غزة تواجه مهمة شاقة لإعادة الإعمار حين تعقد هدنة
غزة تواجه مهمة شاقة لإعادة الإعمار حين تعقد هدنةغزة تواجه مهمة شاقة لإعادة الإعمار حين تعقد هدنة

غزة تواجه مهمة شاقة لإعادة الإعمار حين تعقد هدنة

غزة - بينما تسعى الولايات المتحدة والقوى الإقليمية جاهدة للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وفصائل المقاومة في غزة يواجه القطاع الفقير مهمة شاقة للتعافي.



هذا هو حجم الضرر الذي لحق به بعد قتال يدور على مدى ثلاثة أسابيع تقريبا.

لقد دكت المدفعية الإسرائيلية أحياء بكاملها ودمرت الضربات الجوية البنية التحتية المتهالكة التي كانت تساعد بالكاد على استمرار الحياة في القطاع ذي الكثافة السكانية العالية الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة حتى في وقت السلم.

في عام 2012 أوصت الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات سريعة لتحسين الخدمات الأساسية المقدمة لسكان غزة والا فإن القطاع لن يكون صالحا للسكنى بحلول عام 2020.

جاء القتال في الشهر الحالي ليجعل هذا التحذير اكثر إلحاحا. وتهدم ما لا يقل عن 2655 منزلا او لحقت بها تلفيات بالغة بينما تضرر 3175 منزلا آخر لكنها لاتزال صالحة للاستخدام.

تضررت 116 مدرسة و18 مركزا للرعاية الصحية واستادات وملاعب ومساجد وطرق وأبراج للهاتف وخطوط مياه ومحطات لمعالجة مياه الصرف ومراكز للشرطة من جراء سقوط القنابل.

وقال وزير الإسكان الفلسطيني إن تكلفة إعادة بناء المنازل التي دمرها القصف الاسرائيلي في غزة تصل الى 800 مليون دولار أي ما يعادل ميزانية غزة السنوية بالكامل.

وأضاف الوزير مفيد الحساينة "لا نستطيع ان نقوم بالاحصاء وغزة تحت النار. عندما تنتهي الحرب فان الوزارة تنوي التوجه الى الاخوة العرب والى دول العالم من أجل أن يساعدوا غزة."

وقال "ما نريده هو دعم حقيقي وليس مجرد كلمات. قبل بضع سنوات (بعد الحرب الاسرائيلية على غزة عام 2009) تعهد المانحون بدفع حوالي خمسة مليارات دولار لاعادة إعمار غزة لم يأت منه أي قرش. هذه المرة نحن نطلب دعما حقيقيا لغزة."

ويقول مسعفون في غزة إن 816 فلسطينيا قتلوا أغلبهم مدنيون وأصيب اكثر من خمسة آلاف.

وقتل 32 جنديا اسرائيليا وثلاثة مدنيين. لكن هذه المأساة الانسانية ستتنافس مع مآس أخرى للحصول على التمويل الدولي.

وحذر مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وهي أكبر وكالات المنظمة الدولية التي تعمل هناك من أن اهتمام المانحين تحول بالفعل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستعصي.

وقال روبرت تيرنر "من الصعب الحفاظ على استمرار تمويل الطوارىء على مدار الوقت. نحن ضحايا المنافسة وبصراحة هناك مستوى من الاحتياج الانساني لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث في العالم في ظل الوضع في مالي والفلبين وجنوب السودان وسوريا والعراق."

وأضاف "نحن جميعا نتنافس على نفس التمويل."

كما أن الموارد المالية المتوفرة لحركة حماس التي تدير غزة شحيحة. وأدى الحصار الإسرائيلي للقطاع الى عجز قدره 500 مليون دولار في ميزانيته السنوية المقترحة.

وتأمل حماس أن يؤدي عقد اتفاق للهدنة الى فتح معبر رفح بين غزة ومصر امام حركة البضائع والأفراد.

وأبرمت حماس اتفاقا للوحدة مع حركة فتح لكن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تواجه صعوبات ايضا بسبب النقص الشديد في الأموال وعلى الرغم من اتفاق المصالحة فإنها لم تمارس سلطتها على القطاع بعد.

* منزلنا

خلت ضواح بكاملها في المناطق الحدودية في نطاق منطقة عازلة طولها ثلاثة كيلومترات على حدود غزة من السكان واقتصرت على القتال بين المقاومة والجيش الاسرائيلي.

أما المنطقة التي توجد بها محطة الكهرباء الرئيسية فسقط عليها صاروخان مما أدى الى انقطاع الكهرباء معظم أوقات اليوم عن أربعة اخماس سكان غزة وهي لا تعود الا لأربع ساعات يوميا.

وقالت منظمة اوكسفام البريطانية الخيرية إن البنية التحتية للصرف الصحي ومياه الشرب التي تخدم ثلثي سكان غزة تأثرت بالقصف مما أدى لانقطاع المياه عن كثيرين بينما يضطر آخرون للخوض في شوارع تغمرها مياه الصرف.

وأدى القتال الى موجة نزوح هائلة مما شكل ضغطا كبيرا على الأمم المتحدة التي لا يتوفر لها ما يكفي من تمويل والمناطق المجاورة في غزة.

وفر اكثر من 140 ألف نازح من المناطق المتأثرة الى مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بينما انتقل آخرون للإقامة مع أقارب أو أصدقاء.

وحث رجل دين عبر مكبر للصوت في أحد المساجد بوسط غزة الجيران على تقديم الملابس والأغطية للمحتاجين من النازحين.

وقال أصحاب متاجر سوبر ماركت وأكشاك لبيع الخضروات إن مخزوناتهم على وشك النفاد بسبب تدفق النازحين من مناطق أخرى.

وقال صاحب سوبر ماركت في وسط غزة "لا يوجد خبز ولا حساء ونأسف لا توجد مياه معبأة. اخوتنا من الشجاعية أخذوها كلها."

في فناء مستشفى الشفاء وهو المستشفى الرئيسي في غزة اختلط المرضى بالنازحين الذين يمنعهم خوفهم من العودة الى أحيائهم التي تحولت الى مناطق حرب.

وقالت ام احمد حسن التي غطت وجهها بينما أشارت الى طفليها وهما في الخامسة والسابعة من العمر وكانا نائمين على رقعة من الحشائش على مقربة إنها ليس لديها أغطية لتغطيهما وتأمل أن يعود زوجها ليخبرها أن أحد الأقارب او الأصدقاء وافق على استقبالهم.

لقد عرفوا أن منزلهم والمنازل المجاورة دمرت من خلال لقطات بثتها إحدى القنوات المحلية لحي الشجاعية الذي يسكنونه.

وقالت ام احمد وهي تبكي "كان لكل من فادي وعلي غرفته الخاصة وخزانة ملابسه. في هذا الوقت من اليوم بيكونوا بيلعبوا في غرفهم داخل البيت الذي ولدوا فيه وكبروا فيه... في البيت الذي كان لنا."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com