"دولة القانون".. هل انقلب قبل أن ينقلبوا عليه؟
"دولة القانون".. هل انقلب قبل أن ينقلبوا عليه؟"دولة القانون".. هل انقلب قبل أن ينقلبوا عليه؟

"دولة القانون".. هل انقلب قبل أن ينقلبوا عليه؟

خاص إرم : من عبدو حليمة

هو العراق كما اعتاد عليه العالم منذ سنوات بتعقيداته الأمنية والسياسية والعسكرية والمجتمعية . فجاة يصبح رجل السلطة الحديدي نوري المالكي خارج الحسابات . ويتلقى صفعات سياسية متتالية بدأت من حزب الدعوة الذي يترأسه ،عندما قبل القيادي في الحزب حيدر العبادي أن يكون بديلا في منصب رئاسة الحكومة . كما أصدر الحزب بيانا أوضح فيه أن العبادي هو المرشح للمنصب بعد الاسترشاد برأي المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني . الذي رأى أن العوامل الداخلية والخارجية منعت إمكانية تشكيل المالكي للحكومة، وأن سياسة التوافق أهم بكثير من الحديث عن الأغلبية المنتخبة في البرلمان .

الصفعة السياسية الأخرى جاءت من الحليف الإيراني الذي سبق الجميع بتهنئته للعبادي ليتناغم مع الموقف الأمريكي والسعودي والدولي، مايشي بأن ثمة أمر دبّر بليل أطاح برئيس الوزراء لثماني سنوات وأحلامه بالتربع على عرش ولاية ثالثة .

هنا بدأت التكهنات حول دور الحكومة الجديدة التي من المفترض ولادتها بعد انقضاء شهر المهلة القانونية للتأليف . فالبعض يرى أن دورها انتهى بمجرد إزاحة المالكي . وآخرون يرون أنها ستكون حكومة إنقاذ وتوافق تنشل البلاد من أتون الحرب والفتنة والتدهور، . ليس بقدراتها العسكرية الذاتية وإنما بوحدة الموقف الدولي الذي كان ينتظر هذه الفرصة للتدخل بقوة ضد التنظيمات المتطرفة والمتشددة ، وفي مقدمتها داعش التي باتت تهدد الحدود السعودية والخليجية بشكل مباشر . ما أربك القرار السياسي في الرياض والذي لايريد للمملكة أن تظهر بموقف الداعم لقوات تسميها بقوات المالكي تقمع ثورة المناطق السنية بحجة ضرب الإرهاب، كما لايمكنها التفرج على عناصر يهددون أمنها ومصالحها على طول الحدود.

ولعل وصول قيادة عراقية جديدة سيفتح باب التعاون على مصراعيه بين العراق والسعودية وبمباركة إيرانية هذه المرة لمواجهة توسع تنظيم الدولة الإسلامية الذي بات عبئا أمنيا وأخلاقيا يهدد الجميع بعد أن تجاوز بقوته وامتداده حدود استخدامه كورقة ضغط بيد هذا الطرف أو ذاك ..

الشارع العراقي الذي يتوق لاستقرار البلاد . أبدى معظم أطيافه ارتياحا للوجوه القيادية الجديدة لعلها تتفرغ للشعب وحاجاته أكثر من سعيها لتثبيت سلطتها في إشارة إلى الحكومة المتهية ولايتها .لكن ثمة متشائمون يرون أن حيدر العبادي غطاء لاستمرار تحالف دولة القانون الذي قرر أن ينقلب على ذاته قبل أن ينقلب الجميع عليه ،خادعا بذلك المجتمع الدولي بتغيير الوجوه وبقاء النهج الإقصائي لباقي الأطراف الشريكة في الوطن .

ويبقى كل شيء رهن الأسابيع القلية القادمة وما إذا كنا سنرى وحدة بين الجيش والعشائر في العراق لمواجهة داعش وأخواتها . أم أن المالكي والعبادي وجهان لعملة واحدة وسيبقى المؤيد مؤيدا والمعارض معارضا .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com