أكراد كوباني يتخوفون من تكرار مأساة الإيزيدين‎
أكراد كوباني يتخوفون من تكرار مأساة الإيزيدين‎أكراد كوباني يتخوفون من تكرار مأساة الإيزيدين‎

أكراد كوباني يتخوفون من تكرار مأساة الإيزيدين‎

أبدى ناشطون أكراد مخاوفهم من تكرار مجازر الإيزيديين في مدينة كوباني السورية، بعد أن سيطر تنظيم داعش اليوم على نقاط مهمة من المدينة، في وقت توجه فيه الأغلبية الكردية أصابع الاتهام إلى تركيا، واصفين دورها فيما يحدث في كوباني بالمزدوج.



ومن جهة أخرى، يرى مراقبون أن نتائج قصف التحالف الدولي على كوباني خلال الأيام الماضية، بدت "ضعيفة" أو "معدومة"، ولم يكن لها أي تأثير لإجبار داعش أو منعه من التقدم في المدينة.

ويؤكد الناطق الإعلامي لحزب الخضر الكردستاني زيرك شيخو، في حديث لشبكة إرم الإخبارية، على أن كوباني بكل مقوماتها البشرية والمادية باتت هدفاً "لتنظيم داعش الإرهابي دون تمييز".

ويضيف شيخو أن التنظيم استطاع التقدم هذين اليومين وتوغل في أحياء شرقية وجنوبية، نتيجة الهجمات الشرسة، ولذلك "هنالك حالة قلق كبيرة بسبب وجود خطورة على حياة آلاف المدنيين الذين لم يغادروا المدينة حتى هذه اللحظة، كما أن المدينة بأمس الحاجة إلى المواد الطبية والغذائية، فهم غير قادرين على تقديم أي دعم لأي جريح مدني أو عسكري".

ويشير إلى أن هنالك مناشدات مستمرة موجهة لقوات التحالف والأمم المتحدة للتحرك ومساعدة المدينة وعدم السماح بوقوع مجزرة أخرى، كالتي حدثت في شنكال بحق الأكراد الإيزيديين.

ويعيد المراقبون أسباب وصول التنظيم المتطرف إلى نقاط مهمة في المدينة، إلى امتلاك داعش لعدد كبير من المدرعات والدبابات التي سيطر عليها في سوريا والعراق، حيث يُقدر عدد الدبابات بحوالي 35 دبابة، عدا المدرعات الأمريكية مثل هامفي وهامر، وغيرها من الأسلحة.

وكثفت قوات التحالف من غازاتها وأصابت عدداً من الآليات الثقيلة والدبابات، إلا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب بحسب الناشطين، فلا يزال الخطر قائماً على المدينة، وخاصة من الطرف الشرقي والجنوبي، فيما يحشد التنظيم قوات كبيرة من الرقة وجرابلس وتل أبيض لتدعيم صفوفه.

صمت الأسد

وفيما يتعلق بوجود النظام السوري في المدينة، يعتقد زيرك شيخو أن النظام ليس له أي دور في عموم المنطقة منذ ما يقارب العامين، وهو "لم يقدم أي شيء للمدينة، خلال اليومين الماضيين فقط سمعنا بعض التصريحات من طرف رئيس الحكومة السورية، إلا أنها لا تتعدى البروباغندا".

ويقول ناشطون إن النظام يعمل على تسهيل سيطرة داعش على بعض الأسلحة الثقيلة في المنطقة، ويغض الطرف لكي يستعملها التنظيم ضد المدينة أو مدن كردية أخرى.

في حين ينفي النظام السوري ذلك، معتبراً أن داعش يمثل تهديداً لكل السوريين، ولكن دون أية إجراءات عملية تثبت ما يقول إلى الآن.

في حين توجد في المدنية بعض الكتائب المعتدلة من الجيش السوري الحر، إلا أنها لا تتلقى أي دعم عسكري من الائتلاف السوري المعارض وذراعه العسكري، الذي أعلنت أغلبية كتائبه عدم محاربة التنظيم، بحسب تصريح وبيان معلن في السابق.

