ثلاث أوراق مصرية تواجه الضغط الأمريكي
ثلاث أوراق مصرية تواجه الضغط الأمريكيثلاث أوراق مصرية تواجه الضغط الأمريكي

ثلاث أوراق مصرية تواجه الضغط الأمريكي

مصر تلوح بثلاث أوراق ضغط في مواجهة التهديد الأمريكي بقطع المساعدات

القاهرة (خاص) من محمد بركة

أثبت القرار الأمريكي بقطع جزء كبير من المعونات التي تقدمها واشنطن إلى القاهرة -لا سيما في شقها العسكري- صحة الخطاب الذي كانت تتبناه المعارضة المصرية طوال 31 عاماً بأن هذه المعونات يتم توظيفها سياسياً كورقة ضغط على صانع القرار في كبري الدول العربية. ويخطئ من يظن أن المصريين لا يملكون أوراق ضغط في المقابل يواجهون بها هذا التصعيد الأمريكي الذي جاء عقاباً للقاهرة على "عدم التنسيق" مع البيت الأبيض في مرحلة ما بعد مرسي.

ورغم تنوع الخيارات المصرية المرتقبة في مواجهة "عقاب العم سام" إلا أننا يمكننا أن نجملها في ثلاث أوراق ضغط رئيسية يأتي على رأسها التلويح بإلغاء أو تعديل اتفاقية كامب ديفيد التي تم توقيعها بين مصر وإسرائيل عام 1979.

تمثل هذه الاتفاقية أحد أهم ركائز الأمن القومي للدولة العبرية، فقد ضمنت لها خروج أقوى الجيوش العربية من خانة المواجهة باتفاق سلام ظل صامداً طوال هذه السنوات، وجاءت المعونة الأمريكية -رسمياً على الأقل- كحافز للمصريين على الحفاظ على السلام مع إسرائيل.

وكثيراً ما تواجه هذه الاتفاقية حالة من الرفض الشعبي المصري باعتبارها تمثل "انتقاصاً من السيادة المصرية" إذ تنص على عدم دخول الأسلحة الثقيلة للجيش المصري إلى المنطقة "ج" المتاخمة للحدود مع إسرائيل في سيناء، كما تحدد نوعية القوات المصرية هناك كشرطة حرس حدود مسلحة تسليحاً خفيفاً، وهو ما أثار غضباً واسعاً في مصر تجاه بنود اتفاقية السلام حين تعرضت مصر لحرب الإرهاب في سيناء.

وجدير بالذكر أن أي اقتراب مصري من الاتفاقية يثير فزعاً لدي الرأي العام الإسرائيلي، والمتابع للصحف العبرية حالياً يمكنه بسهولة معرفة حجم القلق لدي تل أبيب من تداعيات قرار قطع المعونات على مراجعة مصرية محتملة لبنود كامب ديفيد خصوصاً أن الرأي العام المصري يضغط في هذه الاتجاه بقوة منذ ثورة 25 يناير.

ورقة الضغط الأخري تتمثل في تنويع مصادر السلاح وهو الحلم المصري الذي تم إجهاضه بسبب توابع هذه المعونات التي تلزم المصريين باستيراد جميع أسلحتهم من مصدر واحد فقط هو البنتاجون، ليس هذا فقط بل ظلت معظم برامج الصيانة والتدريب لدي الجيش المصري تتم بالتنسيق الجانب الأمريكي، وهو ما يعني أن إسرائيل -التي لا يزال كثير من المصريين ينظرون لها باعتبارها دولة معادية لمصر- ظلت تعيش حالة من الطمأنينة لأنها تعرف الكثير من أسرار اقوي الجيوش العربية حسبما يعتقد كثير من المصريين.

وهنا تبرز أسماء روسيا والصين وكوريا الشمالية باعتبارها دولاً مرشحة لسد الفراغ الأمريكي إذا ما لجأت القيادة العسكرية المصرية إلى هذا الخيار. واللافت أنه تم بالفعل التلويح بذلك من خلال تصريح لوكالة رويترز أدلى به مصدر عسكري رفض ذكر اسمه قال فيه: إنه في حال قطع المعونة بشكل كامل فإن القوات المسلحة المصرية ستفتح تعاملاتها مع جميع دول العالم خاصة القوي الكبرى فيما يتعلق بالتسلح وقطع الغيار والتصنيع.

ورقة الضغط الثالثة والأخيرة تتمثل في ملف العلاقات مع إيران؛ فليس خافياً على أحد أن طهران كثيراً ما كانت تبعث برسائل غزل للقاهرة بهدف التمثيل الدبلوماسي الكامل حيث يدرك نظام الثورة الإسلامية أنه حلم تمدد النفوذ الفارسي في الشرق الأوسط لابد له من المرور عبر البوابة المصرية. وبما أن طهران تنتهج سياسة عدائية تجاه كل من تل أبيب وواشنطن، فإن تقارباً مصرياً - إيرانيا سيمثل رداً قوياً من القاهرة تجاه الأمريكان. ولكن العائق الأهم الذي يحول دون تنفيذ هذا السيناريو هو إلتزام مصر بحماية الأمن القومي لكل من السعودية والخليج في مواجهة التهديدات الإيرانية، فضلاً عن احتلال الجزر الإماراتية الثلاث من جانب الإيرانيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com