"داعش" يواصل التطهير الديني في شمال العراق
"داعش" يواصل التطهير الديني في شمال العراق"داعش" يواصل التطهير الديني في شمال العراق

"داعش" يواصل التطهير الديني في شمال العراق

انفجارات في بغداد وكركوك وأمريكا تبحث توجيه ضربات جوية لحماية الأقليات

أربيل - عزز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مكاسبه وتقدمه في شمال العراق، اليوم الخميس، واستولى على مزيد من البلدات.



وشدد "داعش" قبضته قرب المنطقة الكردية، في هجوم يثير قلق حكومة بغداد والقوى الإقليمية، فيما يبحث الرئيس الأمريكي توجيه ضربات جوية أو إنزال مساعدات من الجو لحماية نحو 40 ألف شخص ينتمون إلى اقليات دينية في العراق تقطعت بهم السبل فوق قمة جبل بعد تهديد من مسلحين إسلاميين.

وأكدت مصادر طبية أن 11 شخصاً قتلوا في انفجارين بسيارتين ملغومتين في كركوك النفطية، قرب مسجد شيعي يؤوي نازحين، ومقتل 14 آخرين في انفجار سيارة ملغومة بمنطقة شيعية في بغداد، تزامناً مع إجلاء عمال من كردستان.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الخميس إن باراك أوبام يبحث عددا من الخيارات تتراوح بين إسقاط إمدادات إانسانية على جبل سنجار وتوجيه ضربات عسكرية لمقاتلي الدولة الإسلامية المتمركزين عند سفح الجبل.

وأكد مسؤول عسكري أمريكي أن أوباما ينظر في توجيه ضربات عسكرية في شمال العراق ردا على تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والازمة الإنسانية الناتجة.

وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي بإدارة أوباما إن أي اسلحة أمريكية ترسل إلى الأكراد "يجب أن يتم تنسيقها مع سلطات الحكومة المركزية في العراق وأماكن أخرى"، لكنها اضافت انه نظرا لهذا التهديد من الدولة الاسلامية "فان الولايات المتحدة ستواصل الاتصال ببغداد وأربيل لتعزيز التعاون في مجال الامن وقضايا اخرى. نحن في تشاور مستمر مع حكومة العراق وحكومة اقليم كردستان لتحديد كيف يمكنهم التنسيق على أفضل وجه" لمواجهة المسلحين.

وقالت إن وشنطن تؤيد تماما قرارا اتخذته بغداد في وقت سابق هذا الأسبوع بتقديم دعم جوي لكردستان.

وكشف مسؤولون أتراك أن آلاف العراقيين معظمهم من الأقلية الإيزيدية فروا إلى الحدود التركية بسبب تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق.

وأضاف المسؤولون إنه تم نقل نحو 150 إيزيديا إلى مقار حكومية في إقليم سيرناك بجنوب شرق تركيا وحول مدينة بطمان القريبة بعد عبور بوابة هابور الحدودية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.

وقال متحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن بعضا من عدة آلاف يحاصرهم مقاتلو الدولة الاسلامية في جبل سنجار تم انقاذهم في الساعات الاربع والعشرين الماضية مضيفا ان 200 ألف شخص فروا من القتال.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا تقدم مساعدات إنسانية ضخمة للعراق.

وقال داود أوغلو لقناة تلفزيون إل.تي.في.اليوم الخميس: "منذ يومين ألقيت كمية ضخمة من المساعدات (أعدتها وكالة ادارة الكوارث التركية) من طائرات هليكوبتر عراقية على جبال سنجار من الجو".

ومن جهة أخرى، شاهد مصورون صحافيون مقاتلين من الدولة الإسلامية يسيطرون على نقطة تفتيش في المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان.

كما اشتبك مقاتلو الدولة الاسلامية - التي أعلنت الخلافة في مناطق من العراق وسوريا - مع القوات الكردية أمس الاربعاء في بلدة مخمور قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل.

وقال شهود ان المسلحين استولوا على بلدة مخمور لكن مسؤولين أكرادا أبلغوا وسائل اعلام محلية ان قواتهم مازالت تسيطر على المنطقة وبثت قنوات تلفزيونية لقطات لمقاتلي البيشمركة وهم يجوبون البلدة.

