طفولة ضائعة في سوريا
طفولة ضائعة في سورياطفولة ضائعة في سوريا

طفولة ضائعة في سوريا

يبدو المعسكر التدريبي للوهلة الأولى، غير مختلف عن غيره من المعسكرات التي تظهر في مقاطع الفيديو الدعائية التي تنشرها الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

يقوم المجندون المقنعون بالرماية على أهداف اصطناعية، أو يمشون في تشكيلات عسكرية حاملين الرايات السوداء للدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، ولكن نظرة عن قرب لهؤلاء "المقاتلين" تبين أنهم ما زالوا أطفالاً، فأطولهم بالكاد يصل لصدر مدربيهم، والأقصر منهم يرتدي بدلة عسكرية أكبر من حجمه، ويعاني تحت وطأة ثقل السلاح.

تؤكد صورة للمجندين بدون أقنعة أنهم جميعاً أولاد صغار، إنهم "أشبال الزرقاوي،" لواء الشباب في أعنف جماعة إسلامية في سوريا، وأحدث مظاهر تنظيم القاعدة الذي يعمق جذوره في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، وفق تقرير لصحيفة إندنبندت البريطانية.

ويعتبر إنشاء معسكر أشبال الزرقاوي مصدراً للقلق خاصة بسبب التشابه مع "طيور الجنة" في العراق، الذي تم إنشاءه قبل عقد من الزمن من قبل نفس الجماعة الإرهابية، لتدريب الأطفال للمهمات العسكرية، بما في ذلك التفجيرات الإنتحارية.

واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الفصائل السورية المتعددة - بما في ذلك المتمردين العلمانيين والميليشيات الموالية للحكومة - بتجنيد الأطفال للمهمات العسكرية بدءاً من الكشافة إلى القتال الفعلي.

ويشير ظهور معسكرات تدريب الأطفال إلى وجود جهود أكثر منهجية لدمج أصغر السوريين في النزاع، كمقاتلين في حرب دينية ضد نظام بقيادة الأقلية العلوية في البلاد.

وقال آرون زيلين، الخبير في شؤون الجماعات الجهادية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إنه في كثير من الأحيان تنشر الجماعات المتطرفة الصور على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه الأطفال، والبعض يحاول توجيه رسائلهم إلى الأطفال الصغار جداً.

ويقوم كل من "داعش" وجبهة النصرة بنشر مقاطع فيديو على تويتر ويوتيوب تظهر الصفوف الدراسية السورية مع معلمين مسلحين.

ويظهر أحد مقاطع الفيديو لداعش رجل في الزي العربي التقليدي يقود عشرات الأطفال في محافظة حلب السورية في شجب قائمة "الكفار"، بما في ذلك الرئيس السوري بشار الأسد، وباراك أوباما.

ويقول المعلم "تخيلوا لو كان معنا هنا شخص علوي من طائفة الأسد، هل سنحبه؟ "

يرد الاطفال :" لا"

ثم يسأل المعلم : "ماذا نفعل به؟"

ويأتي الجواب جماعيا: "نذبحه"

وعلى الفور يثني المعلم على المستمعين الشباب: "نذبحه، صحيح لأنه كافر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com