برلمانيون أردنيون يدينون تهجير مسيحيي الموصل
برلمانيون أردنيون يدينون تهجير مسيحيي الموصلبرلمانيون أردنيون يدينون تهجير مسيحيي الموصل

برلمانيون أردنيون يدينون تهجير مسيحيي الموصل

يأخذ الحديث عن تهجير مسيحيي الشرق أبعاداً كثيرة واهتماماً متفاوتاً، في ظل ما تشهده المنطقة من احتراب واضطراب، لكنه يأخذ صدىً كبيراً اليوم في ظل الدعوات المتطرفة التي أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية" مؤخراً بتخيير مسيحيي مدينة الموصل العراقية ما بين الذبح والتهجير أو الاستيلاء على الممتلكات والكنائس.

وتنامت دعوات تهجير مسيحيي الشرق في ظل حملة إسرائيلية مستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، واستهدافها لرجال الدين المسيحي من ذوي الأصول العربية، بخاصة أن دعوات تتكرر في الأردن كونها الوصي على مقدسات القدس، لتعريب الكنسية في القدس والأردن من قبضة اليونان التي تقوم بتعيين بطريريك القدس.

وفيما تتمركز غالبية مسيحيي الشرق في المنطقة العربية في دول الشام والعراق ومصر، تشير أرقام غير رسمية في العالم العربي إلى أن عددهم يتراوح ما بين (25-30) مليون، غالبيتهم في مصر، فيما نسبتهم الأكبر مقارنة بعدد السكان في لبنان.

وإزاء دعوات تهجير مسيحيي الشرق بسبب أوضاعهم الصعبة في العراق وسوريا عقب مرحلة الربيع العربي، يرى برلمانيون أردنيون مسيحيون في حديث لشبكة إرم الإخبارية أن دعوات داعش تتماشى بشكل لافت وكبير مع المشروع الصهيوني الداعي لتفريع المنطقة العربية من المسيحين، كي تثبت الدولة العنصرية أن المنطقة طاردة للأقليات وللطوائف غير المسلمة.

النمري: أفكار داعش تتماشى مع المشروع الصهيوني

يرى النائب في البرلمان جميل النمري عن مدينة الحصن ذات الغالبية المسيحية في مدينة أربد (80 كم شمال العاصمة عمان)، أن التاريخ العربي والإسلامي يحمل لأول مرة تطوراً من قبيل الدعوة لتصفية المسيحين، لافتاً إلى أن على القوى السنية وقوى الثورة في العراق إبراز موقف مناهض لتلك الدعوات.

ويضيف النمري لـ إرم: "فكرة تهجير مسيحيي الشرق في الشام قديمة، وفي العراق بدأت منذ العام 1991، واستمرت لما بعد الغزو الأمريكي للعراق العام 2003، وتنامت مع بروز الفكر المتطرف الذي تمثله داعش اليوم، وهو يمثل بشكل واضح تماهياً مع المشروع الصهيوني الذي يريد تفريغ المنطقة من المسيحيين".

ويتابع النمري: "المشروع الصهيوني يتماشى تماماً مع الدعوات التي أطلقها تنظيم داعش بحق المسيحين في مدينة الموصل، إذ إن إسرائيل تسعى ومنذ زمن لتفريغ المنطقة العربية من المسيحيين بخاصة المحيطة بالقدس في الشام والعراق، لكي تصور للعالم أن المنطقة العربية طاردة للطوائف والأقليات المختلفة، وأن إسرائيل وحدها هي الدولة الديمقراطية في المنطقة، وما فعل داعش في هذه الظروف التي تتعرض فيها غزة لعدوان وحشي من إسرائيل إلا تماهياً مع مشروع الصهاينة، فداعش في وقت أحوج ما تكون فيه الأمة لتعبأة الطاقات لنصرة الأهل في غزة تقوم بصرف الأنظار عن مآسي غزة بدعواتها التكفيرية المتطرفة".



خوري: متأسلمون يريدون تحويل الدين من فتوحات إلى حوريات

وبدوره، يوجه النائب في البرلمان عن المقعد المسيحي لمدينة الزرقاء الأردنية طارق خوري وجه بدوره، بياناً في ظل الدعوات المتطرفة التي أطلقها تنظيم داعش قال فيها: "إن التاريخ الإسلامي الذي وصل إلى بلاد السند والهند وفتح بلاداً كثيرة بقادة كانت نيته إرضاء الله ونشر رسالته، لكن اليوم تظهر دعوات المتأسلمين الجدد الذين يريدون تحويل الدين من دين فتوحات إلى دين حوريات، ومن دين نشر العقل والفكر إلى دين القتل والجهل".



وتابع خوري في بيان وصل إرم نسخة منه: "إسلامنا المحمدي لهو أطهر وأنقى من كل هؤﻻء و فكرهم، ولنتذكر كيف أن امرأة صاحت وامعتصماه ولبى المعتصم النداء ﻷنه كان مسلماً حقيقياً، فيما الآن كل نساء فلسطين يصرخن ويبكين ويندبن ويدفن فلذات أكبادهن وﻻ معتصم يسمع وﻻ من يحزنون".

وختم خوري: "لمَن يدعي الخلافة في الموصل أقول له وأسأله بما أنك تقول أنك خليفة للمسلمين ألا تفكر بأن تقدم هدية للاسلام في مسجد اإسراء والمعراج، وألا ترى أن فلسطين بحاجة للجهاد أكثر من أي مكان آخر في الدنيا؟".



100 شخصة أردنية تدعو الحكومة لموقف صريح

وقبلها كان خوري طالب الحكومة الأردنية برفقة (100) شخصة أردنية مسلمة ومسيحية بإصدار بيان صريح يدين عملية التطهير الديني والطائفي ضد المسيحيين في الموصل ونينوى، والمبادرة الفورية إلى استخدام نفوذها في مناطق غرب وشمال العراق لوقف تلك العملية الاجرامية التي تؤثر على مستقبل مجمل المسيحيين العرب في المشرق، ومنهم المسيحيون الأردنيون.


ولفت بيان مشترك لتلك الشخصيات إلى أن المنظمة الإرهابية "داعش" تقوم بعملية تطهير ديني وطائفي واسعة النطاق في منطقة الموصل ونينوى في العراق الشقيق، وهي تخيّر المسيحيين العراقيين بين الذبح والتهجير والاستيلاء على الممتلكات والكنائس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com