الإرهاب اليهودي والصمت العربي
الإرهاب اليهودي والصمت العربيالإرهاب اليهودي والصمت العربي

الإرهاب اليهودي والصمت العربي

شوقي عبد الخالق

بأي ذنب قتل الطفل علىّ دوابشة (سنة ونصف) ذلك الرضيع الفلسطيني الذي كل ما فعله في الحياة أنه نام آمناً في بيته بنابلس؟! بأي ذنب قتل ذلك البريءالذي لقي مصرعه إثر هجوم شنه المتطرفون اليهود بزجاجات حارقة على منزله؟ بالتأكيد القاتل هو الإرهاب اليهودي، لكنه ليس الوحيد المسئول عن مقتله وإنما الصمت العربي يتحمل المسئولية الأكبر.

لو أن طفلاً أو رجلاً أو امرأة أو عجوزا  يهوديا استيقظ مبكراً وسمع صوت صاروخ بدائي الصنع أطلقته حماس أو أي حركة مقاومة لانتفض اليهود، وصالوا وجالوا في العالم كله، باكين من الإرهاب الإسلامي والإرهاب العربي، ولاعتبروا ذلك الشخص "مصاب بالهلع"، بينما قتل عربي مسلم أو مسيحي على حد سواء يقابل بالاستنكار والإدانة فحسب.

اليهود أنفسهم وصفوا ما حدث بالأمس بالإرهاب اليهودي، ولكن رغم تهديدات الرئيس الفلسطيني محمود عباس باللجوء للمحكمة الدولية باعتبار ما حدث جريمة حرب في حق الشعب الفلسطيني، إلا أن الأمر لن يكون أكثر من ذكر اسم "علىّ دوابشة" باعتباره محمد الدرة 2015.

ربما نشهد انتفاضة فلسطينية جديدة غير متكافئة الأطراف، تسفر عن مقتل المئات وربما الآلاف من الفلسطينيين، وربما نشهد مجزرة إسرائيلية جديدة بذريعة حماية المستوطنين من الانتقام الفلسطيني.. فماذا بعد؟

أين التحرك العربي يا سادة؟! كيف أصبح الدم العربي رخيصاً لهذه الدرجة؟ ومن سيتحمل مسئولية مقتل هذا الطفل؟ ومن سيتحمل مسئولية مقتل الطفل القادم؟

عفوا يا عرب..أنتم تتحملون بنفس الدرجة مسئولية قتل "على دوابشة"، وعليكم التحرك بشكل جماعي عبر جامعة الدول العربية واللجوء للمؤسسات الدولية للمطالبة بتوقيع عقوبات دولية على إسرائيل، وكذلك المطالبة بإزالة المستوطنات فيما بعد 1967، ومقاطعة دولة الاحتلال على نطاق دولي شامل، فمثل هذا الحادث الذي وصفته إسرائيل نفسها كإرهاب يهودي، لا يجب أن يمر مرور الكرام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com