الطعام يدفع شين للهروب من المعسكر 14
الطعام يدفع شين للهروب من المعسكر 14الطعام يدفع شين للهروب من المعسكر 14

الطعام يدفع شين للهروب من المعسكر 14

الطعام يدفع شين للهروب من المعسكر 14

(خاص) إرم

ولد شين وتربى في "معسكر 14"، الذي يعتقد أنه واحد من أقسى السجون التي تتبع نظام الأشغال الشاقة في كوريا الشمالية، وفقاً لتقرير أعدته خدمة "كريستيان ساينس مونيتر".

ولم يعرف والدا شين بعضهما البعض قبل الزواج الذي رتبه حراس السجن. وتربى الشاب وهو لا يعرف عن وجود عالم آخر يخلو من الضرب، والتعذيب، والوشاية، التي كانت جزءاً من الحياة اليومية في المعسكر. 

وفي عالم مثل ذلك، أقدم شين على خيانة والدته وشقيقه من أجل وجبة من الأرز، وأرسلهما إلى الإعدام، وشوى الجرذان للبقاء على قيد الحياة، لكنه للمرة الأولى استطاع أن يرى الحياة خارج سياج المعسكر من خلال شيء لم يتوقعه، وهو لفتة كريمة من زميله في السجن.

ونفذ شين هروبه من السجن في سن الـ23 بحثاً عن الطعام، متحملاً مخاطر الإعدام في حال فشلت خطته، ولكن بعد رحلة عذاب عبر الصين، وصل إلى سيؤل عاصمة كوريا الجنوبية.

وبادر مراسل "واشنطن بوست" بلين هاردن إلى تأليف الكتاب "الهروب من معسكر 14" والذي جعل شين داعيةً معروفاً لفضح قضية السجون المخفية في كوريا الشمالية. 

وقال هادرن لخدمة "كريستيان ساينس مونيتر"، التي سألته عما إذا كان معسكر 14 يشبه معسكرات النازية إبان احرب العالمية الثانية، "لا، هذه ليست معسكرات موت، والسلطات لا تعدم الناس كمسألة عادية.. هم يجعلون الناس يعملون في أشغال شاقة حتى الموت، ولكن هذا يحدث على مدى عدة السنوات".

ومعسكر 14 لديه سمعة في استضافة شخصيات رفيعة المستوى من بيونغيانغ أغضبت النظام، كما أن لا أحد يخرج منه، وليس فيه إعادة التأهيل للسجناء، والحراس يتعاملون معه على أنه خط الجبهة العسكرية. 

وعن قصة شين يقول هادرن إن الشاب "بدأ يدرك حياته بعد إعدام والدته، حيث كان في الـ14 من العمر، في سجن تحت الأرض بزنزانة مع رجل كان لطيفاً معه، وعالج جراحه بعد تعرضه للتعذيب. ولطف الرجل، كان شيئاً جديدا عليه تماماً". 

لكن نقطة التحول في حياة الشاب الكوري كانت عندما التقى سجيناً آخر يدعى بارك، طلب الحراس منه التجسس عليه، ولكنه لم يفعل ذلك. ومع مضي الوقت بدأ بارك يحكي لشين القصص، وذات مرة سأله: من أين أنت؟ فأجاب شين: أنا من هنا.فرد عليه بارك بالقول: أنا من بيونغيانغ، العاصمة، غير أن شين لم يكن قد سمع بها من قبل.

ولكن بدلاً من الضحك على هذا الفتى الصغير الجاهل، أعطى بارك لشين الدروس في ماذا يعني أن يكون مواطناً في العالم الخرجي، وحدثه كثيرا، وأخبره بالكثير، واتضح أن شين لم يكن يعرف أن هناك أناساً آخرين يعيشون خارج أسوار المعسكر، وفقاً لهادرن.

ولكن الحديث عن اللحوم المشوية حصل أخيراً على اهتمام شين، وبدأ يحلم بالطعام، فما كان منه إلا أن فاجأ نفسه وطرح على بارك فكرة الهروب معه، فقط من أجل الحصول على الطعام، وليس لأي شيء آخر، وهذا ما كان فعلاً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com