عن السنة والشيعة والشيطان الأزرق
عن السنة والشيعة والشيطان الأزرقعن السنة والشيعة والشيطان الأزرق

عن السنة والشيعة والشيطان الأزرق

الشيء الوحيد الذي يفرق المسلم السني عن أخيه الشيعي هي السياسة والسياسيين. أي السعي نحو السلطة والثروة.. أي مصالح فردية لسياسيين لا يهمهم شيء سوى الوصول للسلطة والحكم بأي ثمن كان حتى لو كان قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

محمد سناجلة

 يؤكد عالم التاريخ الأكثر شهرةً في العالم جان بوتيرو أنه "إذا تآلفنا منذ الطفولة مع المكانة الحقيقية للدين في الثقافة ومع تعدد الأديان والثقافات،عندها نكون بشراً حقيقيين نحترم بعضنا بعضاً. بينما الانغلاق والتعصب الديني يؤديان إلى كوارث نرى بعضاً منها الآن".‏

لست أدري لماذا قفزت الى ذهني مقالة بوتيرو هذه، وأنا أرى معالم المعركة الكبرى التي تدق على الأبواب، والتي بدأت أولى فصولها في  سوريا.. وهي للأسف ليست حربا ضد التخلف ولا الجهل ولا حتى ضد إسرائيل التي شردت شعبا بأكمله باسم الوعد الإلهي، بل هي معركة بين العرب والعرب، بين المسلمين والمسلمين... بين السنة والشيعة.

لست أدري كيف صار الدين الواحد دينين مختلفين يتناحران ويقتل بعضهما بعضا!

ودارت رحى الأسئلة في دماغي، سألت نفسي.. ترى ما الذي يفرق السنة عن الشيعة حقا، هل السني مختلف عن الشيعي وبماذا وكيف؟

ولنأخذ الأمور ببساطة شديدة بعيدا عن التعقيدات المذهبية واللغوية، لتعد الى الأصول الأولى...السني يشهد أن لا اله إلا الله وكذلك الشيعي، الشيعي يصلي في اليوم خمس مرات، ويصوم رمضان ويحج البيت ويزكي ماله وكذلك السني، السني يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وكذلك الشيعي.

أليس هذا هو الاسلام؟ إذا كان كلاهما هكذا وهما كذلك فما الذي يفرق بينهما إذا؟

حسنا.. الشيعي يبجل الإمام علي كرم الله وجهه، ويعتقد أنه كان أولى بالخلافة من معاوية وكذلك السني، لا يوجد سني على وجه الأرض لا يعتقد ذلك.. إذا ما الذي يفرقنا.

لم يستطع ذهني إلا تخيل إجابة واحدة وحيدة.. الشيء الوحيد الذي يفرق المسلم السني عن أخيه الشيعي هي السياسة والسياسيين.  أي السعي نحو السلطة والثروة.. أي مصالح فردية لسياسيين لا يهمهم شيء سوى الوصول للسلطة والحكم بأي ثمن كان حتى لو كان قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

ومنذ البداية كان الأمر هكذا.. في صفين قتل نحو 70 ألف عربي مسلم لا يفرق بينهما شيء سوى أطماع السياسيين في السلطة والثروة! كان الأخ يقتل أخاه وأقصد المعنى الحرفي للكلمة.

ومنذ صفين حتى يومنا هذا ما زال الأخ يقتل أخاه تحقيقا لأطماع وأحلام هذا السياسي او ذاك، وقد يتقنع السياسي فيأخذ ثوب شيخ أو ملاّ، وما الفرق بين الملالي والشيوخ إلا طريقة لف العمّة، لكن هدفهما في النهاية واحد وهو السلطة والثروة، وليس مهما على حساب من أو ضد من.

ستدور المعركة بل أم المعارك وأبوها معا قريبا جدا، وسيقتل مئات الآلاف منا، وسنجوع ونتشرد في أصقاع الأرض، ولن ينتصر سوى الشياطين الزرق...

m.sanajleh@eremnews.com

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com