لماذا يذكرنا الصهاينة بفلسطين؟
لماذا يذكرنا الصهاينة بفلسطين؟لماذا يذكرنا الصهاينة بفلسطين؟

لماذا يذكرنا الصهاينة بفلسطين؟

أحمد مصطفى

ليس في الأمر مبالغة ولا انشاء لغوي ولا مزايدة، لكنها حقيقة مرة تجعل من بقى لديه حياء يتوارى خجلا من نفسه.

نعم، قطعان الإرهابيين الصهاينة في فلسطين هم من بقوا يتذكرون أن هناك فلسطين وفلسطينيين، يحرقونهم بغرض "تدفيع الثمن" (كما تسمى الجماعات الإرهابية الصهيونية نفسها على طريقة داعش).

ولأن العرب والمسلمين نسوا تماما بشاعة جريمة حرق الإرهابيين الصهاينة المستوطنين للفتى المقدسي محمد أبو خضير قبل عام، ارتكب هؤلاء جريمة أشد بشاعة بحرق الرضيع علي الدوابشة في ذكرى حرق أبو خضير علهم يذكرون هؤلاء العرب.

ويمعن الإرهابي والمجرم في البشاعة والوحشية حتى يصرخ ضحاياه أو يصدر عنهم رد فعل يجعله يزهو بإرهابه وإجرامه ـ فبدون رد الفعل يحبط وكأنه "يضرب في ميت".

لكن هيهات أن يستفزونا، أو يحققوا غرضهم باستثارة نخوتنا وكرامتنا .. فنحن قوم اخترنا طريق الحكمة والاعتدال لمقاومة التطرف والإرهاب حتى أننا إذا فسد منا عضو و"تطرف" جعلناه يأكل من أجسادنا وليس كيانات أعدائنا.

إنا مشغولون بقتل بعضنا وتهجير وتشريد أهل بيتنا فلا شأن لنا الآن بهؤلاء الحثالة الأجنبية التي احتلت فلسطين وتعيث فيها إرهابا عنصريا منذ نحو قرن من الزمان. أما يكفي أننا حاربنا وتظاهرنا وعقدنا المؤتمرات والندوات واستصدرنا من مجلس الأمن القرارات بشأن فلسطين؟

هل يريدون دفعنا للقول بأن تلك الحثالة التي استقدمت إلى فلسطين من مجرمي أوروبا الوسطى والشرقية ومقالب زبالة مدن أمريكية وغربية هم من يجب أن "يدفعوا الثمن"؟ وأي ثمن؟ نحن ندرك بعقلانية أن ثمن العربي والمسلم في سوق الضحايا لم يعد ذا أهمية.

كما أنهم "خواجات"، ولا نريد أن يصفنا العالم بالعنصرية لأننا نسمي من يحتل أرضنا ويهتك عرضنا ويهدم بيوتنا ويجرف أشجارنا ويحرق أطفالنا بشكل تخجل منه الحيوانات المتوحشة إرهابيا.

أليس لنا عذرنا في نسياننا نكبتنا الأكبر؟ أما يكفي ما نحن فيه من تفريخنا لداعش بعد القاعدة وما سننتج من إرهاب، فكيف نعيب غيرنا والعيب فينا! ثم إن فلسطين "استقرت على احتلالها"، لكننا الآن مشغولون بقضايا أكثر سخونة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.

ونعاهد العالم المتحضر نفاقا بأننا لن نفقد هدوءنا تجاه مخرجاته القذرة في منطقتنا حتى لو أحرقوا منا الأجنة في بطون أمهاتهم.

ونعتذر عن بعض الشاردين عن القطيع بيننا، ممن يهتمون بمثل هذه الأفعال ويرون أن الاحتلال الاسرائيلي يذكرهم بفلسطين، أي الضفة وغزة، فنحن نتطلع للديموقراطية الغربية المتمثلة في إسرائيل نموذجا يشرع الإرهاب والإجرام الجماعي.

سامحونا، فإن الحرق يليق بنا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com