إخوان الأردن يعرضون إطاراً جديداً للتعامل مع القوميين واليساريين
إخوان الأردن يعرضون إطاراً جديداً للتعامل مع القوميين واليساريينإخوان الأردن يعرضون إطاراً جديداً للتعامل مع القوميين واليساريين

إخوان الأردن يعرضون إطاراً جديداً للتعامل مع القوميين واليساريين

إخوان الأردن يعلنون موقفاً رافضاً للتدخل الأمريكي العسكري في سوريا ويؤكدون أن إخوان مصر يشكلون قوة أكبر من أن تهزم بالانقلاب.

عمّان ـ (خاص) من شاكر الجوهري

لخص زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مجمل موقف الجماعة مما هو جار في الأردن  ومصر وسوريا في نهاية حوار طال لأكثر من ثلاث ساعات، بالدعوة إلى إطار جديد يجمع الحركة الإسلامية والأحزاب القومية والإسلامية في الأردن، ورفض التدخل العسكري الأميركي في سوريا، والتأكيد على أن مصر لا تزال في الجولة الأولى من الصراع الذي ترافق مع الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

وكشف بني ارشيد عن موقف مرن للجماعة وحزبها جبهة العمل الإسلامي قائلاً: "الطرف الآخر أدار ظهره، لكننا نحن ندعو إلى انقاذ الأردن. مقراً بأن المجتمع الأردني بكل مكوناته السياسية يعيش أزمات كبيرة وخطيرة جداً، كاشفاً عن أن الحركة الإسلامية قدمت مبادرات كثيرة جداً، نافياً "وجود أي عقد لجهة التعامل مع الذين يشتموننا". وذلك في إشارة إلى الأحزاب القومية واليسارية.

وفي ذات السياق، قال بني ارشيد إنه مطلوب من الطرف الرسمي أن يبادر، وأن يتيح فرصة للقاء والخروج من عنق الزجاجة الذي طال، لافتاً إلى أن إطالة المكوث في هذا العنق يؤدي إلى أحد امرين: الإخفاق أو الانفجار.

مغازلة لنظام الأسد

وفيما يخص سوريا لاحظ بني ارشيد، وهو كذلك الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، أن الجميع يتحدث عن النظام وإطاحة النظام في سوريا، باستثناء اميركا التي تبحث عن البديل لمرحلة ما بعد بشار الأسد، مشيراً إلى أنه  هنا تكمن الخطورة".

وقال إن الأمريكان أنبتوا السيسي في مصر، وأنهم  "يبحثون الآن عن خلطة تحكم سوريا".. . مضيفاً أنه لم يتم الحفاظ على شعار الممانعة الذي كان يرفعه النظام السوري، ولا تحققت في ذات الوقت إرادة الشعب السوري. وبناءً على ذلك أكد أن الحركة الإسلامية، وجماعة الإخوان المسلمين ضد توجيه أي ضربة أمريكية إلى سوريا، لأن أخطر ما في التدخل الأميركي هو أنه يهدف إلى انتاج نظام عميل في سوريا يكون تابعاً لواشنطن ومهمته هي حماية العدو الصهيوني..!

محمد ذنيبات

الإخوان متغلغلون في مصر

محمد ذنيبات، عضو المكتب التنفيذي في جماعة الإخوان المسلمين، رئيس المكتب السياسي في الجماعة، كان أكد أن الصراع داخل مصر لا يزال في جولته الأولى.

وأكد الذنيبات أن الرئيس المصري المعزول الدكتور محمد مرسي كان يعرف أن هنالك انقلاباً عسكرياً يجري تدبيره، كاشفاً عن أرقام مذهلة، قائلاً أن الحزب الوطني في دولة حسني مبارك العميقة كان يضم ثلاثة ملايين عضو، و520 ألف عسكري تلقى 17 ألفاً منهم دورات في الولايات المتحدة، ومليون و750 ألف رجل أمن، وستة آلاف ومائتي صحفي، و300 ألف بلطجي أكثرهم مسجل خطر، و300 عائلة متحكمة في مصر، وذلك في معرض اشارته إلى مدى قوة خصوم الديمقراطية، التي أكد أنها والحرية شريعة وفطرة بالنسبة للإخوان المسلمين.

وقال إن 25 كانون ثاني/ يناير 2012 كان انتفاضة لا ثورة في مصر،  كاشفاً عن أن الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد مرسي صوتا في مكتب الإرشاد ضد خوض الانتخابات الرئاسية، لكن غالبية المكتب قررت خوض هذه التجربة.. وأن مرسي بالذات بكى حين ظهور نتيجة التصويت لأنه كان يستشعر خطورة هذا التوجه، مشيراً إلى تفوقه طوال حياته حيث كان الأول على الثانوية العامة، ثم كان الأول على دفعته في الجامعة.

وقال ذنيبات إنه جرى خطف مصر، والثورة، والقيادة الإسلامية، لكنه أكد أن "الجماعة بخير". شارحاً "أنها ليست حزباً، ولا مجتمعاً.. بل هي دين"..!

