هل كتب مسلسل قصر العشاق شهادة وفاة نجوم السبعينيات في مصر؟
هل كتب مسلسل قصر العشاق شهادة وفاة نجوم السبعينيات في مصر؟هل كتب مسلسل قصر العشاق شهادة وفاة نجوم السبعينيات في مصر؟

هل كتب مسلسل قصر العشاق شهادة وفاة نجوم السبعينيات في مصر؟

حقق المسلسل المصري "قصر العشاق"، الذي عرض ضمن ماراثون الدراما في شهر رمضان الماضي، فشلاً ذريعاً، من وجهة نظر النقاد، الذين اعتبروا أن كوكبة نجوم السبعينيات، أبطال العمل، الذين راهن عليهم المنتج ممدوح شاهين أصابهم "العجز" الفني.

ويبدو أن الفشل لم يقع في حسبان الممثلين، فقبل تصوير المسلسل وعرضه على القنوات الفضائية، خرج الفنان فاروق الفيشاوي أحد أبطال المسلسل، وتحدث عن المسلسل واصفا إياه "بالعمل الملحمي"، وأن أبطاله من جيل السبعينيات فقط، فكان حديثه يحمل تحدياً كبيراً للجيل الحالي.

وبالحماس نفسه، تحدث الفنان عزت العلايلي الذي كان من أبطال المسلسل، وقال إن "هذا المسلسل لن يقل أهمية عن أعمال مهمة مثل ليالي الحلمية وغيرها من الأعمال الدرامية، التي تركت أثراً وبصمة في عقل ووجدان المشاهد العربي".

هل ولى زمن نجوم السبعينيات؟

في هذا الإطار، ونتيجة لهذا الفشل التي حققه مسلسل "قصر العشاق" بات من الطبيعي طرح سؤال مفاده "هل انتهى زمن نجوم السبعينيات" ؟

وأقر الناقد نادر عدلي بفشل المسلسل قائلاً "بكل تأكيد فشل المسلسل رغم أنه يضم نخبة من النجوم، وعلى رأسهم عزت العلايلي وسهير رمزي وفاروق الفيشاوي"، منوها إلى أن "سبب الفشل لم يكن بسبب أداء الممثلين، لكن لضعف السيناريو".

وأضاف عدلي في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "العمل لم يحتو على التوابل الفنية التي تجعل الإيقاع سريعا، فضلا عن تشويق المتلقي إلى انتظار الحلقات لمتابعة تطور الأحداث، في حين ظهرت شخصيات كثيرة ليس لها علاقة بالخط الرئيسي للمسلسل، الأمر الذي يكشف عن وجود خلل في السيناريو".

ورأى الناقد الفني أنه "كان ينبغي على صناع هذا العمل تنفيذه ببطء دون استعجال، فمن خلال التصوير يبدو أنه تم تنفيذه بسرعة وعلى عجل، لذا جاء ضعيفًا وخاليًا من الإثارة والتشويق".

من جهته، أشاد المخرج علي عبد الخالق بمخرج مسلسل "قصر العشاق" أحمد صقر، قائلاً: "يضم أرشيف صديقي المخرج أحمد صقر أعمالاً كثيرة ومهمة، التي من المستحيل أن تسقط من وعاء الذاكرة الفنية، لكنني أرى أن هذا المسلسل هو أضعف أعماله الفنية إخراجيًا، كما أن النجوم المشاركين في المسلسل بحكم خبرتهم الطويلة، تعاملوا مع المسلسل باستعلاء شديد".

وأضاف عبد الخالق في حديث مع "إرم نيوز" أن  "الفنان لا يجب أن يراهن على رصيده القديم، بل يجب أن يتعامل مع كل دور وكأنه فرصة جديدة وعليه إثبات ذاته، وهذا المنهج كان يؤمن به الراحل نور الشريف والراحل أحمد زكي، ولذا أعمالهم مازالت خالدة رغم رحيلهم".

عندما يغيب المخرج

وشارك الفنان عزت أبو عوف في التعليق على ما آل إليه المسلسل، قائلا: "لم يترك المسلسل أثراً أو بصمة على الساحة الفنية، وأتصور أن المخرج أحمد صقر ترك النجوم يتعاملون أمام الكاميرا بمحض إرادتهم".

