موعد مع المجهول
موعد مع المجهولموعد مع المجهول

موعد مع المجهول

موعد مع المجهول

مارلين خليفة

يوم 30 يونيو الحالي محوري لمصر التي يزمع شعبها بتلاوينه المختلفة على تجديد نبض ثورتها، كلّ فريق على طريقته الخاصّة.

وقد استبق الرئيس المصري محمد مرسي هذا الموعد ليعلن عبر "ستاد" رياضي قطع مصر نهائيا للعلاقات مع سوريا. هذا القرار الرئاسي "الإخواني" طرح قضية جديدة سببت إنقساما في الشارع المصري بين التيارات اليسارية الليبيرالية والإسلامية الإخوانية، وانسحب هذا الإنقسام في الشارع على المؤسسات الرسمية وحتى على البعثات الدبلوماسية المصرية في خارج البلاد التي لا يتردّد الدبلوماسيون فيها عن توجيه انتقادات لاذعة لقرار رئيس البلاد، في إحدى أغرب تجليات الثورة المصرية.

الضغوط الداخلية على الرئيس المصري دفعته للهروب الى الأمام، محاولا تطوير دوره الاقليمي بما يضمن دعم الولايات المتحدة الأميركية له خلال الأزمة الداخلية القادمة.

إستبق مرسي الحشود المتناقضة الأهداف التي ستبدأ بالإنهمار منذ الأسبوع القادم على "ميدان التحرير" و"الميادين" المتفرعة منه، في أكبر تظاهرات ستشهدها مصر منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. إستبق الرئيس ذلك بقطع العلاقة مع نظام الأسد، معلنا رفضه المطلق لتدخّل "حزب الله" في الحرب السورية، معطيا قراره بعدا طائفيا خطرا، وخصوصا وأن المتكلّم هو رئيس أكبر دولة سنّية في العالم العربي تعدّ اليوم 90 مليون نسمة.

فهل يقصد مرسي تكريس الخلاف المذهبي القائم في المنطقة بهدف تحييد الأنظار عن النقمة الشعبية المندلعة بوجهه؟ بالتأكيد فإن "الإستراتيجية الدفاعية" لمرسي غير موفقة إذا كان يمنّي النفس بتوظيفها في الداخل، لأنّ الشعب المصري بالأصل بعيد من الطائفية، ولا يعرف معظمه الفارق بين المذاهب المتواجدة، لأنه شعب ملتزم دينيا بسواده الأعظم لكنّه غير  متعصّب.

•     يقول دبلوماسي مصري:" كلام الرئيس مرسي لن يغيّر في المعادلة كما يتمنّى، والدليل على ذلك، موقف "حزب النور" "أكبر الأحزاب السلفية" الذي أعلن رفضه لمهرجان "الاستاد" متهما "الإخوان" بالمتاجرة بدماء سوريا لتجنب استحقاق 30 يونيو المقبل...حتى السلفيين فهموا".

لكن... يعلّق دبلوماسي مصري آخر بقوله:" " البركة بالميديا" القادرة على إثارة النعرات عبر نشر التجييش الطائفي المبثوث من قبل المنتفعين من تغذية وقود الفتنة".

من الصعب موضوعيا في مصر حصول استقطاب مذهبي بالحدّة نفسها الموجودة في المشرق، أقلّه بسبب "التركيبة الطائفية". ولكن المشكلة في مصر أنها تؤثر في محيطها بالحق وبالباطل. ما يعني أنه من الممكن أن تكون رافدا نهضويا عظيما للمحيط (مصر الناصرية مثلا)، أو أن تكون مصدرا لأكثر الأفكار كارثية مثل تصدير المجاهدين لأفغانستان وتذكية الصراعات المذهبية كما هو حاصل اليوم.

30 يونيو موعد جديد مع ثورة لا أفق لها...موعد مع المجهول

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com