تركيا تبني ثاني مسجد للعلويين

وضعت بلدية "تونجيلي" جنوب شرق تركيا رسمياً، الأربعاء، خطة لبناء مسجد للطائفة العلوية هو الثاني من نوعه في عموم البلاد.

ولم تكن الحكومات المتعاقبة في تركيا منذ القرون الوسطى، تسمح ببناء مساجد خاصة بالطائفة العلوية، إلى أن بنى أحد زعمائهم وهو النائب السابق "جمال شاهين" قبل أعوام أول جامع في محافظة "تشوروم" في قلب الأناضول، وأطلق عليه اسم "جامع أهل البيت".

وتعتزم بلدية "تونجيلي" بناء المسجد -أو ما يسميه الأتراك "بيت جمع"- في حي الجمهورية في المدينة ذات الغالبية العلوية البكتاشية (نسبة إلى بكتاش الزعيم الروحي للطائفة العلوية).

ولا توجد إحصائيات رسمية صادرة عن الحكومة التركية حول أعداد أبناء الطائفة العلوية، أو نسبتهم إلى مجموع سكان البلاد، إلا أن مصادر شبه رسمية تقدّر أعدادهم بين 5-7 ملايين نسمة، في حين يقول ناشطون علويون إن أعدادهم تتجاوز 20 مليون نسمة.

ومنذ تأسيس تركيا الحديثة على يد "مصطفى كمال أتاتورك" ألغى في العام 1925 الطرق الصوفية والمجموعات الدينية، ما أثر سلباً على العلويين، إذ أصبحوا غير معترف بهم رسمياً، إلاّ أنهم يرفعون حتى الآن صور أتاتورك في مناسباتهم إلى جانب صورة ترمز للإمام علي، وصورة للزعيم الرحي بكتاش.

وبعد استلام حزب العدالة والتنمية حكم تركيا منذ العام 2002 بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، طالب العلويون الحكومة بتمثليهم في الهيئة الإدارية لرئاسة الشؤون الدينية بحسب نسبتهم من عدد السكان، وتخصيص مبالغ معينة من ميزانية الدولة لبناء مساجد للعلويين أسوة بمساعدتها في إنشاء مساجد السنّة، وإقرار الدستور قيام المدارس بتدريس نوعين من الدروس الدينية، وتخصيص وقت محدد ضمن البرامج الدينية المذاعة في هيئة الإذاعة التركية لنشر الأفكار العلوية.