ونوه أبو عوف إلى أنه "في هذه الحالة أي عندما يغيب توجيه المخرج للممثل، عندها تقع الكوارث"، لافتا إلى أن "الترويج للمسلسل على أساس أنه رومانسي، في حين لم يلمس المشاهد هذه الرومانسية لعدم أدائها بدقة واحترافية، ساعد على إخراج المسلسل بصورة سيئة وغير مترابطة".

في المقابل، رفضت الفنانة سهير رمزي الاعتراف بفشل المسلسل، ودافعت عنه  قائلة: "منذ الإعلان عن فكرة المسلسل والاستعانة بنجوم السبعينيات لتقديم عمل درامي جذاب، وأنا أشعر أن الكثيرين من العيون تتربص بالعمل، وأرى أن النقد الهدام هو الذي طال العمل، فالسيناريو كتبه محمد الحناوي بشكل رائع، وقام كل فريق العمل بأدوارهم بدقه".

وقالت رمزي لـ "إرم نيوز" إنه "في خضم الأعمال الدرامية الكثيرة التي عرضت في رمضان، ووصل عددها إلى 40 عملا، فمن المستحيل أن يشاهد الجمهور كل هذه الأعمال بشكل دقيق، لذا أرى أن تخمة الأعمال المعروضة ظلمت المسلسل، وكلي ثقة أن العرض الثاني سوف ينصف المسلسل، لأنه يحتوي على كل عناصر النجاح".

دليل إدانة

وفي الوقت الذي اتفق فيه عدد كبير من النقاد، على أن مسلسل "قصر العشاق" لم يحقق النجاح، بات من المنطقي التساؤل هل يعد هذا المسلسل علامة نهاية نجوم السبعينيات؟

للإجابة على هذا السؤال، رأت الناقدة الفنية خيرية البشلاوي أن "الفن لا يعرف العمر ولا يعترف بكلمة اعتزال أو انسحاب، وإخفاق عدد من نجوم السبعينيات في تقديم عمل درامي جذاب لا يعني فشلهم، فهذا حكم قاس جدًا ومن الممكن أن نعتبر هذه التجربة ضعيفة".

وتطرقت البشلاوي في حديث لـ "إرم نيوز" إلى الجيل الفني الجديد قائلة، إن"الجيل الجديد تارة يقدم عملاً رائعاً وأخرى متواضعاً، ومن الممكن أن ترى فاروق الفيشاوي مستقبلا في دور استثنائي يعوض إخفاقه في هذا المسلسل، فالجيل القديم له سحره ولديه الخبرة والموهبة، والمهم أن يتم توظيفها في الأدوار التي تليق به".

أما الفنان محمود الجندي، الذي يعتبر من جيل السبعينيات، فقال: "جيلنا مظلوم ومن الممكن أن نعتبره مات بالفعل، لسبب بسيط جدًا، وهو أن شركات الإنتاج لا تساوي بين الجيل القديم والجديد، وتطلب من نجوم السبعينيات تخفيض أجورهم، وهذا بالفعل يؤثر على الحالة النفسية للفنان".

ومن وجهة نظر الجندي، خلال حديثه مع "إرم نيوز"، فإن "صناع مسلسل قصر العشاق لم يجدوا شركة الإنتاج التي تتحمس لهم ولخبرتهم، لذا جاء الأداء ضعيفاً".

وفي نفس يملؤه الشكوى والحسرة، معبرا عن حال الكثير من فناني السبعينات، قال الفنان حسن يوسف: "أجلس في بيتي دون عمل، وقد شاركت مؤخرًا كضيف شرف في أحد المسلسلات"، لافتا إلى أن "شركات الإنتاج تتعامل مع النجوم الكبار كأنهم خيل حكومة، فالموهبة موجودة والعطاء متوفر"، متسائلا: "أين من يتبنى ويدعم"، معتبرا أن "تجربة مسلسل قصر العشاق فيها نوايا طيبة قابلها سوء تنفيذ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com