساء كان بسبب شروط نظام القائمة في الانتخابات أكثر منه إيمانا بدور حواء السياسي، وهو ما سوف يتم تداركه في الانتخابات القادمة.

ويبحث عدد من رموز الدعوة السلفية عن "مخرج فقهي" يجيز وضع الأقباط على قوائم الحزب رغبة من النور في التأكيد على هويته الوطنية والظهور بمظهر الفصيل الإسلامي المعتدل.

واللافت في هذا السياق، الحرص السلفي على الفصل التام بين الحزب ككيان سياسي وبين الدعوة السلفية حيث لا يريد "النور" أن يسدد فاتورة الفتاوى الفقهية الصادمة التي تصدر بين الحين والآخر عن بعض رموز هذه الدعوة. ويتشدد الحزب في خطابه الإعلامي الذي يكاد "يتبرأ" من مشايخ السلفية ويصر على أنه لديه برامج سياسية محددة وليس له علاقة بفتوى هذا أو ذاك.



ويأتي الموقف من الجيش ضمن الخطوات المهمة التي اتخذها الحزب في هذا السياق، فبينما دخلت فصائل إسلامية أخرى في مواجهة مباشرة مع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، يقف النور بشدة معه ويؤيده في كافة استحقاقات خارطة الطريق بل وتدل مؤشرات عديدة أن الحزب سوف يدعمه حال إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة.

كما يقدم الحزب نفسه على أنه الفصيل الإسلامي المعتدل الذي ينتهج السلمية بل ويعاني هو نفسه من اعتداءات جماعات العنف كما حدث في عدد من مؤتمراته الشعبية مؤخرا.



وأخيرا، فإن الحزب سارع ونأى بنفسه عن كل "التفاهمات" التي كان قد بدأها مع واشنطن وتمثلت في العديد من اللقاءات التي جمعت بين مسؤولين أمريكيين وممثلين عن الحزب سواء في القاهرة أو الولايات المتحدة. والسبب وراء ذلك يعود إلى مشاعر الغضب الشعبي المتصاعدة تجاه البيت الأبيض على خلفية تحالفه مع لإخوان حيث أدرك الحزب أن التقارب مع الأمريكان بات نقطة ضعف كفيلة بتدمير شعبية أي فصيل مصري في الوقت الراهن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com