المالكي يهرب من الفشل للثلث المعطل
المالكي يهرب من الفشل للثلث المعطلالمالكي يهرب من الفشل للثلث المعطل

المالكي يهرب من الفشل للثلث المعطل

تصريحات رئيس الوزراء تزيد من عزلته وملامح تحالف سني شيعي لإقصائه

تشهد الساحة العراقية صراعا سياسيا أقرب ما يكون إلى الحرب الإعلامية بين الكتل السياسية المتنافسة في الانتخابات، وعلى رأسها ائتلاف دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي.

ففي الوقت الذي يعلن به الائتلاف عن فوزه بغالبية الأصوات، معلنا عن أرقام تتراوح ما بين 800 ألف إلى مليون صوت، كما صرّح المالكي أخيرا، تنفي الكتل الصدرية وائتلاف مواطن هذه الأرقام المبالغ بها-على حد وصفها- وكذلك تنفي اللجنة العليا للانتخابات هذه الأرقام.

المالكي يغرد خارج السرب ويحاول فرض سطوة ائتلافه إعلاميا، في الوقت الذي تسعى فيه باقي الكتل للتقارب والتحالف لإقصاء المالكي من المعادلة السياسية المركبة.

فها هو زعيم كتلة المواطن عمار الحكيم، يبدأ مشاوراته ومفاوضاته الجدية مع الكتل الشيعية ليكون رئيسا لائتلاف شيعي موحّد قادر على تحديد رئيس الوزراء المقبل، ويبدو حسب ما يؤكده مراقبون أن الكتل الصدرية باتت ترحب بشخص الحكيم بعد ما بينته التوقعات بأن ائتلافه حاز على عدد من الأصوات تضعه بالمركز الثاني بعد ائتلاف المالكي.

وفي ظل جو مشحون تزيد تصريحات المالكي من عزلته السياسية، فيسعى ائتلافه للتمسك بالسلطة من خلال سطوته الانتخابية، وفي حال الفشل سيسعى المالكي لتكوين ما يسمى بالثلث المعطل للقرارات في البرلمان.

ويؤكد قياديون في ائتلاف دولة القانون، أن النتائج الأولية للعد والفرز تؤهل ائتلاف المالكي لتصدر جميع القوائم المتنافسة في الانتخابات العراقية، وتمنحه حق تشكيل الحكومة بالتحالف مع الكتل القريبة منه أو أن يكون له الثلث المعطل مع حلفائه أيضًا.

ولكن أبرز الحلفاء المطروحين -على ما يبدو- يبتعدون عن دائرة التحالف مع المالكي، سواء الكتل السنية أو الشيعية أو حتى الكردية.

ففي آخر تصريح له، اتهم رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي" البعض" في إشارة للمالكي بـ "الحياد عن طريق الشراكة الوطنية"، وبين أن الشعب خرج للانتخابات متحديا العوارض المصنوعة كإغراق بعض المدن وترويعها، داعيا إلى "بدء مشوار جديد وإلى التكاتف في الأعوام الأربعة المقبلة لإنهاء الأزمات الأمنية والسياسية"، مؤكدا أن العراق "قاب قوسين أو أدنى من التغيير المنشود".

وكذلك وجّه مستشار الرئاسة في إقليم كردستان العراق ريبين رسول اتهامه للمالكي بـ "الرجل الفاشل" الذي استعمل الجيش العراقي لتصفيات طائفية وقومية ضد السنة والأكراد.

يبدو أن استهداف السنة ومحاولة إقصائهم، تهمة تلازم المالكي من الأطراف كافة، فزعيم الكتل الصدرية مقتدى الصدر وجّه الاتهام ذاته، كما أن المرشد الأعلى علي السستاني دعا إلى عدم التصويت للمالكي.

منافس المالكي القديم، زعيم ائتلاف العراقية إياد علاوي، يحاول تشكيل ائتلاف يقصي المالكي، فبعد أن استبعد أن تكون الولاية الثالثة حسمت لرئيس الوزراء نوري المالكي، كشف عن حوارات يجريها ائتلاف العراقية مع بعض الكتل السياسية لتحقيق الشراكة الوطنية.

ولفت علاوي في مؤتمر صحفي السبت، إلى أن المباحثات التي تجريها العراقية حاليا، هي مع كتل "المواطن و الأحرار و التحالف الكردستاني و ائتلاف العربية و ائتلاف متحدون".

المشهد يدلل على تحالف سني شيعي لإقصاء المالكي، وردّة الفعل التي يلوح ائتلاف دولة القانون بها هي الثلث المعطّل، ولكن هذا الثلث بحاجة لتحالف مع كتل قريبة للمالكي كي ينجح.

فالاتحاد الكردستاني يدعو الأطراف كافة للتجانس والتحالف، وكذلك تسعى الكتل الصدرية وكتلة المواطن للاتفاق على شخصية شيعية بديلة للمالكي، بدأت ملامحها ترتسم على وجه عمار الحكيم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com