أحزاب الإسلام السياسي في مصر.. بين الموت البطيء وأحلام العودة
أحزاب الإسلام السياسي في مصر.. بين الموت البطيء وأحلام العودةأحزاب الإسلام السياسي في مصر.. بين الموت البطيء وأحلام العودة

أحزاب الإسلام السياسي في مصر.. بين الموت البطيء وأحلام العودة

رغم ابتعادها عن المشهد السياسي، في أعقاب ما يسمى "ثورة 30 يونيو"، ما تزال أحزاب الإسلام السياسي في مصر، طامعة في أمل العودة إلى الساحة السياسية من جديد، رغم أن الموت قد غيب بعضها بالفعل.

ويعتبر حزب "النور" السلفي أحد أبرز أحزاب القسم الأول، التي لا تزال تمارس نشاطًا سياسيًا وعامًا في مصر، حيث واصل مسيرته بعدما انقلب على حكم الإخوان المسلمين في أواخر عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان أحد أطراف "جبهة 30 يونيو".

الحزب الذي يعتبر نفسه لاعبًا أساسيًا في الشارع، بات ظهوره في المناسبات فقط، من خلال التعليق على الأحداث، ولم تخرج عن كوادره تصريحات سوى أنهم لم يغادروا ساحة العمل السياسي حتى الآن.

مصادر بالحزب قالت لـ"إرم نيوز" إنهم قرروا عدم خوض الانتخابات المحلية المقبلة، لكنهم لم يقرروا أيضًا الخروج من العمل السياسي، والعودة للعمل الدعوي داخل أروقة "الدعوة السلفية".

يونس مخيون رئيس الحزب، قال لـ"إرم نيوز" في وقت سابق، إن حزبه لم يؤخذ بذنب الإخوان ولا التيار الإسلامي المتشدد في الإقصاء من الساحة، وأن ثمة من يتعمد خلط الأوراق واتهامهم بداعش والإخوان، وأنهم مستمرون في مجلس النواب الحالي.

"مصر القوية" وحلم العودة

ويجلس على رأس قائمة الأحزاب الحالمة في العودة حزب "مصر القوية"، الذي أسسه المرشح الرئاسي الأسبق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، عقب ما يسمى "ثورة 25 يناير"، بعد انفصاله عن جماعة الإخوان، متمسكًا بطموحات العودة للمشهد من جديد.

الحزب الذي ضم شبابًا من بعض التيارات الإسلامية المنشقة عنها، وبعضًا آخر من النشطاء الناقمين على أداء أحزاب الإسلام السياسي، لا يزال يمارس نشاطاته التنظيمية والإدارية والتثقيفية لكوادره، رغم مقاطعة المشاركة السياسية في الحياة العامة والبرلمانية في مصر.

وقال مصدر بالحزب، لـ"إرم نيوز"، إن "مصر القوية" لن يشارك في انتخابات المحليات، كما لم يشارك في الانتخابات البرلمانية الماضية، انطلاقًا من رفضه أي شكل من أشكال المشاركة السياسية في المشهد الحالي، ولكنه يمارس دورًا توعويًا سياسيًا لدى الجماهير، بتنظيم الندوات والمؤتمرات، ولن يتوقف عن هذه النشاطات، على حد تعبيره.

إطلالة على استحياء

في المرتبة الثانية يأتي حزبا "الوسط" الذي أسسه منشقون عن جماعة الإخوان وظل خلال الفترة الماضية داعمًا للجماعة، و"البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية الذي انقسم إلى شقين، الأول بزعامة طارق الزمر، لا يزال داعمًا لجماعة الإخوان ولم يختلف عن مصيرها في الخفوت من الشارع، والثاني تبرأ منها ولا يزال يمارس عمله على استحياء في الداخل، بزعامة شقيقه عبود الزمر.

أفول الإخوان وداعميهم

القسم الأخير الذي أفل نجمه على الإطلاق، يتمثل في حزب "العدالة والتنمية"، الذارع السياسية لجماعة الإخوان، وبعض الحركات الإسلامية كالجبهة السلفية وشخصيات محسوبة على التيار الإسلامي بشكل عام، وهذه التيارات والحركات باتت في مصير العدم، وإن كانت لم تفقد الحلم في العودة من جديد.

من جانبه، قال هشام النجار، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن الأحزاب الإسلامية ستتأثر بأزمة الحركة الإسلامية والإخوان لفترة طويلة، لأسباب متعلقة بالشعبية وعدم القبول الجماهيري والدعم المالي، وعدم امتلاك كوادر وخبرات وأيضًا افتقارها إلى رؤى واقعية وسياسات واضحة وأفكار سريعة ومبتكرة، للتفاعل مع الأحداث المتسارعة إقليميًا ودوليًا ومحليًا.

وأضاف النجار في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن السمة المشتركة بين كافة أحزاب الإسلام السياسي، سواء المتحالفة مع الإخوان أو الرافضة للجماعة، هي الجمود والبطء الشديد، والتشبث بأحداث الماضي، معتبرًا أن العائق الأكبر أمام قدرة تلك الأحزاب على العودة والمشاركة، تكمن في داخلها أكبر من المعوقات الخارجية، سواء من الدولة أو من التيارات الأخرى.

النجار، قال إن أحزاب النور والوسط ومصر القوية، ليس لهم حضور، ووجودهم باهت في الساحة حاليًا، مستبعدًا عودتهم مرة أخرى، بسبب الخطوط الحمراء التي تحيطهم، خاصة تعامل أجهزة الدولة معهم، بوصفهم بمثابة أذرع أجنبية في مصر، وكان السيناريو المخطط له أن تتولى تلك الأحزاب التعبير عن الإخوان وتيار الإسلام السياسي في المشهد، وكان حزب أبو الفتوح مدعومًا بقوة من جاسم سلطان، القيادي الإسلامي بقطر، ومن يوسف القرضاوي، كحزب من الممكن أن يعيد تجربة "العدالة والتنمية" التركي.

وساطة حقيقية أم عودة للظهور؟

وخلال الآونة الأخيرة، ظهر اسم أبوالفتوح بين قائمة شخصيات، زعمت تقارير صحفية بوجود دور وسيط لها بين جماعة الإخوان والنظام في مصر، لإبرام مصالحة، لكنّ المرشح الرئاسي الأسبق نفى في تصريحات سابقة، أن يكون على اتصال بأي من الطرفين.

غير أنه قال في التصريحات نفسها، إنه لا يمانع في لقاء أي من مسؤولي الجماعة أو من النظام المصري، إن كان في ذلك مصلحة للوطن، مؤكدًا على ضرورة أن تعود الجماعة إلى قواعدها، كتنظيم دعوي، بعيدًا عن المنافسة الحزبية.

وأطاحت "ثورة 30" يونيو بأحزاب الإسلام السياسي، التي تحالفت مع جماعة الإخوان المسلمين، المنتمي إليها الرئيس الأسبق محمد مرسي، فيما نقض البعض ذلك التحالف، وتمسك آخرون بالتنسيق فيما بينهم، فيما لا يزال البعض الآخر يتخذ من المنابر الخارجية صوتًا له.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com