"إرم" ترصد موجة غلاء الأسعار في أسواق الخرطوم
"إرم" ترصد موجة غلاء الأسعار في أسواق الخرطوم"إرم" ترصد موجة غلاء الأسعار في أسواق الخرطوم

"إرم" ترصد موجة غلاء الأسعار في أسواق الخرطوم

سجل الجنيه السوداني تراجعاً غير مسبوق أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى 9.9 جنيهات في السوق الموازي، تبعه ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية في أسواق العاصمة الخرطوم، وسط شكوى المواطنين، فيما اعتبره خبراء نتيجة لضعف الإنتاج وانعدام الرقابة على الأسواق.



"إرم" طافت ببعض أسواق الخرطوم واستطلعت بعض التجار والمواطنين عن موجة ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، واستمعت إلى شكاوي المواطنين، وتبريرات التجار الذين أكدوا أن "موجة الغلاء تحول دون الوفاء بالتزاماتهم تجاه أجور العاملين، وتسديد فاتورة الخدمات".


وقال محمد إبراهم خالد وهو يعمل مقاول بناء لـ "إرم" إن: "الاقتصاد السوداني يمر بمرحلة تدهور لا مثيل لها"، وحمل الحكومة مسؤولية الغلاء وتدهور المعيشة للمواطن العادي، وأضاف أن منصرفاته المتواضعة لا تتناسب مع دخله.

وأشار إبراهيم إلى أن العاملين معه يتقاضون أجورهم نهاية الأسبوع، إلا أنهم لا يستطيعون الإيفاء بالتزامات المعيشة لأسرهم؛ ويضطرون للإقتراض منه أول كل أسبوع، وشكا إبراهيم عن عدم تقديم الحكومة لأي دعم في مجالات الصحة والتعليم، ما زاد من معاناة الناس، على حد قوله.

وتقول أم أواب لـ "إرم"، تعمل بدوام جزئي في محل لبيع الصحف والأدوات المكتبية، إنها خريجة كلية الهندسة، وعاطلة عن العمل لخمسة اعوام، وأن دخلها لا يكفيها لتلبية احتياجاتها ناهيك عن أسرتها ووالديها.

وشكت أم أواب من غلاء المعيشة، وقالت إنها وشقيقاتها الثلاث يعملن، إلا أنهن غير قادرات على توفير الحد الأدني من احتياجات الأسرة اليومية لغلاء الأسعار، علاوةً على ارتفاع تكاليف العلاج وفاتورة الكهرباء وغيره.

ويقول حيدر خير الله، فني تكييف وتبريد، إنه وجد نفسه مضطراً لارسال اسرته للعيش مع ذويه في بورتسودان، بولاية البحر الأحمر، لأنه غير قادر على مجاراة الارتفاع المستمر في أسعار السلع الاستهلاكية في الخرطوم، وأنه يرسل لهم جل دخله نهاية كل أسبوع.

ويضيف خير الله أن انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار، أدت إلى ارتفاع أسعار قطع الغيار التي يستعملها في ورشته، على سبيل المثال غاز التبريد الذي بلغ سعر العبوة منه 500 جنيه بدلاً من 350 جنيهاً الشهر الماضي.

وشكا أيضاً من تدني سوق العمل، بفعل غلاء الأسعار الذي أثر سلباً على زبائنه الذين احجموا عن محله الكائن جنوب الخرطوم والذي كان يعج بالحركة فيما قبل، على حد قوله.

وقال أحد التجار في سوق الخرطوم المركزي لـ "إرم" إن الارتفاع في أسعار السلع الاستهلاكية ليس في صالحهم، وأن "القوى الشرائية قلت بكثير، الأمر الذي يحول دون تمكنهم من الوفاء بالتزاماتهم تجاه أجور العاملين معهم، وأيجار المحلات وتسديد فواتير الخدمات".

من جانبه قال الخبير الاقتصادي، عصام الدين عبد الوهاب بوب، لوكالة السودان للأنباء "سونا" إن أسباب ارتفاع أسعار السلع معروفة ومتكررة، أبرزها ضعف الإنتاج والإنتاجية، وضعف العملة الوطنية، وعدم الرقابة على الأسواق.

وأشار بوب إلى أن رفع الدعم عن المحروقات أدى إلى ارتفاع أسعار كل السلع الاستهلاكية والخدمات، لأنه يدخل في تحريك القطاعات الأخرى.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com