وقال شهود إن المسلحين اجتاحوا أيضا بلدة تلكيف التي يغلب على سكانها المسيحيون فضلا عن بلدة الكوير.

وأجبر هذا التقدم آلاف السكان في أكبر بلدة مسيحية في العراق على الفرار خوفاً من إجبارهم على الإذعان لمطالب المسلحين السنة التي أعلنوها في مناطق أخرى استولوا عليها، وهي إما المغادرة أو اعتناق الإسلام أو الموت.

وترى الدولة الاسلامية، التي تعتبر أكثر تطرفاً من تنظيم القاعدة، الغالبية الشيعية في العراق والاقليات مثل المسيحية والإيزيدية كفاراً.

استياء وتخوف مسيحي

احتل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الكنائس في مدينة الموصل، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من سكانها تجاه إقليم كردستان، في الوقت الذي حذرت فيه المرجعيات الدينية المسيحية من إبادة جماعية، وبالتوازي مع دعوة فرنسا مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث تقدم التنظيم الإرهابي في شمال العراق.

وبدوره، أعلن بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم لويس ساكو إن مئة الف مسيحي فروا بملابسهم باتجاه مدن إقليم كردستان، بعد هجوم جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذين احتلوا، الخميس، الكنائس وأنزلوا الصلبان وأحرقوا 1500 مخطوطة.

وقال ساكو وهو أبرز رجل دين مسيحي في العراق إن "نحو مئة ألف مسيحي نزحوا بملابسهم وبعضهم سيرا على الاقدام للوصول إلى مدن أربيل ودهوك والسليمانية الكردية" محذرا من أنهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تأمين الطعام والمأوى لهم.

وأضاف ان "مسلحي داعش قاموا خلال ليلة الأربعاء بالهجوم على معظم قرى سهل نينوى وقصفها بقذائف الهاون واستولوا على بعضها وفرضوا سلطتهم عليها مما أرعب سكانها ودفعهم إلى مغادرتها".

وتابع أن "هذا النزوح الجماعي يضم أشخاصا كبار السن ومرضى وأطفال وحوامل. هؤلاء الاشخاص معظمهم في العراء". وقال "إنها كارثة انسانية. كنائسهم احتلت، وأنزلت صلبانها وتم إحراق نحو 1500 مخطوطة".

وأطلق رجل الدين البارز نداء استغاثة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، بعد عجز حكومتي إقليم كردستان وبغداد التصدي لعناصر الدولة الإسلامية.

وقال إن الحكومة المركزيّة وحكومة إقليم كردستان عاجزتان حاليا على فرض النظام والامان والدفاع عن المواطنين. وأضاف "أنهما تحتاجان إلى التعاون والدعم الدوليّ والتجهيزات العسكرية المتطورة".

وأشار إلى أن "هناك نوع من الفراغ تستغله داعش لفرض هيمنتها. والموقف يسير من سيء إلى أسوأ".

ومن جانب آخر، قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الخميس إن بعضا من آلاف كثيرة من الأشخاص يحاصرهم مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية على جبل سنجار في شمال العراق تم إنقاذهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وقال ديفيد سوانسون: "نتلقى المعلومات في الوقت الراهن وعلمنا للتو أن أشخاصا جرى إخراجهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وتحشد الأمم المتحدة الموارد لضمان مساعدة هؤلاء الاشخاص لدى وصولهم".

وأضاف أن حوالي 200 ألف شخص فروا من القتال خلال الأيام القليلة الماضية في "مأساة" كبيرة.

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس إن فرنسا "القلقة جدا" إزاء تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق تطلب اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن الدولي.

وأوضح فابيوس: "فرنسا قلقة جدا من التقدم الذي أحرزه تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق والسيطرة على مدينة قره قوش اكبر مدينة مسيحية في العراق والتجاوزات غير مقبولة".

وفي روما، وجه البابا فرنسيس نداءً إلى زعماء العالم للمساعدة في إنهاء الأزمة في شمال العراق بعد تقدم مسلحي الدولة الاسلامية الذي أجبر الاف المسيحيين على الفرار.

ويغامر الإيزيديون الذين تنظر الدولة الاسلامية اليهم على انهم "عبدة الشيطان" بمواجهة الاعدام بيد المسلحين السنة الذين يسعون لإقامة دولة الخلافة ويعيدون رسم خريطة الشرق الاوسط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com