الصينيات يعلمن المصريات الرقص في زمن الاخوان
الصينيات يعلمن المصريات الرقص في زمن الاخوانالصينيات يعلمن المصريات الرقص في زمن الاخوان

الصينيات يعلمن المصريات الرقص في زمن الاخوان

الصينيات يعلمن المصريات الرقص في زمن الاخوان

القاهرة - محمد عبد الحميد

لم يكن إعلان المركز الثقافي  الصيني  في الجيزة عن عزمه تقديم دورات لتعليم الأنواع المختلفة من الرقص الصيني الشعبي، خلال الفترة المقبلة وبصورة منتظمة بقية شهور العام الجاري مجرد حدث عادي في تاريخ هذا المبنى العريق، الذي تحول في الفترة  الأخيرة  إلى مارد أصفر مصغر يجتازعتبته يوميا مئات المصريين، ما بين رجال أعمال ومثقفين لتلقف ما يقدمه من معارف وفنون، فضلا عن كونه محطة دائمة لمعظم الطلاب المصريين الراغبين في تعلم اللغة الصينية.

لم يكتف المركز فقط بالتنويه عن دورات الرقص عند بوابته الرئيسية، وإنما قام بتوزيع منشورات إعلانية في شوارع القاهرة والجيزة، مما أسهم في  إقبال عشرات السيدات من مراحل عمريه مختلفة لتعلم رقصات "التنين والطاووس والأسد"، لاسيما و أن كل رقصه  تندرج تحت قائمة الفنون العلاجية الصينية التي تعالج بعض الأمراض النفسية أو الذهنية ، مثل اليوجا وغيرها من الحركات الرياضية.

ويقوم المركز باستقدام مدربة رقص خصيصا من الصين  تجيد العربية  وتحرص على تعريف المتدربات بخطوات كل حركة رقص، وكيفية أدائها عبر اليدين والقدمين  وبالقفز لأعلى والاستدارة والانحناء بشكل متناسق يعطى في النهاية شكلا يميز الرقصة المطلوبة، ويبرز مدى فائدتها لرشاقة الجسد  وصفاء الذهن !

الفنانة والراقصة المعتزلة نجوى فؤاد ترى أن هذه الخطوة في تعليم المصريات الرقص الصيني ما هي إلا حرب ثقافية جديدة تتعرض لها المنطقة العربية.

نجوى التي لقبت في حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي براقصة مصر الأولى وراقصة الملوك والرؤساء، أبدت دهشتها من هذا التوجه الصيني لتعليم  المصريات الرقص وقالت :"عشنا وشفنا الصينيين عايزين يعلمونا الرقص"!

وتؤكد أن الصين معها حق طالما الإخوان والسلفيين منذ مجيئهم للحكم بعد ثورة 25 يناير ليس لهم هم إلا محاربة الرقص الشرقي ، ومنع التمثيل والغناء ، والتضييق على عمل الكباريهات والملاهي الليلية، فلماذا لم تقم تلك الجماعات بمنع الرقص الصيني هو الآخر ولا الصيني حلال؟

وأشارت إلى أنها باتت تشعر بالقلق على حال مهنة الرقص الشرقي التي يعمل بها الآلاف، من راقصات وموسيقيين ومساعدين منذ سنوات كثيرة، ويأتي لمصر سياح من كل مكان في الدنيا لمشاهدة الرقص الشرقي، تماما كما يبحثون عن مشاهدة الأهرام.

وأشارت إلى أن الصين تغزو العالم بثقافتها بعد أن أغرقت العالم بمنتجاتها وباتت قوة كبيرة اقتصاديا وثقافيا، وهو الدور الذي كان من المفترض أن تقوم به مصر بان تقوم بعمل دورات لتعليم الرقص شرقي في سفارات الخارج، لاسيما وان دول أوربا وأمريكا مبهورين بالرقص الشرقي، لذلك كنت أتوقع أن تهتم مصر بالترويج للرقص كنمط ثقافي فريد، وكمصدر جذب للسياحة ودعم الاقتصاد، تماما مثلما تفعل الصين، لا أن تحارب الرقص والفنون والسياحة وتزيد من معاناة الناس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com