وتحدث ذنيبات عن مدى تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في مصر قائلاً إنها منتشرة في 4930 قرية كل منها بحجم مدينة من مدن الأردن، تتوزع على 27 محافظة، لافتاً إلى أن الإخوان في الأطراف أقوى مما هم عليه في المركز (القاهرة)، حيث يوجد 35 ألف سائق يعملون مع أجهزة الأمن، إلى جانب قطاعات أخرى عديدة.

وأشار إلى أن أكثر من 35 تنظيماً سياسياً كانوا حلفاء للجماعة قبل اعتصام ميدان رابعة، قائلاً إن أصغر هذه التنظيمات كان له 27 نائباً في مجلس الشعب، أي أكثر من عدد نواب أي تنظيم يساري أو قومي أو ليبرالي، ممن شايعوا الانقلاب.

دور إيراني في مصر

وكشف سعود أبو محفوظ، عضو المكتب السياسي للجماعة، عن دور لإيران في الوقوف وراء الانقلاب في مصر، مشيراً إلى أن محمود بدر رئيس ومؤسس حركة تمرد هو شيعي كان يحصل على دعم من ايران، مؤكداً في ذات الوقت أن عدد الشيعة في العالم هو 750 مليون مسلم، وقال:"لا نريد أن نشطبهم من حساباتنا ولا أن نفتح معهم معارك".

ونفى ذنيبات وجود أي دور لجماعة الإخوان المسلمين الأردنيين في مصر أو سوريا، مشيراً إلى أنه لكل تنظيم أطره القيادية في البلد الذي يعمل داخله.

الديمقراطية هي الحل

بني ارشيد استعرض تاريخ علاقة الجماعة في الأردن مع شعار الديمقراطية، معيداً إلى الأذهان أن شعار الجماعة الذي خاضت الإنتخابات البرلمانية بموجبه سنة 1989 كان" الإسلام هو الحل"، لكنها في عام 1993 أضافت إلى "الإسلام هو الحل".."الديمقراطية والشورى".

وقال: "في انتخابات 2003 أضفنا شعار" الإسلام هو الحل" إضافة إلى "الديمقراطية"، التي تفوق استخدامها على استخدام مصطلح الشورى، ثم تدرج الشعار إلى أن أصبحت صياغته النهائية "الديمقراطية هي الحل". لافتاً إلى أن الأحزاب والقوى السياسية الأخرى أصبحت ترفض شعار الديمقراطية.

إطار جديد للعلاقة مع القوميين واليساريين

وانتقل بني ارشيد إلى التحدث عن العلاقات بين مختلف المكونات الحزبية في الأردن قائلاً: "إن التحالف القومي الإسلامي اليساري"، وإطارات الأحزاب، والمؤتمر القومي الإسلامي.. كل هذه الأطر العربية الإسلامية اليسارية معنية بعدم انتاج الصراع بين مكونات الأمة، لأن انتاج التناقض يخدم فقط اسرائيل والاستبداد".

وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين ليست مع اعلان طلاق مع القوى اليسارية والحزبية الأخرى، كما أنها لا تريد إطلاق ثورة تفرض نفسها من خلالها على الأخرين".. مؤكداً "من الضروري بقاء شعرة معاوية بين مختلف المكونات السياسية في المجتمع".

وقال:  "لذلك نحن باقون في عضوية لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة" .وأضاف:  "غداً قد تحتاجنا الأحزاب الأخرى، كما أننا قد نحتاجها نحن".

وأشار إلى أن أحزاباً قومية ويسارية سبق لها اتهام جماعة الإخوان المسلمين بأنها عاشت في حضن نظام الحكم في الأردن. وقال : "نصحونا بأن نخرج من حضن النظام، ليتبين لنا أنهم طلبوا منا الخروج من حضن النظام، على فرض صحة جلوسنا في هذا الحضن، لأنهم يريدون أن يجلسوا هم في هذا الحضن"..!

 وكشف بني ارشيد:  "بعضهم عرض على الملك انشاء تحالف بين النظام والأحزاب اليسارية لمواجهة الإخوان". وقال "نحن معنيون بإنتاج علاقة مستمرة مع الجميع، ولو في حدها الأدنى".

وأكد أن الساحة الأردنية بحاجة للبحث عن إطار تحالفي جديد.. الإطارات القائمة ليست كافية. نحن الآن في طور للإعداد والبناء لصناعة هذا التحالف".

وفي معرض تعقيبه على تحفظات أبديت على البرنامج الاجتماعي لجماعة الإخوان المسلمين، أكد بني ارشيد  "لا فرض ولا اكراه.. لا اكراه في الدين".

ولفت إلى أن الرئيس مرسي لم يحاول مثلاً أن يفرض الحجاب في مصر.

وختم بني ارشيد حديثه في هذا الجانب مؤكداً  "في مصر الجولة الأولى لم تنته بعد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com