وتساند القوات الكردية كتائب توصف بأنها قوات معتدلة هربت من "بطش" تنظيم داعش مع آلاف الأسر والأطفال، وبقيت في مناطق مجاورة لكوباني خلال سيطرة التنظيم على أغلبية المدن العربية العام الفائت، كونهم لم يجدوا ملاذاً لهم إلا المناطق التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية.

تركيا.. دور مزدوج

ويرى شيخو أنه فيما يتعلق بجدية التحالف وعدم قصفه داعش في أطراف المدينة والقريبة من الحدود التركية، أن المسألة تعود لتركيا نفسها وموقفها السياسي تجاه المنطقة و"الذي لا يأخذ في الحسبان أي ظرف إنساني، وأعتقد أنها تضغط على الدول المشاركة في التحالف وتؤخر قصف داعش على المنطقة، في محاولة منها لكسب الوقت، حتى يتمكن داعش من السيطرة على المدينة كلها".

ويضيف شيخو: "نحن في المنطقة لا نبرئ تركيا من مساعدة ودعم داعش بكل الإمكانيات، ولدينا مستمسكات كثيرة نعتمد عليها حتى نعلم بأن تركيا تساعد التنظيم، وقد أورد عدد من الصحف العالمية تقارير بهذا الشأن منذ سنة وما يزيد، وأيضاً تصريحات من برلمانيين أوروبيين أو وزراء في الاتحاد الأوروبي".

في حين كان قد أوضح القنصل التركي المحتجز سابقاً لدى داعش أن بلاده كانت تستطيع إطلاق سراحهم في وقت أقل من الذي قضوه لدى داعش، كون عناصر هذا التنظيم تستخدم جميع الأراضي التركية، بحسب قوله، مضيفاً: "لدينا جوازات سفر لعدد كبير من قتلى التنظيم تؤكد لنا بأنهم قدموا من مطارات تركية، ولدينا أسرى اعترفوا بذلك وعن كيفية تقديم الدعم لهم عبر منظمات تركية دينية، وجميعنا يعلم بأن هذه التنظيمات أو الجمعيات ذات الطابع الديني في تركيا على علاقة وتنسيق مع الميت (المخابرات التركية)، ولذلك فالحكومة هي التي تنسق كل شيء وتغض الطرف عنه وعن أعمال تلك الجمعيات".


ويقول محللون إن دور تركيا المزدوج يتجلى في أن الجيش التركي موّل داعش في عملياته الأخيرة، مستشهدين في ذلك بقطار مر من كوباني على الحدود السورية التركية حاملاً الأسلحة للتنظيم، في حين يبدو الرئيس التركي أنه علماني محارب للتنظيم من خلال أصوات تركية تطالب بالانضمام للتحالف الدولي ضد داعش.

الأهمية الإستراتيجية والمعنوية

كوباني لها أهمية إستراتيجية ومعنوية أيضاً، وإستراتيجياً هي عبارة عن كانتون (مقاطعة) يقع بين عفرين في الغرب والجزيرة في الشرق.

وحاول التنظيم منذ عامين السيطرة عليها، إلا أنه فشل في ذلك، فأراد أن يسيطر على كوباني ويجعل منها قاعدة باتجاه المناطق الأخرى.

ولأن داعش يسيطر على الخط الواصل من شمال حلب إلى الموصل عدا كوباني، فقد أراد أن يتخلص من هذه الجغرافيا التي تشكل له عائقاً كبيراً بين مناطقه في الرقة وشمال حلب من طرف، وبين طريقه نحو الحدود العراقية من طرف آخر.

وتقطن في كوباني أغلبية كردية، مع وجود عدد قليل من الأرمن والمسيحيين والآشوريين والإيزيديين أغلبهم غادر المدينة مع اللاجئين، وهنالك البعض ممن رفض المغادرة وفضّل البقاء للتصدي لتنظيم داعش، وهم أشبه بلجان مدنية شعبية مسلحة في الخطوط الخلفية للقوات المحاربة وللحفاظ على مركز المدينة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com