العفو الدولية: "داعش" يسعى للقضاء على الأقليات

حذرت منظمة العفو الدولية، السبت، من أن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على أنحاء واسعة من شمال العراق وغربه، يريد القضاء على أي أثر للأقليات في الموصل.

وجاء ذلك في بيان نشرته المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للمسيحيين من أجل مغادرة الموصل، أو دفع الجزية، أو اعتناق الإسلام، أو القتل، وذلك بعد نحو شهر من سيطرته على المدينة.

وقالت مديرة فرع المنظمة في الشرق الأوسط، سارة ليا ويتسون: "يجب على تنظيم الدولة الإسلامية أن يوقف فوراً حملته الشريرة ضد الأقليات في الموصل ومحيطها"، مشيرة إلى أن التنظيم "يريد على ما يبدو القضاء على أي أثر للأقليات في المناطق التي يسيطر عليها في العراق".

وأضافت ويتسون أن "قادة التنظيم برروا أعمالهم الشنيعة بإخلاصهم الديني.. إنه حكم الرعب"، لافتة إلى أن "أقليات أخرى مثل اليزيدية والتركمان والشيعة والشاباك في نينوى، تعرضت للتنكيل من جانب الدولة الإسلامية أكثر من المسيحيين".

ويواصل المسيحيون منذ الجمعة 18 تموز/ يوليو الجاري، مغادرة الموصل، عشية انتهاء المهلة التي رددتها الجمعة بعض مساجد المدينة عبر مكبرات الصوت، بحسب بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو.

وقال ساكو في تصريحات صحفية، إنه "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل (350 كلم شمال بغداد) من المسيحيين"، مضيفاً أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي ويستقبل مئات الآلاف من النازحين".

وأوضح أن "مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق، التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 عام، جاءت بعدما وزع تنظيم الدولة الإسلامية بياناً يطالبهم بتركها".

وبين أن "البيان دعا المسيحيين في المدينة صراحة إلى اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون أية أمتعة، كما أفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعداً إلى تنظيم الدولة الإسلامية".

وأشار إلى أن مسلحي التنظيم كتبوا في وقت سابق على بيوت المسيحيين حرف النون، أي نصارى، كما كتبوا على بيوت الشيعة حرف الراء، أي روافض، على حد قوله.