الثقافة الجنسية الخاطئة تهدم البيوت العامرة
الثقافة الجنسية الخاطئة تهدم البيوت العامرةالثقافة الجنسية الخاطئة تهدم البيوت العامرة

الثقافة الجنسية الخاطئة تهدم البيوت العامرة

القاهرة- يعيش الأزواج وخاصة الشباب والشابات في المجتمعات العربية وسط مفاهيم مشوهة أو مغلوطة بشأن حياتهم الزوجية وعلاقاتهم الحميمة بسبب غزو الثقافات الواردة عبر الأفلام والمسلسلات التي تبثها الفضائيات العربية المختلفة وعبر مواقع الإنترنت التي لا تحصى ولا تعد، وعبر الكتب والصحف والمجلات، الأمر الذي رسخ معلومات خاطئة عن العلاقة الجنسية بين الشاب والفتاة وأدى إلى فشل بعض العلاقات منذ أول يوم للزفاف.

د.أحمد جمال أبوالعزائم أستاذ الصحة النفسية يقول إنه على الرغم من أن الإسلام بين لنا المعاني السامية لهذه العلاقة من خلال تراث حافل في هذا المجال يأتي في مقدمته من حيث الأهمية كتاب بن حزم "طوق الحماية في الألفة والإيلاف" وغيرها الكثير إلا أننا الآن نغرق في مئات من المفاهيم الجنسية الخاطئة منها، اعتقاد الشاب أنه مربوط ومسحور له، واعتقاده أن زوجته يجب أن تكون "مختونة" لكي يسيطر عليها بصفة عامة، فإننا لم نتعلم فن التعامل مع المرأة والعكس صحيح، ولهذا تمر الحياة الزوجية بكثير من المشاكل بعضها ربما يؤدي إلى الانفصال والبعض الآخر إلى أمراض نفسية وإحساس بالحرمان طوال العمر وعدم القدرة على الاعتراض خوفا من حديث الناس.

ويقول د.رشاد عبد اللطيف أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان، إن مثل هذه الكتب والصحف والأفلام مصدر رئيس لكل متاعب الشباب والفتيات بالنسبة للعلاقة الطبيعية بينهما، خصوصا في بداية حياتهما، وما يحدث في ليلة الزفاف من مشاكل أمر منطقي وطبيعي، وبالذات للعروس، فكيف يطلب منها أن تبدأ علاقتها الطبيعية بزوجها وهى التي ظلت طوال عمرها خلف أسوار عالية تمنعها من الحديث أو حتى التفكير في هذا الموضوع، ثم تجد نفسها فجأة مطالبة بالتخلي عن كل ذلك مع إنسان غريب عنها، يطالبها بأن تكون في حالة طبيعية بدون خوف وتصبح المشكلة أكثر تعقيدا عندما لا يكون للزوج أيضا أي تجارب أو معارف سابقة حول ممارسة الحب مع زوجته.

ويضيف د.عبد اللطيف أنه يجب على الأقل أن يحاول كل أب وكل أم فتح حوار في هذا الموضوع مع أبنائهم وبناتهم خصوصا قبل الزفاف بفترة كافية وألا يأخذ هذا الحوار شكل النصائح والأوامر والتوجيهات، ويكون في جلسة تسبق ليلة الدخلة بساعات قليلة، وإنما عن طريق مناقشة شبه يومية تسمح للفتاة بإبداء رأيها وأسئلتها في صلب هذا الموضوع.

وينصح عبد اللطيف بضرورة أن يكون هناك فترة كافية بين عقد القران وليلة الدخلة بحيث يتزامن عقد القران مع الخطوبة وليس مع الزفاف.

وعي جنسي

ويري د.إلهامي عبد العزيز أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أنه لابد أن يضع في الاعتبار أن نسبة لا تقل عن 30 % من الشباب و 90 % من الفتيات ليس لديهم أدنى نوع من الثقافة الجنسية أو الوعي الجنسي، الأمر الذي يصل ببعض الزيجات إلى العيادات النفسية وأحيانا إلى صفحات الحوادث، عندما نقرأ عن أخطاء الزوج في حق جسد زوجته ليلة الدخلة، وهذه الأخطاء تأتي نتيجة التوقع السيئ للعلاقة الجنسية فالزوج بسبب أفكاره السلبية يتوقع أشياء معينة وعندما لا يجدها يعتقد أن الخطأ فيه أو في زوجته.

ويضيف د.إلهامي، يجب أن يناقش الشاب الموضوع بصراحة مع خطيبته قبل الزفاف بفترة كافية أو زوجته من خلال استغلال شهر العسل بعيدا عن ضغوط الأقارب حتى تختفي العادة القبيحة بسؤال الأم ابنتها قبل مرور 24 ساعة على زواجها السؤال الخالد "عمل معاك إيه"؟

ويقول إنه من المهم جدا أن تكون أول ليلة على الأقل بدون علاقة حميمة، لأن الإرهاق الناتج عن ليلة الزفاف والتجهيزات التي تسبقها بأيام تجعل الممارسة أكثر صعوبة على الطرفين كما أن عشاء العرسان كما يسمونه يؤثر على الأداء الجنسي وخصوصا عند الرجل، وإذا قرر الطرفان إعطاء مهلة بضعة أيام لأنفسهم قبل بداية أي شيء فإنه من الأفضل استغلالها فيما يعرف علميا بالمداعبات الجنسية مثل التقبيل والاحتضان.

ويؤكد د.إلهامي أنه يجب عدم الاستهانة بسلوكيات الزوجين في تلك الليلة وأن يتم التعامل خلالها بعقلانية شديدة لأن أي أخطاء ربما تؤدي بأحد الطرفين أو كليهما للعيادة النفسية، وتظل تؤثر على البيت مدة طويلة كما أنها من الممكن أن تكون سببا مباشرا في حدوث الطلاق أو الخيانة الزوجية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com