أنياب فرنسية للمقترح الروسي
أنياب فرنسية للمقترح الروسيأنياب فرنسية للمقترح الروسي

أنياب فرنسية للمقترح الروسي

أنياب فرنسية للمقترح الروسي

باريس - تتقدم فرنسا بمشروع قرار إلى مجلس الأمن التابع للامم المتحدة بشأن سوريا يطالب دمشق بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية ويحول فكرة روسية إلى اقتراح دبلوماسي متكامل قد يؤدي إلى تجنب توجيه ضربات عسكرية غربية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء إن مشروع القرار الفرنسي سيهدد سوريا "بعواقب وخيمة للغاية" إذا انتهكت شروط التخلي عن أسلحتها الكيماوية، وعبرت المعارضة السورية الثلاثاء عن استيائها من الاقتراح الذي سيمنع القيام بعمل عسكري لمعاقبة قوات الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام الغاز السام في هجوم كيماوي مزعوم قتل فيه مئات الأشخاص قرب دمشق الشهر الماضي.

وقالت موسكو إنها تعمل على وضع اقتراح محدد تتخلى سوريا بموجبه عن مخزوناتها من الغاز السام بعد يوم من طرحها الفكرة فيما وصفه الرئيس الأمريكي باراك اوباما بأنه ينطوي على احتمالات إيجابية ويمكن أن يؤدي إلى "انفراجة"، ويقدم الاقتراح الروسي لاوباما مخرجا يعفيه من إصدار أمر بتوجيه ضربات عسكرية لسوريا لا يؤيدها الأمريكيون قبل أيام من تصويت شائك في الكونغرس على تفويض باستخدام القوة.

ومع تأييد الصين التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للاقتراح الروسي فإنه قد يصبح مبادرة لتوحيد القوى العالمية التي عرقلت انقساماتها حتى الآن مجلس الأمن من إصدار قرار.

وفي الوقت الذي اتخذت فيه الدبلوماسية هذا المنحى غير العادي استمرت الحرب التي قتل فيها أكثر من 100 ألف شخص وأجبرت ملايين الأشخاص على النزوح من ديارهم حيث شنت قوات الاسد هجوما لاسترداد بلدة شمالي دمشق، وهددت واشنطن وباريس بالقيام بهجمات لمعاقبة الاسد على هجوم 21 آب/اغسطس بالغاز السام على ضواحي دمشق الذي تقول الولايات المتحدة وفرنسا إن قوات الحكومة السورية هي التي نفذته.

لكن بعد حربي العراق وأفغانستان واجه اوباما وقتا عصيبا في محاولة الفوز بتأييد الرأي العام الأمريكي أو أعضاء الكونغرس. وانسحبت بريطانيا من الائتلاف الذي يهدد باستخدام القوة بعد أن خسر رئيس الوزاء البريطاني ديفيد كاميرون تصويتا في البرلمان، وكشفت موسكو النقاب عن اقتراحها الاثنين بعد أن قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في تصريحات في لندن إن الوسيلة الوحيدة لمنع وقوع الهجمات هو تخلي الأسد عن ترسانة أسلحته الكيماوية.

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بسرعة حكومة الأسد إلى أن تفعل ذلك ووافق وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي كان في زيارة لموسكو. وقال لافروف الثلاثاء إن الاقتراح "ليس مبادرة روسية بالكامل. ينبع من اتصالات أجريناها مع نظرائنا الأمريكيين ومن بيان جون كيري الذي قال إنه يمكن تجنب الضربات إذا حلت هذه المشكلة".

وأثار مثل هذا التراجع من جانب الغرب استياء المعارضة السورية التي توجه نداءات منذ عامين ونصف العام طلبا لدعم الحكومات الغربية التي تنادي منذ فترة طويلة بعزل الأسد من السلطة لكنها امتنعت عن التدخل، وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض الثلاثاء إن الاقتراح الروسي لا يحمل نظام الأسد المسؤولية عن قتل الأبرياء.

وأضاف أن الاقتراح مناورة سياسية ستؤدي إلى مماطلة لا جدوى منها وستسبب مزيدا من الوفيات والدمار للشعب السوري، وقال إن الجرائم ضد الإنسانية لا يمكن التعامل معها بالتنازلات السياسية أو تسليم الوسائل التي استخدمت في ارتكابها، ولم توقع سوريا قط على معاهدة عالمية تحظر تخزين الأسلحة الكيماوية ويعتقد أن لديها مخزونات كبيرة من غاز السارين وغاز الخردل، وغاز الاعصاب في.اكس. لكن الاستخدام الفعلي للاسلحة الكيماوية محظور بموجب معاهدة 1925 التي وقعت عليها دمشق.

وتعتقد الدول الغربية أن سوريا لديها ترسانة هائلة من الأسلحة الكيماوية التي لم تعلن عنها. وارسال مفتشين لتدميرها سيكون مسألة صعبة حتى في زمن السلم ومعقدة بدرجة غير عادية وسط حرب.

وقالت إيمي سميثسون خبيرة الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية بمركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار في واشنطن إن نقص البيانات المؤكدة عن مخزون الأسلحة الكيماوية لدى سوريا سيعقد مسألة التحقق، وأشارت إلى سنوات من المناورات بين مفتشي الأسلحة التابعين للامم المتحدة والرئيس العراقي الراحل صدام حسين كمثال لما قد يحدث في سوريا، وقالت سميثسون "العراقيون كذبوا كثيرا. فعلوا كل ما بوسعهم لاخفاء برامج الأسلحة عالية السرية هذه"، وأضافت "ليبيا لم تخرج نظيفة تماما عندما سلمت برامجها لأسلحة الدمار الشامل".

ووافق الغرب على إنهاء العزلة التي فرضت على الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الساحة الدولية بعد أن فكك ترسانة أسلحته المحظورة لكن تمت الاطاحة به بمساعدة حلف شمال الاطلسي عام 2011.

وتقول حكومة الاسد إن الهجوم الكيماوي نفذته المعارضة التي تحاول دفع الغرب إلى التدخل وهو سيناريو تقول واشنطن وحلفاؤها إنه غير قابل للتصديق، وقالت منظة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان ومقرها نيويورك إن هناك أدلة قوية تشير إلى أن قوات الحكومة السورية هي التي وراء الهجوم. وأضافت في تقرير أن نوع الصواريخ ومنصات الاطلاق التي استخدمت في الهجمات هي من نظم الأسلحة في حيازة القوات الحكومية.

وفي الكونغرس الأمريكي تراجع السناتور هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ عن إجراء تصويت الاربعاء حيث سيجري المشرعون تقييما للخطة الروسية، ومازال التصويت متوقعا هذا الأسبوع وسيجري تصويت أكثر صعوبة في وقت لاحق في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com