عباس يتنفس الصعداء بعد رحيل فياض
عباس يتنفس الصعداء بعد رحيل فياضعباس يتنفس الصعداء بعد رحيل فياض

عباس يتنفس الصعداء بعد رحيل فياض

تنفس عباس الصعداء برحيل سلام فياض الذي شغل الشارع الفلسطيني بسياساته غير الشعبية أحيانا، والدعم الأمريكي اللامحدود له في العلن أحيانا أخرى والذي أقلق عباس لسنوات طويلة.

بقلم: محمود الفروخ لايخفى على احد حجم الخلاف الذي كان جليا بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبين رئيس الوزراء الفلسطيني الاسبق سلام فياض في الصلاحيات والسياسة والاقتصاد والامن وحتى في العلاقات الخارجية , فسلام فياض القادم من البنك الدولي فرضته الادارة الامريكية وجاء به وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول كوزير مالية في السلطة الفلسطينية عام الفين واربعة ابان حكومة احمد قريع في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات , ثم اصبح اول رئيس للوزراء في عهد الرئيس الحالي محمود عباس وعينه بهذا المنصب تحديدا عقب الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس وسقوط قطاع غزة بيد حماس عام الفين وسبعة. ومنذ ان اصبح فياض المدعوم من الادارة الامريكية والدول الاوروبية وبمباركة من اسرائيل بعد الانجازات والشفافية التي حققها في مصروفات السلطة الفلسطينية عندما كان وزيرا للمالية سابقا ورئيسا للوزراء، اضحى ذلك يسبب صداعا سياسيا للرئيس محمود عباس لاسيما وان فياض عمل على فتح خطوط خاجية خاصة به دون علم وموافقة عباس مع الادارة الامريكية والدول الغربية الاوروبية وبعض الدول العربية.كما فتح فياض خطوطا سرية وعلنية مع ساسة اسرائيل وتوافق معهم في الشقين الامني والاقتصادي وتواصل معهم بشكل شبه يومي بحكم انه يحمل هوية اسرائيلية (القدس) ويسكن بمدينة القدس المحتلة، ناهيك عن ان فياض الذي رأس كتلة الطريق الثالث وفاز عضوا بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الاخيرة لم يخفي في اكثر من مناسبة و لقاء سري او علني طموحه الشخصي والسياسي بالترشح والوصول الى راس هرم السلطة الفلسطينية. وكذلك عمل فياض من خلال تحكمه بالمال الوفير المغدق على وزارة المالية من المانحين العرب والاجانب الذي ظل يحتفظ فيها بالاضافة الى رئاسته للحكومة السابقة حيث عمل على شراء ذمم الكثير من الجمعيات والمؤسسات والقيادات المستقلة وحتى قيادات من فتح وبعض الفصائل الوطنية الفلسطينية من خلال اعطائهم المال والمكافئات والمنح والمساعدات. كل ماسبق ازعج عباس وجعله يعيش حالة من عدم الاستقرار المنصبي والسياسي الداخلي لاسيما وان منافسه فياض عمل في بعض الاحيان على احراج عباس نفسه في قضايا داخلية وخارجية وتمرد على قراراته وتوجيهاته خاصة في مايتعلق بقبول استقالة وزير المالية السابق نبيل قسيس المحسوب على عباس دون الرجوع الى رئيس السلطة الذي يعتبر في القانون الاساسي الفلسطيني هو المخول الوحيد بقبول استقالة اي وزير حيث ان حكومة فياض نفسها هي حكومة الرئيس محمود عباس (ابو مازن). وبعد كل ذلك واخيرا وبعد تعيين الاكاديمي الدكتور رامي الحمد الله المقرب من ذراع عباس اليمين الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة الفلسطينية وقريبه رئيسا جديدا للوزراء وحصاره بنائبين لرئاسة الوزراء هما وزياد ابو عمرو النائب والوزير السابق وهو من قطاع غزة و محمد مصطفى مستشار عباس الاقتصادي الخاص ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني وهما من اشد المقربين والمحسوبين على عباس فان عباس اصبح اليوم مع تولي الحكومة الجديدة يسيطر على كافة مفاصل السلطة الفلسطينية بعدما كان ايام فياض يسيطر على نصفها او ثلثيها فقط. لذا تنفس عباس الصعداء برحيل سلام فياض الذي شغل الشارع الفلسطيني بسياساته الغير شعبية احيانا والدعم الامريكي اللامحدود له في العلن احيانا اخرى والذي اقلق عباس لسنوات طويلة كذلك وزعزع قبضته وتفرده بالاستمرار كرئيس لولايات قادمة.             

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com