باحث سوري يستعيد نصوص شعراء الملاحم السورية القديمة
باحث سوري يستعيد نصوص شعراء الملاحم السورية القديمةباحث سوري يستعيد نصوص شعراء الملاحم السورية القديمة

باحث سوري يستعيد نصوص شعراء الملاحم السورية القديمة

صدر كتاب "شعراء سورية في العصر الهيلينستي" عن الهيئة العامة السورية للكتاب، من ترجمة وإعداد الدكتور إحسان هندي، وهو يتناول الشعراء السوريين الذين ولدوا خلال "العصر الهيلينستي" (332 ق.م – 30 ق.م)، أو الذين عاشوا خلاله سواء قضوا حياتهم بكاملها في سوريا، أو انتقلوا إلى بلدان أخرى، والعصر الهيلينستي هو العصر اليوناني في الشرق؛ أي ذلك العصر الذي امتزجت فيه الثقافة اليونانية بثقافات الشرق.

يشير الباحث السوري في مقدمة كتابه أنه وضع يديه على مصادر عدة خلال زيارات له إلى مكتبات عالمية ، وبعد مطالعات ومراجعات بحثية اختار من هؤلاء الشعراء عشرة أسماء من بينهم شاعرة واحدة هي "إيرينا".

ويضيف د. هندي إلى أن الشاغل الأول له عند كتابة هذه الدراسة هو "التوثيق" من حيث تحديد أسماء هؤلاء الشعراء السوريين ونسبتهم وحصر مؤلفاتهم وتحديد القصائد التي نظموها وترجمة نصوصها إلى العربية، مشيرًا إلى أنه لم يكن ضمن مشروعه أبدًا التحليل الأدبي للقصائد أو نقد مضمونها لأنه اختار مهمة الباحث في تاريخ الأدب السوري وليس مهمة دراسة هذا الأدب ونقده.

جاء الكتاب في 215 صفحة من القطع المتوسط، ترجمها د. (هندي) عن الإنكليزية والفرنسية وليس عن اليونانية - لغتها الأصلية - ومع ذلك، تظهر تلك النصوص، على الأغلب، طازجة، أنيقة، مصاغة بدقة وعناية، تنطوي على معنى عميق له علاقة بثقافة الشرق المتمازجة مع اليونانية، وليس بالثقافة اليونانية الصرفة.

وخصص الباحث في كتابه فصلاً لكل شاعر يتناول فيه حياته وقصائده ومؤلفاته متوقفاً مطولاً عند "ميليا غروس الغَدَري"، الذي يعرفه بعض النقاد الأوروبيين، بأنه "رائد المدرسة السورية في الشعر" خلال مرحلة قبل الميلاد، وليس ذلك فقط ما جعل الباحث يقف مطولاً عنده بل لأن "ميليا غروس" حاول أن يثبت منذ عصر الإمبراطوريات قبل أكثر من 20 قرنًا أن الإنسان أخ للإنسان مهما اختلف عرقه وموطنه ولغته.

ويتناول الباحث إلى جانب (ميليا غروس الغَدَري) و(إيرينا)، عددًا من الشعراء الذين عرفوا بشعراء (المدرسة السورية في الشعر خلال المرحلة الهيلينستية)، وهم: (انتيباتروس الصيداوي، والشاعر الفيلسوف فيلوديموس، وفاليريوس بابريوس، وبيون الإزمرلي، وآرخياس الأنطاكي، وآراتوس، وبوسيدونيوس، وأبيانوس أو اوبيان الكيليكي).

وتكمن أهمية الكتاب في أنه يعرف بأسماء شعراء ونصوص سورية مجهولة من الفترة الهيلينستية، فضلاً عن أنه يفتح الباب على النصوص الشعرية الأوغاريتية التي تثبت أن السوريين كتبوا الشعر الملحمي قبل الإغريق، وقبل ما يعرف بـ (إلياذة هوميروس) - التي كتبت في القرن الثامن قبل الميلاد - كما تشير المكتشفات، فمن غير المستغرب أن يكون من اخترع الأبجدية ثم نقلها إلى الإغريق وبقية أنحاء العالم كما تشير أسطورة (قدموس) الشهيرة، هو أيضًا من كتب النصوص الملحمية الأولى التي تنسب حسب المؤرخين الأجانب إلى اليونان!

ويعيدنا أحد العناوين الرئيسية للكتاب (المدرسة السورية في الشعر)، إلى أكثر من ألفي عام خلت، أي إلى فترة ما يعرف بالحضارة الهيلينستية التي تمتد ثلاثة قرون حيث وجد هذا المصطلح في كتابات المؤلفين الإغريق والمترجمين عنهم في اللغات الأخرى كالانكليزية والفرنسية لاحقا، وذلك لوصف الاتجاه الشعري الذي أسسه الشعراء السوريون في ذلك العصر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com