منتجو السينما المصرية يتمسكون بمفاتيح نجاح الأفلام
منتجو السينما المصرية يتمسكون بمفاتيح نجاح الأفلاممنتجو السينما المصرية يتمسكون بمفاتيح نجاح الأفلام

منتجو السينما المصرية يتمسكون بمفاتيح نجاح الأفلام

تغير حال السينما المصري للأسوأ، خلال السنوات الأخيرة، وتراجع الإنتاج السينمائي بشكل كبير، واقتصر الإنتاج على الرديء، وباتت الأعمال الجادة عملة نادرة تظهر كل عدة أعوام، والأرقام تثبت ذلك، فبعدما كان يصل معدل الإفلام المنتجة إلى 400 فيلم سنوياً باتت دور العرض فقيرة ولا يزورها سوى 4 أفلام على أقصى تقدير سنوياً.

اللافت في تراجع الأعمال السينمائية في مصر ليس الكم، بل إن سيطرة الابتذال على لغة السينما وتغليب الأغنية الشعبية والرقص "البلدي" باتا أشبه بتميمة النجاح، وتحقيق الإيرادات للمنتجين بداعي أن "الجمهور عاوز كده".

وتبرز متغيرات جديدة في السينما المصرية حالياً أكثر غرابة، حيث أصبح المطرب الشعبي بطلاً للعمل السينمائي، وتصدرت الراقصات المصريات والأجنبيات لوحات وفيديوهات إعلانات عدد كبير من الأفلام، وباختصار؛ أصبح الغناء الشعبي والرقص الشرقي المبتذل بمثابة "فاتح الشهية" في السينما المصرية.

وقال الكاتب الكبير وحيد حامد، لموقع إرم نيوز، حول هذه الظاهرة: "بداية أنا ضد أن نحمّل الدولة المسؤولية، ونقول إنها لا تنتج أعمالاً سينمائية جيدة، وتركت المنتج الفرد يتحكم في السوق، فمهمة الدولة ليست الإنتاج، لكنها مطالبة بمنع الاحتكار وتسهيل العملية الإنتاجية".

وأضاف: "في أوقات كثيرة كانت تسيطر على السينما ظاهرة معينة، ففي الثمانينات ظهرت سينما المخدرات، وفي بداية التسعينات انتشرت سينما المقاولات، والآن تسيطر سينما البلطجة والرقص المبتذل والغناء الشعبي المتواضع، وهي بكل أسف تحقق إيرادات، ولكن حتى تختفي هذه النوعية من الأفلام، يجب أن يتحمس عدد من المنتجين لتقديم سينما جادة، لأن الجيد دائماً يطرد الرديء، وأكبر دليل على ذلك نجاح أفلام مثل الفيل الأزرق بطولة كريم عبد العزيز، ونجاح الجزء الثاني من الجزيرة بطولة أحمد السقا".

من جهته، قال الكاتب بشير الديك: "إذا أردت أن تصنع سينما جيدة، فيجب أن يكون المجتمع مستقراً، حيث توجد مشاكل كثيرة في بلادنا، والمشاهد يهرب من الواقع بدخول فيلم كوميدي، أو فيلم يحتوي على رقصة جريئة أو أغنية مثيرة".

وتابع: "أتصور أن منتجا مثل السبكي قرأ ذلك جيداً، ولعب على هذه المعادلة، وكسب أموالاً كثيرة، لأنه الوحيد الذي استمر في الإنتاج، بعد قيام الثورة، وقدم عدداً كبيراً من الأفلام، تعتمد على هذه التوليفة، وأرى أن الذي يعتمد على هذه الأغنية والرقص المبتذل، أشبه بمن يبيع مخدرات في عز الظهر".

أما طارق رشاد، مدير دار عرض "سينما التحرير"، فقال: "نوعية الجمهور تغيرت في السنوات الخمس الأخيرة، الجمهور يترواح عمره من 15 إلى 25 سنة، وهذه الشريحة العمرية لا تستهويها فكرة العمل، بقدر الإثارة التي يحتوي عليها الفيلم، لذا عندما نقدم فيلماً جاداً، نجد الإقبال عليه ضعيفاً جداً، وعندما نقدم فيلماً يحتوى على توليفة السبكي، التي تعتمد على الأغنية والرقص المبتذل، نجد زحاماً كبيراً لدخول الفيلم، وربما نلجأ إلى عمل حفلات إضافية لاستيعاب الجمهور".

وأضاف: "لو تأملت المشهد السينمائي جيداً، سوف تكتشف أن نجوم الغناء الشعبي حالياً ونجمات الرقص زحفوا جميعاً إلى عالم التمثيل، ولا تنس أن السينما صناعة، وكل منتج يريد أن يحقق المكسب لضمان الاستمرار في الصناعة".

من جانبها، قالت الفنانة المصرية روجينا زوجة أشرف زكي نقيب الفنانين المصريين: "أتفق تماماً على أن الفترة الأخيرة كانت الأغنية الشعبية والرقص فاتح شهية للجمهور، ولكن لا تنكر أن هناك أفلاماً جادة، استطاعت أن تقف ضد هذا التيار الجارف، وأن تنتصر، مثل الفيل الأزرق والجزيرة 2".

وواصلت حديثها، قائلة: "المهم أن يجد الجمهور الأفلام الجادة، بجانب الأفلام الرديئة، حتى يستطيع المفاضلة والاختيار، وأثق أنه سوف ينحاز للأفضل".

ويرى المخرج الكبير علي عبد الخالق أن الأغنية الشعبية اختلفت كثيراً عن الماضي، مضيفًا: " عدوية وعبد المطلب وشكوكو ومحمد رشدي ومحمد العزبي قدموا الأغنية الشعبية بشكل جميل، وكانوا يغنون للقيمة".

وتابع: "لكن الآن أصبحت الأغنية الشعبية مبتذلة، وكذلك الرقص، ولكن للأسف هناك من يقبل على تلك الأفلام، التي تحتوي على هذه العناصر، ولذلك راهن عليها عدد من المنتجين، ونجحوا في تحقيق أرباح خيالية، ورغم سخافة المشهد، أثق في أن القادم أفضل، وسوف تسترد السينما الجادة عافيتها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com