لا تكفروا السوريين بعروبتهم!
لا تكفروا السوريين بعروبتهم!لا تكفروا السوريين بعروبتهم!

لا تكفروا السوريين بعروبتهم!

لا تكفروا السوريين بعروبتهم!

شاكر الجوهريحسن الإعداد والتنظيم، الذي تولاه مركز حماية وحرية الصحفيين، لمؤتمر المدافعين عن حرية الإعلام، لم يمنع الظهور الشاخص لتعارض ثقافات المشاركين، من عدد كبير من الدول العربية وغير العربية.جوهر النقاشات التي شهدتها جلسات المؤتمر إنصب على التأثير المتبادل بين الربيع العربي والإعلام.هذا النقاش كشف عن سجالات غير موضوعية بين ثقافتين: الثقافة الليبرالية واليسارية من جهة، في مواجهة الثقافة الإسلامية من الجهة الأخرى، فضلا عن شرخ كبير وفجوة كبيرة انتصبت بين مواقف أصحاب الثقافة القومية.التباينات المشار إليها انعكست على إعلان عمان، الذي صدر عن المؤتمر، فهو إذ تجاهل تأييد الثورة السورية، والتنديد بالعسف والتنكيل غير المسبوقين، اللذين يطاردان الإعلاميين السوريين، على أيدي النظام، بقواته العسكرية والأمنية، وشبيحته، أدان ما أسماه تراجع الحريات الصحفية في العالم العربي في عهد الربيع العربي.. بل وانقلب مهاجما الربيع العربي من اساسه.الذين تبنوا وجهة النظر هذه كانوا خصوصا من الأشقاء المصريين، الذين يمثلون التيارات التي أخفقت في الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المصرية، وتحدثوا بذات اللغة غير الموضوعية التي تعاقبت، مع تغيير المواقف في جميع العهود الجمهورية في مصر.. عبد الناصر.. السادات.. حسني مبارك.. ومحمد مرسي.صحيح أن المواقف انقلبت أكثر من مرة مع تعاقب هذه العهود، لكنها احتفظت بلغة خطاب ديماغوجية واحدة لا تتغير.. سمحت في المؤتمر بتجاهل انفلات الحرية من كل عقال، وهي توظف في "شرشحة" الرئيس مرسي وأسرته عبر شاشات الفضائيات، وصفحات المواقع الإلكترونية، ومواقع التواصل الإجتماعي دون حسيب أو رقيب.. وظهور تفوق لا يقارن لصالح الإعلام الخاص المعارض، على حساب الإعلام الرسمي، وإعلام حزب الرئيس، الذي (الرئيس) سحب جميع القضايا التي حركها مكتبه أمام القضاء بحق من تعرض له بكل أشكال الذم والقدح والتحقير.. والإفتراء الذي بلغ حد اتهام مرسي بالتجسس، دون سند أو دليل..؟!!في المؤتمر وقف من اعترض على تعامل خشن (دفع واستخدام لغة الشتائم) مارسه حرس الرئاسة والأمن بحق من هاجموا قصر الإتحادية بقنابل المولوتوف.. قافزا عن قول حرف واحد بحق الأفعال التي ارتكبها المهاجمون، خالصا إلى أن عهد مرسي أكثر قمعية بما لا يقارن من عهد حسني مبارك..!!الذين صبوا جام غضبهم على نظام محمد مرسي، هم أنفسهم الذين وقفوا يدافعون عن نظام بشار الأسد في سوريا، رافضين الإقرار بارتكاب جرائم قتل أزهقت أرواح أكثر من مئة ألف سوري، بأكثر وسائل القتل وحشية..!!الكيل بمكيالين أصاب الإعلاميين السوريين المشاركين، الذين لم يكن من بينهم اسلاميا واحدا، بخيبة أمل لا توصف، انعكست خالقة سجالا ساخنا بينهم وبين اعلاميين مصريين..!!الذين ارتكبوا هذه المواقف لم يكونوا فقط اعلاميين، وإنما أيضا ناشطين حقوقيين، تركوا المهنية جانبا وسيسوا كل شيئ..!الضحية الأولى المتوقعة لهكذا عقلية، هي العروبة..؟!حين اصطدم أنور السادات، ومن بعده حسني مبارك بالمعارضة العربية لسياساتهما، حرضوا المصريين على العروبة.حين يتخلى العروبيون الآن عن نجدة اشقائهم السوريين، حتى بالكلام.. يصبح من حقنا أن نخاف على عروبة سوريا.. "قلب العروبة النابض"..!!!هنالك من يدفع السوريين للإنقلاب على العروبة في معرض مواجهتهم للإسلاميين..!!!ألا يقرر الديالكتيك الماركسي أن كلا يحمل في الداخل ضده..؟!بقي أن نسجل: إن جل الذين يقفون الآن إلى جانب بشار الأسد بمواجهة "المؤامرة الكونية" هم أنفسهم الذين وقفوا ضد صدام حسين بمواجهة التحالف الثلاثيني..

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com