الضاحية.. الأمن قبل الخبز
الضاحية.. الأمن قبل الخبزالضاحية.. الأمن قبل الخبز

الضاحية.. الأمن قبل الخبز

الضاحية.. الأمن قبل الخبز

أدهم جابر

بعد أيام قليلة على انفجار الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية، تختزل الوجوه الحزينة والحائرة الصورة العامة لسكان المنطقة. وجوه كانت خير دليل على ان ما جرى فاق الوصف بدمويته.

الأسئلة كثيرة ومتشعبة. ولا أحد يمتلك أجوبة عن الأسباب التي قد تدفع "بشريا" لأن يفجر أناس أبرياء. نعم أبرياء. فمن قتل او أصيب لا ينتمي الى الجناح العسكري لحزب الله، ولا حتى الى جناحه السياسي. هناك في تلك البقعة من فجّر وقتل، استهدف أصحاب محال تجارية ومتسوقين. رجالا ونساء، صغارا وكبارا.

مساء خميس كان الانفجار.وحتى اليوم لم تتكشف الحقيقة الكاملة لما جرى. المعلومات متجددة يوميا. اخبار متسارعة عن وزن "المخخة" وطبيعتها. مداهمات وتوقيفات. كل هذا لا يعني الكثير لأولياء الدم الذين فقدوا احباءهم في التفجير.

وحدها صورة الاشلاء والجثث المتفحمة ودماء الجرحى تجوب ذاكرة شهود العيان ومن كان حاضرا في موقع الانفجار وكتبت له فرصة جديدة في الحياة.

لا شيء الآن في الضاحية الا الحزن والامن الذي تم تشديده اكثر واكثر، بعد ان تعرض لخرق كبير. ذلك ان انفجار الرويس وقع على مقربة من مجمع سيد الشهداء، وهو مكان يقيم فيه حزب الله احتفالات ومجالس عزاء في المناسبات الدينية، وهو المكان نفسه الذي خطب فيه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس في الجمعة الأخيرة لشهر رمضان الفائت الذي شهد بدوره تفجيرا في منطقة بئر العبد.

مع كل هذه المآسي يبدو ان المطلوب من أبرياء الضاحية ان يقدموا التضحيات حتى حين. والواضح ان زمن التضحيات بدأ منذ وقت طويل معهم، فهم اختبروا الموت طوال فترة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وصولا حتى عام 2006 اما اليوم فيعيشون تداعيات مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وتداعيات الأزمة السورية.

أهل الضاحية قد يتحملون ويضحّون. لكن بعضهم يقول ان الله ذاته، لا يكلف الأنفس الا ما في وسعها . مضيفا ان هناك طاقة تحمل للإنسان  لا يستطيع تجاوزها في اغلب الأحيان. و"ازمة واحدة تكسر الظهر فكيف بأزمتين".

لذلك فضل هذا البعض الابتعاد قليلا عن الضاحية باتجاه الجنوب ومناطق اخرى. وبعض اخر فضل البقاء مطالبا بالأمن قبل الخبز. وبين الفئتين لا تزال فئة حائرة تبحث عن اجوبة لاسئلة كثيرة وكبيرة بدأت تطفو على سطح الأحداث.

 اسئلة يمكن اختزالها بسؤال واحد: الم يكن بالامكان التعاطي مع ازمات المنطقة بطريقة لا تجعلها سببا في استجلاب الموت واراقة الدماء؟.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com