السعودية تعزز شراكتها الاستراتيجية مع الهند

السعودية تعزز شراكتها الاستراتيجية مع الهند

يصل ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الأربعاء، إلى العاصمة الهندية نيودلهي في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام.

ويلتقي الأمير سلمان خلال الزيارة الرئيس الهندي "برنارب موكرجي" ورئيس الوزراء الهندي "مانوموهان سين" ونائب الرئيس "حامد أنصاري"، وتعتبر الزيارة هي الثانية للأمير سلمان إلى الهند التي زارها العام 2010 حينما كان أميراً لمنطقة الرياض.

وتأتي الزيارة خلال جولة آسيوية تشمل كلا من باكستان والمالديف واليابان والهند، بمرافقة وفد رسمي يضم كلا من رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص له الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدولة مساعد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، ووزير الاقتصاد والتخطيط محمد الجاسر، ووزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبد الرحمن البنيان.

وزيارة نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان إلى الهند هي المحطة الثالثة في جولته الآسيوية بعد أن افتتح جولته بزيارة باكستان مدة ثلاثة أيام، ثم اليابان مدة أربعة أيام.

وتجمع كل من المملكة العربية السعودية والهند مصالح مشتركة، ما يدفع البلدان إلى الحرص على تنمية العلاقات الإستراتيجية، وخاصة وأن السعودية تُعتبر الشريك التجاري الرابع للهند على مستوى العالم، حيث بلغت قيمة التعاملات التجارية بين البلدين 43 مليار دولار خلال العام المالي 2012-2013، وتأتي الزيارة لتعزز الاتفاقيات التي وقعها البلدان خلال زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى الهند العام 2006.

كما تعدّ السعودية أكبر مورِّد للنفط لدولة الهند، حيث بلغت قيمة واردات الهند النفطية من السعودية بخمس إجمالي الواردات الهندية العالمية من النفط خلال العام المالي 2012-2013، وكانت الهند -القوة الاقتصادية الرابعة على الصعيد الدولي- قد طلبت من السعودية المزيد من الغاز النفطي المسال لتلبية حاجاتها المتزايدة من الطاقة.

وفي الوقت الذي اتجهت شركات السعودية كبيرة لتعزيز استثماراتها في الهند، كقيام الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) خلال العام 2013 بإنشاء مركز تقني للأبحاث والتطوير في الهند باستثمار مبدئي قدره 100 مليون دولار. يوجد في المملكة ما يزيد على 350 مشروعاً هندياً العام 2012م، تتجاوز قيمتها 1.6 مليار دولار.

واستطاعت السعودية خلال الأعوام الماضية توقيع اتفاقية شراكة إستراتيجية في مجال الطاقة، وفتح باب التبادل التجاري والتعاون التكنولوجي الذي تعتبر الهند رائدة فيه، إضافة إلى الاتفاقيات الأمنية التي من شأنها مكافحة الإرهاب.

أما العمالة الهندية في المملكة فهي تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لأعداد الوافدين، ويبلغ عدد العمال الهنود في السعودية 2.88 مليون عامل.

ويبدو أن المملكة العربية السعودية تسعى لتعزيز تحالفاتها الآسيوية بالاتجاه شرقاً، إذ تشهد الدبلوماسية السعودية تحركات كثيفة -مؤخراً- على خلفية البرود الذي شاب علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، حليفتها الإستراتيجية.

وتعتبر الجولة مهمة لتعزيز الأوراق التي تمسك بها الرياض تحسباً لأي توتر قادم مع الولايات المتحدة، ولتنويع التحالفات الدولية وعدم الاعتماد على حليف واحد، وخاصة مع القوى السياسية والاقتصادية الصاعدة.

وشاب العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، في الأشهر الماضية، فتور بسبب الاختلافات في السياسات الإقليمية، إذ أثارت المفاوضات السرية التي تجريها الولايات المتحدة مع إيران حفيظة السُّلطات السعودية، كما يختلف نهج البلدين في التعامل مع الحرب الدائرة في سوريا، وتمثل آخر الخلافات في توجه الرياض إلى تمويل صفقة أسلحة روسية لمصر، تعويضاً عن وقف جزء من المساعدات الأمريكية للقاهرة عقب عزل محمد مرسي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com