غول بديلا لـ أردوغان
غول بديلا لـ أردوغانغول بديلا لـ أردوغان

غول بديلا لـ أردوغان

موفق محادين

بعد أن كانت تركيا مرشحة ومؤهلة لان تكون اول دولة اقليمية في المنطقة وقبل ايران وتل ابيب ، ها هي انقرة تنضم الى القوى المضطربة ، والسبب ، حماقات ومغامرات اردوغان ، وتزايد النزعات الامبراطورية الشخصية .

فأما الحماقات والمغامرات السياسية ، فعنوانها المباشر الرهانات الخاسرة على جماعات الاسلام السياسي الامريكي وعلى رأسها ، جماعة الاخوان المسلمين ،والتي تداعت جميعها ، الواحدة بعد الأخرى ، وخاصة في مصر وتونس .

واما النزعات الامبراطورية الشخصية ، فهي اقرب ما تكون لما يعرف بالادب السياسي (بالبونابرتية الثانية) قياسا بالامبراطور نابليون الثالث ابن شقيق نابليون الأول ، وكان مزيجا من التراجيديا والكوميديا السياسية التي تجلت عند اردوغان بهذا المزيج من اسلافه (مندريس واربكان) واستاذه الذي تمرد عليه ، اوغلان، ومن الظاهرة التي عرفتها افريقيا زمن بوكاسا (فاشية التخلف والفساد)

انطلاقا مما سبق ، فليس امام اردوغان للبقاء في السلطة سوى خيارات محدودة، احلاها مر: مغامرة عسكرية في سورية والعراق بذريعة ملاحقة الاكراد العلمانيين ، او انتخابات مبكرة .

والارجح ان المغامرة العسكرية مفتوحة على احتمالات محددة ابرزها خروج الجيش من الثكنات على شكل انقلاب او تدخل عسكري قد يقود اردوغان الى مصير يشبه مرسي في مصر .

اما الانتخابات المبكرة فليس مؤكدا ان تغير المشهد البرلماني الحالي ، وذلك بالنظر الى ان رهان اردوغان على شحن واستنفار القوميين الطورانيين ضد الاكراد رهان لا يمكن التعويل عليه وكسب السباق فيه امام القوميين الاصليين، سواء داخل حزب الشعب او الجماعات الاناضولية التي ترى في اردوغان تركياً من الدرجة الثانية، بالنظر الى اصوله الجورجية .

والاهم هنا ان القوى الطورانية تنتظر هذه الانتخابات ليس للتجديد لهذا (الجورجي) والاكتفاء بجوائز ترضية في البرلمان ، بل للاجهاز عليه نهائيا.

وثمة ما يقال عن فتح الله اوغلان الذي يجمع بين الاسلام الناعم والقوة الاقتصادية ، والرضا الامريكي، وبين جذور كردية ايضا ، وبين الاصرار على اسقاط اردوغان.

بالمقابل يبدو عبد الله غول خيارا بديلا لمرونته ورزانته وقدرته على التعاطي السياسي مع مختلف القوى داخل تركيا وخارجها .

وليس من المستبعد ، بل من المرجح جدا ان يقوم حزب العدالة والتنمية نفسه باجراء (انقلاب داخلي) يطيح باردوغان لصالح غول ، مدعوما بمراكز القوى النافذة داخل الحزب ، ومنها جماعة فتح الله غولان ، وبرجوازية الاناضول ، مطبخ القرار الحقيقي في الحزب ..

وهي البرجوازية التي نقلت البندقية من كتف الحزب الكمالي (حزب الشعب) بعد سقوط الرهان على الاسواق الاوروبية، إلى كتف ( المحيط الاسلامي الاسيوي) وحملت الى السلطة الجماعات الاسلامية من اربكان الى العدالة والتنمية .

وتدرك هذه البرجوازية بعد اخفاق المغامرات الاردوغانية ان المفاتيح الناعمة مع دول البريكس وخطوط النفط والغاز والاسواق الواسعة مفاتيح لم تعد تحتمل اردوغان وفريقه ولابد من طي صفحتهم اذا ارادت تركيا العودة الى المشهد الاقليمي، كقوة صاعدة مرحب بها في عالم البريكس واوراسيا .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com