قسنطينة تستعد لعرس الثقافة العربية عام 2015
قسنطينة تستعد لعرس الثقافة العربية عام 2015قسنطينة تستعد لعرس الثقافة العربية عام 2015

قسنطينة تستعد لعرس الثقافة العربية عام 2015

قسنطينة تستعد لعرس الثقافة العربية عام 2015

الجزائر-من سهيل الخالدي

من المتوقع أن يعلن البرلمان الجزائري في دورته الحالية موافقته على الميزانية التكميلية لعام 2013 ويكون من ضمنها مبلغ 200 مليون دولار مخصصة لفعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 التي أقرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، هذا التقليد الذي بدأ في القاهرة عام 1996، وتعتبر بغداد عاصمة الثقافة العربية لهذا العام ولم تظهر في بغداد أية نشاطات ثقافية نظرا لما تمر به من مشكلات سياسية وأمنية، وأما عام 2014 فلا يبدو أنه سيكون أفضل حالا من بغداد، حيث ستعقد هذه الفعاليات الثقافية في مقديشو عاصمة الصومال المنكوب .

وقسنطينة التي ستحتضن هذه الفعاليات التي أخذت في الساحة العربية منحى النشاط الفولكلوري أكثر منه الثقافي الجدي تأمل أن تقيم طوال عام 2015 نشاطا متميزاً وهي تحاول أن تستفيد من تجربتين سابقتين، فقد كانت الجزائر عام 2007 عاصمة للثقافة العربية.

ومن المقرر أن تفتتح فعاليات قسنطينة في 16 آبريل 2015 بحيث تكون التحضيرات قد اكتملت، وهي تحضيرات حسب ما أعلن عنه تشمل المسرح والسينما والكتاب ومختلف أنواع الفنون، وقد أعلنت 22 دولة عربية موافقتها على المشاركة بأسابيع ثقافية واسعة لكل دولة، وهناك 8 دول متوسطية غير عربية ستحضر المهرجان، وتقوم عدد من الشركات الاجنبية ومعظمها فرنسية بإعادة ترميم الآثار والأماكن الأثرية والتاريخية الكثيرة جداً في هذه المدينة، فقد بني العرب الفينيقيون هذه المدينة فوق صخرة كبيرة وأسموها "قرتا" أي القرية وكانت تابعة لقرطاجنة ثم غير اسمها إلى سيرتا، ودمرها الرومان ثم أعاد بناءها الإمبراطور قسطنطين واسماها باسمه، كما فعل باستانبول، ثم استعادها العرب في مطالع الدعوة الإسلامية، و قد صمدت قسنطينة في وجه الغزو الفرنسي أكثر من سبع سنوات وأبدت مقاومة باسلة لكل الغزاة يفخر بها أهل المدينة ، كما يفخرون بكثير من رجال العلم والثقافة العربية الذين ظهروا فيها خاصة خلال المقاومة الطويلة للاحتلال الفرنسي مثل رائد النهضة عبد الحميد بن باديس، وفيلسوف الإسلام المهندس مالك بن نبي، والشاعر والروائي الكبير مالك حداد... ومن جهة أخرى يعتقد بعض من مثقفي المدينة أن الإدارة الجزائرية ذات الميول الفرنسية المعادية للثقافة العربية والإسلامية ستكرر ما فعلته من تخريب في التجربتين المشار إليهما في العاصمة وتلمسان وتبدد ملايين الدولارات لفائدة محاسيبها من إداريين ومقاولين ودور نشر وفرق فنية غير ذات قيمة .

ومع ذلك بدأت دور النشر الجزائرية بتقديم قوائم بمنشوراتها التي تتفق وهذه المناسبة لتحصل على الدعم الذي خصصته الدولة للكتاب والذي يمس حوالي ألف عنوان قرر أن تصدر في المناسبة ومعظمها في الجانب التاريخي لهذه المدينة العريقة، ويركز البعض على الجانب السياحي ويرون أن إعادة ترميم الآثار مثل جسور المدينة القائمة على الأودية المحيطة والمعلقة، والطريق الأرضي الذي حفره الفينيقيون تحت هذه الصخرة بطول 160 مترا، وكذلك القصور والمساجد والمدارس التي أقيمت في عهود مختلفة.. وكذلك الفنادق التي ستبنى بمواصفات عالمية جنبا إلى جنب مع قصور للثقافة وقصور كبرى للمعارض ستعطي المدينة دفعا جديدا لاستعادة موقعها السابق بين مدن المغرب العربي حيث كانت تعتبر الحاضرة الثقافية بعد كل من فاس وتلمسان.. وفي كل الأحوال ينتظر مثقفو وأهالي قسنطينة شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم حيث سيظهر البرنامج النهائي لهذه التظاهرة بالاتفاق مع الأليكسو العربية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com