اللي مالوش كبير
اللي مالوش كبيراللي مالوش كبير

اللي مالوش كبير

شوقي عبدالخالق

كشفت الأزمة الأخيرة على الساحة الرياضية، والتي كان بطلها أحمد الشيخ لاعب المقاصة السابق، الذي لا يتعدى عمره 23 عامًا، أن الوسط الرياضي، وتحديدًا الكروي، في مصر لا يعرف النظم واللوائح والقوانين، وأنه لا أحد يجيد لغة الاحترام والاختلاف والمنافسة، إذ ظهر ناديان، هما الأكبر في مصر وإفريقيا والوطن العربي، يتباريان في صراع قذر، تسلح أحد القطبين فيه بجماهيره وقدرتها على إحداث شغب، بينما تسلح الآخر بالصوت العالي لرئيسه، ولسانه السليط الذي لم يسلم منه أحد.

ولم نجد على الساحة من يتدخل لوقف الصراع المستمر، والذي أصبح كالمقرر على متابعي وعشاق كرة القدم المصرية، وكنا نتوقع أن يتدخل أحد القادة السياسيين في مصر لوقف هذا المسلسل السخيف، الذي يقلل من شأن قطبين كبيرين بحجم الأهلي والزمالك، ولكن للأسف الجميع رفض التدخل، ومنهم من أعلن على الملأ عدم تدخله في هذه الأزمة، وكأنه عار يتبرأ منه أمام الرأي العام والجماهير.

وننتظر خلال الساعات المقبلة حلقة جديدة من هذا الصراع، الذي لن يتوقف إلا إذا تدخل العقلاء والكبار من أجل إيقافه، على أن يتم وضع ضوابط ولوائح تحترم من الجميع وتطبق على الجميع سواسية، إذا كان يرغب القائمون على كرة القدم تصحيح المسار وإعادة هيبة الكرة المصرية من جديد على الساحة الإفريقية والدولية دون النظر لأي اعتبارات، سواء جماهيرية أو غيرها، وأن يحتذى بالتجربة الإيطالية في عام 2006، والتي شهدت قراراً بهبوط فريق يوفينتوس للقسم الثاني، وخصم 9 نقاط من رصيده، بعد تورطه في قضايا تلاعب في المباريات، رغم أنه حاليا تتم تبرئته قانونا من بعض تلك القضايا، إلا أن الاتحاد الإيطالي قام بتطبيق اللائحة على اليوفي رغم شعبيته الجارفة في إيطاليا، دون أن يخشى غضب جماهيره العريضة.

ياسادة، الأمر فاق كل الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمراء، ومن يهدف لحفظ أمن واستقرار هذا البلد عليه أن يسارع من أجل اإنهاء تلك الأزمة، إعمالاً بالمثل الشعبي القديم (اللي مالوش كبير بيشتريله كبير)، والحمد لله لدينا من الحكماء والعقلاء الكثير، ولكن ينقصهم الشجاعة والجرأة من أجل التدخل في هذا الصراع، الذي سيستمر في كل صفقة سواء للأبيض أو للأحمر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com